خناقة ترامب وزيلنسكي..من يكسبها؟!

زكى القاضى
زكى القاضى
زكى القاضى

معركة ترامب الحقيقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فهو يرغب في إدارتها بمنطق الشركات التي يجب أن تجلب الأموال، غير عابئ بفلسفة الولايات المتحدة ذاتها، والتي تعتمد في المقام الأول على السياسة والنفوذ، واستخدام متوسط قوة الاقتصاد في تحقيق أكبر عائد سياسى، وبالتالي أمام هذا التفكك العشوائي الذى يفعله ترامب يوميا، هو يجعل أمريكا أكثر خسارة، حتى لو استعاد لها تريليونات الدولارات، عبر إجراءات اقتصادية بحتة، وبتدخلات "خشنة" في مفاصل الدولة خاصة في مؤسساتها ذات البعد الدولى مثل البنتاجون والمخابرات، والمؤسسات الدولية، فهو يرفد يوميا مئات الموظفين، ويتدخل يوميا في إقرار أحلامه الذاتية، على عكس المشاع بأن أمريكا هي إدارة لا رئيس، فقد أثبتت الوقائع والدلائل أن أمريكا دولة الرئيس بلا منازع، وترامب يفعل مايحلو له دون مرجعية تذكر.

تأتى معركة ترامب وزيلنسكى الأخيرة معبرة أيضا عن ذلك الاتجاه، فترامب كان يرغب في استعادة الأموال الممنوحة لأوكرانيا، عبر صفقة المعادن، والتي يرغب فيها بالسطو على معادن أوكرانيا، بدون ضمانات حقيقية في المقابل، وهو مارفضه الرئيس الأوكرانى، الذى يعيش في دور البطولة القومية الأوربية منذ 3 سنوات، وبالتالي اصطدمت الأحلام بينهما، فكلا منهم يرغب في دور البطولة على حساب الآخر، وكلاهما ممثل سابق، فالرئيس ترامب هو نجم تلفزيون الواقع، وزيلنسكى ممثل مسرحى قديم، لذلك تداخلات الأدوار بينهما، خاصة أن ترامب يمتلك دورين آخرين في ذلك الحدث، فهو المنتج الذى يصرف المليارات لأوكرانيا، وهو المخرج للحدث في النهاية، لذلك حدث ماحدث على الهواء، وطرد ترامب زيلنسكى، حتى دون التوقيع على صفقة المعادن، ولأن دور " السنيد" في البطولات عادة مايكون جنب البطل، فقد قام دى فانس بذلك الدور بشكل خطير، فقد كان مشجعا على توتر الأوضاع، بل كشف معلومات على الهواء لايجوز التصريح بها تخص القتال والجيش وجبهة المواجهة مع أوكرانيا وروسيا، وحتى يكون الأمر أسهلا في الشرح، لك أن تتخيل لو أن بوتين هو من كان يجلس مع زيلنسكى، هل كان سيقول أكثر مما قاله ترامب ونائبه.

معركة ترامب وزيلنسكى على الهواء، معركة كاشفة لأسلوب الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقى، غير ان هذه المرة كانت الولايات المتحدة أمام الكاميرات التي يعشقها ترامب، ولم يظن هو ونائبه أن زيلنسكى يمكن أن يقف ضدهم ويحرجهم بشكل واضح، فقد حاول ترامب منذ يومين إحراج الرئيس الفرنسي ماكرون، لكن ماكرون كان أكثربعدا عن مساحة الضغط التي يفعلها ترامب، فأوقفه و رد عليه بشكل ناعم للغاية، لكن الموقف مختلف في أوكرانيا، فالرئيس ترامب يرغب في عقد صفقة مع بوتين حول أرض أوكرانيا، دون أن يكون هناك ممثلا لأوكرانيا، وفى جهة أخرى يرغب في عقد صفقة على معادن أوكرانيا دون مقابل، وبالتالي المعادلة واضحة امام الجميع، فترامب يرغب في الفوز بالكفتين معا، الفوز مع روسيا، والفوز على أوكرانيا، بمنطق اقتصادى، لكن للأسف " الاقتصاد وحده لايكفى"، و إدارة الدول لا تتم بالرغبات حتى لو كان ترامب يمتلك قوة كبرى، فهو أيضا رجل أعمال يعرف قيمة المخاطر في النهاية.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

3 اتهامات قادت هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا لقفص واحد

السلامى VS السكتيوى.. نهائى مغربى خارج الخطوط فى نهائى كأس العرب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

غموض مصير أحمد حمدى مع الزمالك


زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة


ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

شيرين عبد الوهاب: أنا فى بيتى وتدهور حالتى الصحية شائعات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى