"قوافل حياة كريمة الطبية" مستشفيات متنقلة تنشر الأمل فى قرى شمال سيناء.. 2369 خدمة طبية مجانية للمرضى بالقرى والأحياء.. 30 عيادة متنقلة غطت 6 قرى رئيسية خلال شهور.. توفير الأدوية المجانية لجميع المرضى.. صور

قوافل حياة كريمة الطبية

شمال سيناء ـ محمد حسين

السبت، 01 مارس 2025 06:00 م

تحت مظلة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، تسطر القوافل الطبية في شمال سيناء قصصًا من العطاء والإنسانية، حيث تمتد خدماتها إلى القرى والأحياء الأكثر احتياجًا، لتوفر الرعاية الصحية المجانية لآلاف المواطنين.. هذه القوافل تمثل بارقة أمل للعديد من الأسر التي كانت تعاني من صعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة، وسط تضاريس سيناء الوعرة وبعد المسافات عن المستشفيات المركزية.

من بين رحلات القوافل الطبية التي سيرتها مديرية الصحة بشمال سيناء قافلة علاج مجاني وخدمات متكاملة في قلب وسط سيناء، وتحديدًا في قرية القسيمة، استمرت لمدة يومين، حيث شملت أربع عيادات متنقلة بوجود خمسة تخصصات طبية وهي أمراض الباطنة، طب الأطفال، النساء والولادة، العظام، والجلدية. وأجريت الفحوصات الطبية المختلفة لنحو 232 مواطنًا، مع توفير الأدوية اللازمة لهم مجانًا.

وقافلة وصلت لسكان حي المساعيد بالعريش وكانت بمثابة أمل جديد لآلاف المرضى، واستقبل حي المساعيد القافلة التي تمكنت من تقديم الرعاية الصحية لـ 1050 مواطنًا خلال يومين، وشملت القافلة ستة تخصصات طبية، إضافة إلى معمل دم وطفيليات لتشخيص الحالات بدقة.

وحرصت إدارة القوافل على توفير جميع الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة أي نقص محتمل، ما ساهم في توفير رعاية طبية متكاملة للسكان.

كما وصلت الرعاية الصحية لمناطق وقري جنوب مركز الشيخ زويد وحطت في قريتي الجورة وأبو العراج حيث تم الكشف على 229 حالة، وتم تقديم العلاج المجاني لكل المرضى، وذلك استكمالًا لمسيرة الرعاية الصحية التي أطلقتها المبادرة في مختلف مناطق شمال سيناء. وتأتي هذه القوافل استجابة لحاجة ملحة في هذه المناطق التي تعاني من نقص الخدمات الطبية المتخصصة.

كما شقت طريقها جنوب مركز رفح وصولا لقرية نجع شيبانه بخدمات طبية متكاملة على مدار يومين، حيث شملت خمسة تخصصات، منها الجراحة العامة وأمراض الباطنة والنساء والولادة، واستفاد منها 310 مواطنين. وأجريت الفحوصات الطبية وتم تقديم العلاج اللازم، ما ساهم في تخفيف معاناة الكثير من المرضى الذين كانوا يواجهون صعوبة في الحصول على الخدمات الطبية المتخصصة.

ووصلت القوافل لقرية الظهير، حيث كانت القافلة الطبية بمثابة مستشفى متنقل، حيث ضمت تخصصات الجراحة العامة، أمراض الباطنة، الأطفال، النساء والولادة، الجلدية، والرمد. وتم الكشف على 350 مواطنًا، مع تقديم التوعية الصحية وتحويل الحالات التي تحتاج إلى متابعة متقدمة إلى المستشفيات المختصة.

وأكد محمد حليم، مسئول العيادات بالقافلة، أن هذه الخدمات شملت توعية المواطنين بطرق الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين نمط الحياة الصحي.

كما وصلت قافلة لقرية الروضة بمركز بئر العبد في استمرار للعطاء، واستقبل أهالي قرية الروضة القافلة الطبية التي قدمت خدماتها لـ 218 مواطنًا في يومها الأول وتواصلت ليومين .

وتأتي هذه الجهود في إطار الحرص على توفير الرعاية الصحية لكافة الفئات، دون أي مقابل، لضمان وصول الخدمات الطبية إلى جميع المواطنين، يشير مسئول المعلومات بالقوافل الطبية، أن الفرق الطبية تعمل على مدار الساعة لضمان حصول كل مريض على الرعاية الصحية التي يحتاجها.

أثر المبادرة على حياة المواطنين لم تقتصر هذه القوافل على تقديم العلاج فقط، بل امتدت آثارها إلى تحسين جودة الحياة في المناطق المستهدفة. حيث عبّر العديد من المواطنين عن سعادتهم بهذه القوافل، التي جنبتهم عناء السفر لمسافات طويلة للوصول إلى المستشفيات، خاصة كبار السن والأطفال الذين يحتاجون إلى متابعة طبية مستمرة.

أوضح الدكتور محمد ماهر، مسئول الإمداد والتموين بالقوافل، أن جميع الأدوية والمستلزمات الطبية يتم توفيرها بشكل دوري لتلبية احتياجات المرضى، مؤكدًا أن هناك متابعة دقيقة لضمان عدم وجود أي نقص في الأدوية، وفي حالة وجود أي نقص يتم تعويضه فورًا.

في السياق ذاته، أشار حازم عبد الله، المسئول الإداري بالقوافل الطبية، إلى أن التنسيق بين الفرق الطبية والإدارية هو حجر الأساس في نجاح القوافل، حيث يتم العمل على تسهيل الإجراءات للمواطنين وضمان حصولهم على الخدمات الطبية بسهولة ودون أي تعقيدات.

أكد الدكتور أسامة سالم، وكيل مديرية الصحة بشمال سيناء، أن القوافل الطبية تمثل أحد أهم الأدوات التي تستخدمها وزارة الصحة لضمان وصول الخدمات الطبية لجميع المواطنين، خاصة في المناطق الحدودية والنائية. وأوضح أن الدعم المستمر من الدولة لهذه القوافل يعكس الاهتمام الكبير بتحقيق العدالة الصحية، مشيرًا إلى أن المبادرة نجحت في توفير الخدمات الطبية المجانية للآلاف من المواطنين الذين كانوا يعانون من نقص الرعاية الصحية.

وأضاف الدكتور سالم أن التعاون بين الجهات المختلفة، سواء مديريات الصحة أو وزارة التضامن الاجتماعي، يسهم في تعزيز قدرة القوافل الطبية على تلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً أن فرق القوافل الطبية تعمل بروح الفريق الواحد لضمان تقديم الخدمات على أعلى مستوى من الجودة.

أكد الدكتور أحمد سمير بدر، وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، أن هذه القوافل تأتي ضمن خطة مستمرة لتوفير الرعاية الصحية في جميع قرى المحافظة، خاصة في المناطق الأكثر احتياجًا. وأشار إلى أن إدارة القوافل العلاجية تعمل على تأمين كافة الأدوية والمستلزمات الطبية، لضمان استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين بأفضل صورة. وأضاف أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع نطاق القوافل، ليشمل المزيد من التخصصات الطبية في المستقبل.

وقال إن مبادرة "حياة كريمة" تجسيد للإنسانية في أبهى صورها لا تقتصر مبادرة "حياة كريمة" على توفير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة، بل تمتد إلى الجانب الصحي، لتكون بمثابة طوق نجاة للعديد من الأسر التي كانت تعاني من نقص الخدمات الطبية، ويعكس نجاح هذه القوافل مدى حرص القيادة السياسية على تحقيق تنمية شاملة، تهدف إلى ضمان حياة أفضل للمواطنين، خاصة في المناطق النائية والحدودية.

تظل قوافل "حياة كريمة" الطبية نموذجًا رائدًا للعطاء الإنساني، حيث تجوب القرى والنجوع، حاملة معها الأمل والتخفيف من معاناة المرضى، لتكتب فصلًا جديدًا من الإنجازات في سجل المبادرة التي غيرت حياة ملايين المصريين نحو الأفضل. ومع استمرار هذه الجهود، يصبح المستقبل أكثر إشراقًا للمجتمعات الريفية، التي لطالما كانت بحاجة إلى دعم حقيقي يلامس احتياجاتهم الصحية والمعيشية.