مذبحة القلعة.. القصة الكاملة لأشهر الحوادث التاريخية في عصر محمد على

مذبحة القلعة
مذبحة القلعة
كتب عبد الرحمن حبيب

تحل اليوم ذكرى واحدة من أشهر الحوادث التاريخية التي وقعت في عصر محمد على باشا وهي مذبحة القلعة التي دبرها الوالى الجديد آنذاك للتخلص من خصومه في الأول من مارس عام 1811.

ولا تتوقف مذبحة القلعة عن كونها واقعة تاريخية بل تتجاوز ذلك إلى طرحها الأسئلة حول هذا العصر كما انبثق منها مجموعة من القصص الشعبية منها مثلا الناجي الوحيد الذى قفز بالحصان وتفاصيل متنوعة متعلقة بالقصة الدرامية.

الحادثة وسبب التسمية

سميت مذبحة القلعة بهذا الاسم لأن أحداثها وقعت فى قلعة صلاح الدين الأيوبى، حيث أعد محمد على باشا حفلا بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش الخارج إلى الحجاز للقضاء على الحركة الوهابية في نجد، ودعا رجال الدولة وأعيانها وكبار الموظفين العسكريين والمدنيين وزعماء المماليك لحضور هذا الحفل فحضروا بالفعل وهم بكامل زينتهم وبعد أن انتهى الحفل الفاخر دعاهم محمد علي للانضمام لموكب الجيش الخارج للحرب، وطلب منهم أن يسيروا في صفوفه لكي يكونوا في مقدمة مودعيه، وكانت أرض القلعة حينها غير ممهدة للسير، والرؤية صعبة ومحجوبة على أمراء المماليك حيث كان يسير أمامهم جيش كبير من الرجال، وفي هذه اللحظة خرج الجيش من باب القلعة وأغلقت الأبواب، وانهال الرصاص من كل صوب وحدب على المماليك. ساد بعدها الهرج والمرج، وحاول المماليك الفرار، لكن قُتِل أغلبهم بالرصاص، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ومن نجا منهم من الرصاص، ذُبِحَ على أيدي الجنود.

أسباب مذبحة القلعة

يذكر محمد فؤاد شكرى في كتاب مصر في مطلع القرن التاسع عشر أن محمد على أراد تأكيد باشويته في مصر بالتخلص من خصومه فيقول: وتضافرت عوامل عدة خلال شهري يناير وفبراير 1811 خصوصًا، لإقناع محمد علي بضرورة إنهاء مشاغله من ناحية البكوات المماليك، بإنزال ضربة ساحقة ماحقة بهم، لا تقوم لهم قيامة بعدها، وكان أهم هذه العوامل بلا شك عدا اتضاح غدر مستأمني البكوات، ومثابرتهم مع سائر إخوانهم على الكيد له لهدم سلطانه، بل والقضاء على حياته هو نفسه، أن الباب العالي وعد بجعل باشوية مصر وراثية في أسرته في وضع مشابه لوضع وجاقات الغرب، إذا أنفذ محمد علي جيشه إلى الحجاز لقتال الوهابيين، أي إن الباشا صار يرى قاب قوسين أو أدنى، تحقيق ذلك المشروع الكبير الذي أخذ يعمل جادًّا لإخراجه إلى حيز الوجود، من أيام حملة «فريزر»، ودل وعد الباب العالي هذا على أن سياسة الباشا التي ارتكزت في تطورها الأخير، وعند رفض كل من إنجلترا وفرنسا لمشروع استقلاله، على الاتجاه صوب تركيا، مع ما يستتبع ذلك حتمًا كما سبق أن أوضحنا من الخروج إلى حرب الوهابيين دل هذا الوعد على أن هذه السياسة قد أثمرت ثمرتها النافعة، وأن الجهود المضنية التي بذلها محمد علي لإنجاح هذه السياسة لم تذهب سدى؛ ولذلك فقد صار لزامًا عليه اتخاذ كل إجراء يكفل انتصار جيشه في الحملة المقبلة في بلاد العرب، ومن أولى الإجراءات اللازمة، اطمئنانه إلى باشويته ذاتها، وعدم تعريضها لخطر هجوم أعدائه عليها أثناء وجود جيشه بالحجاز، ومعنى هذا الاطمئنان أن تكون حكومته موطدة الدعائم داخليًّا، وهذا ما كفله انفراده بالسلطة، وأن ينبسط سلطانها على أرجاء الباشوية، وهذا ما جعله يشن الحرب على المماليك عندما أعيته الحيل في إلزامهم الوفاء بعهودهم المتكررة معه، ثم ما صار يعتزمه من الفتك بهم للتخلص من شرهم نهائيًّا، حينما ثبت لديه تآمرهم عليه، واتضح له أن المستأمنين منهم أنفسهم ضالعون في هذه المؤامرة.

حكاية الناجى الوحيد

يذكر المؤرخون إن مملوكا واحدا فقط استطاع الفرار من المذبحة ويدعى أمين بك الذى قفز بحصانه من فوق سور القلعة، وسقط مغشيًا عليه ومات الجواد من شدة السقوط، وسرق سلاحه ونقوده وضرب بالسيوف فأصابوه إصابة بليغة فى عنقه، ولكنه لم يمت، وعثر عليه آخرون قاموا بإخفائه ومعالجته حتى شفى، ولكن لا أحد يعرف مكانه فتعددت الأقاويل حول ذهابه إلى سوريا وذهابه إلى السودان، وأسفرات المذبحة موت أكثر من 400 مملوك.

جيلبرت سينويه فى كتابه الفرعون الأخير محمد على، أخذ برواية فيتشر التي حكي فيها عن أمين باي الألفى وقصة نجاته، يؤكد فيتشر أن الألفي غادر قاعة الاستقبال فى القلعة بعد أن انقلب فنجان قهوة على ملابسه، ولما رأى أمين الألفى انقلاب فنجان القهوة على ملابسه، أعتبر ذلك فألا سيئا، وقرر الرحيل من القلعة لينجو بحياته، ويؤكد سينويه أن جريدة المرشد المصري حكت رواية أخري ترتبط بهروبه، وذلك من خلال قفزة الحصان التى تعرف فى الأدبيات التاريخية بقفزة المملوك.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا تحت 20 سنة

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001


إمام عاشور يتصدر بوستر كأس العالم للأندية قبل شهر من انطلاق البطولة

الحكومة توافق على طلب الأوقاف لتنظيم مسابقات لاكتشاف المواهب فى تلاوة القرآن

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

أبو الغيط يعرب عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة فى طرابلس


7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

تعزيز التكامل العربي هدف قمة بغداد.. دعم نتائج قمة القاهرة الطارئة أولوية.. وزير خارجية العراق يؤكد أهمية البعد التنموى فى لم الشمل العربى.. وانعقاد قمة مصرية أردنية عراقية تزامنا مع قمتى بغداد

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

فى معلومات.. الفرق بين زلزال 1992 وزلزال كريت المفزع

استعدادًا لموسم الحج.. رفع كسوة الكعبة "صور"

قائمة الأفضل في الدوري المصري.. إمام عاشور يتصدر وزيزو الغائب الحاضر

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

الهيئة القومية للأنفاق: لدينا أطول مونوريل فى العالم

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى