كندا تستعد لمرحلة ما بعد ترودو.. حزب الليبراليين ينتخب مارك كارنى زعيما جديدا ليصبح رئيس الوزراء القادم.. أسوشيتدبرس: ساعد على تجاوز بلاده أزمات اقتصادية.. ويحذر الأمريكيين: سنفوز فى التجارة كما نفوز بالهوكي

بعد نحو 10 سنوات قضاها رئيسا للوزراء فى كندا، يستعد جاستن ترودو لترك منصبه وتسليم مهام القيادة لـ مارك كارنى الذى تم انتخابه رئيسا لحزب الليبرايين، فى ظل توقعات بأن يجرى انتخابات فيدرالية قريبا.
يأتي اختيار زعيم جديد لكندا فى الوقت الذى تواجه فيه البلاد ضغوطا غير مسبوقة من جارتها الجنوبية، ما بين تعريفة جمركية وحرب تجارية وتهديدات بضمها إلى الولايات المتحدة.
وسلطت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية الضوء على مارك كارنى، الذى سيصبح رئيسا لوزراء كندا خلفا لجاستن ترودو، فى أعقاب انتخابه زعيما لحزب الليبراليين، وقالت إن رئيس البنك المركزى الكندى السابق ساعد على إدارة مجموعتين تضمان الاقتصاديات السبع خلال أزمات مالية سابقة، والآن سيحاول قيادة كندا خلال حرب تجارية تلوح فى الأفق أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تهديد الأخير بضم بلاده، مع توقعات بإجراء انتخابات فيدرالية مبكرة.
وفاز كارنى بزعامة حزب الليبراليين باكتساح حيث حصل على دعم بلغت نسبته 85.9%، وسيحل محل ترودو الذى أعلن استقالته فى يناير لكنه لا يزال رئيسا للوزراء حتى يؤدى خليفته القسم فى الأيام المقبلة. ومن المتوقع أن يدعو كارنى إلى انتخابات فى الأيام أو الأسابيع القادمة فى ظل تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية.
وقال كارنى ردا على تهديدات ترامب عن كندا لم تختار هذه المعركة لكن الكنديين مستعدون دائما عندما يلع أحدهم قفازه. وينبغى ألا يخطئ الأمريكيين فى الاعتقاد بأن كندا ستفوز فى التجارة كما تفوز فى الهوكي.
وأضاف كارنى إن كندا ستبقى التعريفات الانتقامية التي أعلنتها حتى يظهر الأمريكيون الاحترام لنا.
واستطاع كارنى تجاوز أزمات عندما كان رئيس لبنك كندا (البنك المركزى فى البلاد)، وفى عام 2013 عندما أصبح أول شخص غير مواطن يتولى إدارة بنك إنجلترا منذ تأسيسه فى عام 1694. وحظى تعيينه بإشادة من كلا الحزبين فى بريطانيا بعدما تعافت كندا من الأزمة المالية فى عام 2008 أسرع من أي دولة أخرى. واستطاع أن يدير أسوأ آثار البريكست فى بريطانيا.
وكان حزب المحافظين المعارض يأمل أن تكون الانتخابات المتوقعة متعلقة بترودو، الذى تراجعت شعبيته فى الفترة الأخيرة مع ارتفاع أسعار الغذاء والإسكان وارتفاع أعداد المهاجرين.
وتقول أسوشيتدبرس إن الحرب التجارية التى يشنها ترامب وحديثه عن جعل كندا الولاية الـ 51 قد أغضب الكنديين الذين يطلقون صيحات استهجان اثناء عزف النشيد الوطنى الأمريكي فى المباريات الرياضية. وقام البعض بإلغاء رحلاته إلى الولايات المتحدة فى حين يتجنب كثيرون شراء البضائع الأمريكية قدر المستطاع.
وعززت القومية الكندية فرص الحزب الليبرالى فى الانتخابات البرلمانية المتوقعة فى غضون أيام أو أسابيع، ويظهر الليبراليون تحسنا فى استطلاعات الرأي.
وقال كارنى: إن الأمريكيين يريدون مواردنا ومياهنا وأرضنا وبلادنا، فكروا فى الأمر، لو نجحوا سيدمرون نمط حياتنا. فى أمريكا تعد الرعاية الصحية عملا تجاريا كبيرا. وفى كندا، هي حق".
وبعد سنوات من الاستقرار فى العلاقات الثنائية، فإن التصويت على زعيم كندا القادم يتوقع أن يكون على من هو الأفضل استعدادا للتعامل مع الولايات المتحدة. وقال كارنى إن هذه أيام مظلمة، أيام مظلمة جلبتها دولة لم يعد يمكننا الثقة بها. وعلينا أن نتحد معا فى الأيام الصعبة القادمة.
وسيواجه كارنى زعيم المحافظين بايير بوليفر، الذى تم تشبيهه من قبل بترامب، لكنه يسعى الآن لكى ينأى بنفسه عن الرئيس الأمريكي وأكد فى مؤتمر صحفى مؤخرا أنه ليس من أنصار "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
Trending Plus