أمريكا اللاتينية تخسر معركتها ضد الجوع.. تقرير: تأخر تحقيق أهداف مكافحته 15 عامًا.. وانعدام الأمن الغذائى لـ188 مليون شخص.. ويكشف: نقص الغذاء وتغير المناخ أبرز الأسباب.. وجواتيمالا الأكثر تضررًا

بمرور السنوات لم تتمكن دول أمريكا اللاتينية من الصمود و القضاء على الجوع، مع استمرار الأسباب الرئيسية من عوامل تغير المناخ ونقص الميزانيات و الأزمات الاقتصادية، وهو ما يعتبر أمرا خطير للغاية، نظرا للجوع الشديد، وسوء التغذية .
وقالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية، فى تقرير لها إن الصراعات و تغير المناخ وتفاقم التفاوتات، من بين قضايا آخرى، فى تأخير مكافحة الجوع لمدة 15 عاما، وهذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه خبراء التغذية والأمن الغذائي من كولومبيا و كوستاريكا و الإكوادور و السلفادور و جواتيمالا وهندوراس وبنما وبيرو، خلال الاجتماع الإقليمي لشبكة المجتمع المدني لحركة تعزيز التغذية.
وأوضحت ألكسندرا نيولاندز، رئيسة شبكة المجتمع المدنى فى حركة SUN، أن الشبكة "تعمل على تعزيز السياسات والإجراءات الفعالة لمكافحة سوء التغذية، كما جمعت 5000 منظمة من منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم للعمل مع حكوماتها".
ووفقا للتقرير فإن انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد أثر على حوالي 28 % من سكان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهو ما يمثل 188 مليون شخص. وهذا يعني زيادة قدرها 36 مليون شخص عن عام 2015، وفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسيف، والتي تم تقديمها مؤخراً في تقرير "أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: نظرة عامة إقليمية على الأمن الغذائي والتغذية".
وأضافت "نحن منطقة متنوعة للغاية، ولكل دولة حدودها وتقدمها الذي يخضع لحقائق مختلفة وما نراه هو أن سوء التغذية والأمن الغذائي ليسا مجرد مشاكل صحية أو غذائية، بل يتعلقان أيضًا بالقدرة على الوصول إلى المياه والتعليم ونقص المعلومات المستدامة والمحدثة والإرادة السياسية والموارد المتاحة"، قال خايرو ريفيرا، دكتور في السياسة العامة وأستاذ في جامعة الأنديز سيمون بوليفار، حرم الإكوادور، ومؤلف دراسة "رصد الأولويات والسياسة العامة في بلدان شبكة المجتمع المدني لحركة SUN في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وأظهرت هذه الدراسة، من بين أمور أخرى، أن النظام الغذائي الأكثر تكلفة في العالم موجود في أمريكا اللاتينية، وتعاني جواتيمالا أيضاً من أخطر حالات سوء التغذية المزمن بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث يصل معدل انتشارها إلى 46 %. وتأتى هندوراس في المرتبة التالية بنسبة 19%، والإكوادور 18 %؛ بنما 16 %؛ بيرو 12 ف%؛ كولومبيا 11 %؛ السلفادور 10 %، وكوستاريكا 8 %.
نقص الغذاء
وأدى نقص الذرة، وهي مادة خام أساسية لصناعة المواد الغذائية، إلى قيام بعض الشركات بتخفيض أو إيقاف إنتاج الدواجن والخنازير والأعلاف المتوازنة، حيث تعتبر الذرة، إحدى الأعشاب الأكثر استخدامًا في الإكوادور، نادرة ومكلفة.
وبحسب أبروبال، فإن الارتفاع الكبير في أسعار الذرة ونقص هذا المنتج يؤثران على إنتاج أغذية متوازنة، وقد أدى الارتفاع إلى أكثر من 20 دولارًا للقنطار الواحد من الحبوب وغياب هذه المادة الخام الأساسية إلى قيام العديد من الشركات بتخفيض أو إيقاف إنتاج الدواجن والخنازير والأغذية المتوازنة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الأونيبرسال .
أما في كوبا ، فإن الأزمة الاقتصادية التي تعانى منها تخنق الجزيرة ، وأدت إلى نقص في الغذاء ، خاصة المدعوم الذى يتلقاه السكان منذ 6 عقود ، وهناك نقص في الخبز ، والأرز وأيضا في الزيت والقهوة.
وكشفت وزارة الصناعات الغذائية عبر التلفزيون الرسمي أن سفينة كانت تنتظر الأسبوع الماضي دون أن تتمكن من تفريغ حمولتها القيمة من القمح في ميناء هافانا بسبب نقص "التمويل" لتسوية البضائع، وتحتاج الجزيرة إلى 3000 طن من القمح شهريا للحفاظ على إنتاج الخبز المقنن.
كما هو الحال في بيرو ، فإنها تعانى من نقص في المواد الغذائية وأيضا تواجه ارتفاع كبير في الأسعار ، وأصبح 42% من البيروفيين لم يأكلوا في بعض الأحيان بسبب نقص المال، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة إبسوس.
وقالت لولا كاسترو، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، "إن الصدمات أصبحت أكثر تطرفًا"، "هذا ما يخلق انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على نطاق أوسع".
واستشهد التقرير بدراسة أجريت عام 2020، حيث ذكر أن 36% من 439 مزرعة صغيرة اختفت في المناطق الريفية في هندوراس. كما شهدت جواتيمالا "انعدام الأمن الغذائي بشكل متقطع بسبب الأحداث الجوية المتطرفة".
Trending Plus