رمضان زمان.. الجبرتى يسرد وقائع مدهشة وقعت قبل 200 عام

اهتم المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي، بذكر الحوادث التي جرت في كل عام وهي طريقة التأريخ المعتادة في حينه ونفس المنهج الذى اتبعه مؤرخون مثل المقريزى وهنا نتوقف مع ما جرى في رمضان سنة 1235 هجرية وهو ما يوازي عام 1820 ميلادية.
يقول الجبرتى في عجائب الآثار: استهل شهر رمضان بيوم الاثنين سنة 1235 والاهتمام حاصل وكل قليل يخرج عساكر ومغاربة مسافرين إلى بلاد السودان ومن جملة الطلب ثلاثة أنفار من طلبة العلم يذهبون بصحبة التجريدة فوقع الاختيار على محمد أفندي الأسيوطي قاضي اسيوط والسيد احمد البقلي الشافعيين والشيخ احمد السلاوي المغربي المالكي واقبضوا محمد أفندي المذكور عشرين كيسا وكسوة ولكل واحد من الاثنين خسمة عشر كيسا وكسوة ورتبوا لهم ذلك في كل سنة.
وفي سابعه وقع حريق في سراية القلعة فطلع الاغا والوالي واغات التبديل واهتموا بطفئ النار وطلبوا السقائين من كل ناحية حتى شح الماء ولا يكاد يوجد وكان ذلك في شدة الحر وتواقق شهر بؤتة ورمضان وأقاموا في طفء النار يومين واحترق ناحية ديوان كتخدا بك ومجلس شريف بك وتلفت أشياء وأمتعة ودفاتر حرقا ونهبا وذلك أن أبنية القلعة كانت من بناء الملوك المصرية بالأحجار والصخور والعقود وليس بها الا القليل من الأخشاب فهدموا ذلك جميعه وبنوا مكانه الابنية الرقيقة وأكثرها من الحجنة والأخشاب على طريق بناء إسلامبول والإفرنج وزخرفوها وطلوها بالبياض الرقيق والادهان والنقوش وكله سريع الاشتعال حتى أن الباشا لما بلغه هذا الحريق وكان مقيما بشبرا تذكر بناء القلعة القديم وما كان فيه من المتانة ويلوم على تغيير الوضع السابق ويقول انا كنت غائبا بالحجاز والمهندسون وضعوا هذا البناء.
Trending Plus