فيسبوك تبدأ تغيير سياستها لتخفيف القيود على حرية الرأى بإطلاق ميزة هامة

تبدأ شركة ميتا خلال الأسبوع المقبل، إحدى أهم عمليات إعادة الهيكلة التي أجرتها الشركة على الإطلاق لكيفية التحقق من صحة المعلومات على منصاتها.

وفي 18 مارس الجاري ، ستبدأ ميتا بإصدار نسختها من "ملاحظات المجتمع" لمستخدمي فيسبوك وإنستجرام وثريدز في الولايات المتحدة، ويستنسخ البرنامج نظامًا للتحقق من صحة المعلومات يعتمد على المصادر الجماعية، والذي كشف عنه تويتر عام 2021، والذي أصبح الوسيلة الوحيدة لتصحيح المعلومات المضللة بعد أن حوّل إيلون ماسك المنصة إلى منصة X

يقول المسؤولون التنفيذيون في ميتا إنهم يركزون على تحسين "ملاحظات المجتمع" في الولايات المتحدة قبل طرحها في دول أخرى، لكونها منطقة ذات أهمية كبيرة لاختبار ميزة جديدة رئيسية، نظرًا لأن الولايات المتحدة هي السوق الأكثر ربحية لميتا، ولكن قد تتردد ميتا في طرح "ملاحظات المجتمع" في مناطق أخرى مثل الاتحاد الأوروبي، حيث تُجري المفوضية الأوروبية حاليًا تحقيقًا مع X بشأن فعالية ميزة "ملاحظات المجتمع".

وقد تشير هذه الخطوة أيضًا إلى حرص مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، على استرضاء إدارة ترامب، التي انتقدت ميتا في السابق بسبب رقابة وجهات النظر المحافظة.

كما أعلن زوكربيرج عن هذه التغييرات لأول مرة في يناير كجزء من جهد أوسع نطاقًا لإعطاء المزيد من وجهات النظر على منصاته، فمنذ عام 2016، اعتمدت ميتا على جهات خارجية لتدقيق الحقائق للتحقق من المعلومات على منصاتها، لكن نيل بوتس، نائب رئيس السياسات العامة في ميتا، صرّح أن الأنظمة كانت متحيزة للغاية، وغير قابلة للتطوير بما يكفي، وارتكبت الكثير من الأخطاء.

ومن جانبه ، قال زوكربيرج مؤخرًا إنه كان لا ينبغي على ميتا تجاهل المخاوف بشأن لقاحات كوفيد-19 باعتبارها معلومات مضللة.

تأمل ميتا أن تعالج ملاحظات المجتمع التصور العام بأنها متحيزة، بالإضافة إلى ارتكاب أخطاء أقل وأن تكون بمثابة نظام تدقيق حقائق أكثر قابلية للتطوير يعالج في النهاية المزيد من المعلومات المضللة.
ومع ذلك، تُشير ميتا إلى أن هذا النظام لا يُغني عن معايير المجتمع - وهي قواعد الشركة التي تُحدد ما إذا كانت المنشورات تُعتبر خطاب كراهية أو عمليات احتيال أو أي محتوى محظور آخر.

يأتي تجديد أنظمة ميتا للتحقق من الحقائق في وقت تُحاول فيه العديد من شركات التكنولوجيا مُعالجة التحيزات التاريخية المُتصوَّرة ضد المحافظين.
وقد قادت شركة X جهود هذه الصناعة، حيث ادّعى إيلون ماسك أن منصته الاجتماعية تُركّز على "حرية التعبير".

كما أعلنت OpenAI مؤخرًا أنها تُغيّر طريقة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لاحتضان "الحرية الفكرية"، وقالت إنها ستعمل على عدم فرض رقابة على وجهات نظر مُعينة.

وقد صرحت راشيل لامبرت، مديرة إدارة المنتجات في ميتا، أن ميتا تُنشئ نظامها الجديد للتحقق من الحقائق بناءً على خوارزميات X مفتوحة المصدر المُستندة إلى ملاحظات المجتمع.

وفتحت ميتا باب التقديم للمساهمين في شبكة ملاحظات المجتمع الخاصة بها في فبراير، وسيتمكن مساهمو ميتا من اقتراح ملاحظات تُحقّق مباشرةً من صحة الادعاءات الواردة في منشور على فيسبوك أو إنستجرام أو Threads سيقوم المساهمون الآخرون بعد ذلك بتقييم الملاحظة على أنها مفيدة أو غير مفيدة، مما يحدد جزئيًا ما إذا كانت ملاحظة المجتمع ستظهر للمستخدمين الآخرين.