إيلون ماسك يدخل الإنترنت الفضائى إلى الهند.. مخاوف وفرص مستقبلية

عزز إيلون ماسك، قطب التكنولوجيا ومستشار ترامب، فرصه في دخول سوق ضخمة، بتوقيع اتفاقيات مع أكبر شركتين للاتصالات في الهند، حيث ناضلت ستارلينك، شركة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التابعة لإيلون ماسك، لاقتحام قطاع الإنترنت في الهند، فيهيمن على السوق عملاقان محليان، ريلاينس جيو وبهارتي إيرتيل، واللتان بدا موقفهما هو محاولة إبعاد ستارلينك في البداية، ثم تغير الأمر وأعلنت كل منهما هذا الأسبوع عن شراكة لجلب ستارلينك إلى الهند، بانتظار موافقة الحكومة.

ووفقًا لما ذكره تقرير لصحفية "نيويورك تايمز"، قالت جيو، وهي فرع من أكبر شركة في الهند، أنها ستتعاون مع ستارلينك "لتقديم خدمات إنترنت عريض النطاق موثوقة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق النائية والريفية".

وقبل ساعات، احتفلت إيرتيل باتفاق مماثل، كان دعم اثنين من أكثر رجال الأعمال نفوذاً في الهند، موكيش أمباني من شركة ريلاينس وسونيل بهارتي ميتال من شركة بهارتي إيرتيل، إنجازاً كبيراً لماسك، الذي حاولت شركاته لسنوات الوصول إلى الهند.

صرحت جوين شوتويل، رئيسة شركة سبيس إكس، الشركة الأم لشركة ستارلينك، في بيانٍ مصاحب لإعلان جيو، أنها تتطلع إلى "الحصول على تصريح من حكومة الهند لتزويد المزيد من الأشخاص والمؤسسات والشركات بإمكانية الوصول إلى خدمات الإنترنت عالية السرعة من ستارلينك".

وأشارت إيرتيل إلى أن شراكتها ستكون "رهنا بحصول سبيس إكس على تصاريحها الخاصة"، ومع وجود شركاء محليين يحظون باهتمام الحكومة، تبدو فرص ستارلينك أقوى.

وبينما يقف ماسك مع الرئيس ترامب، في محاولة لتقليص حجم حكومة الولايات المتحدة بقوة، أصبحت تعاملاته التجارية حول العالم أكثر بروزاً.

تجوب أقمار ستارلينك الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض الكرة الأرضية، مما يجعل من الممكن بث خدمات الإنترنت إلى السطح بجودة النطاق العريض، حيث يكون الإنترنت الأرضي متقطعًا، كما هو الحال في المناطق الريفية في الهند.

تمتلك شركة جيو التابعة لأمباني، أكبر مزود لبيانات الهاتف المحمول في العالم، نصف مليار مشترك، ولكن لأجيال، وجدت الشركات الأجنبية أنه من المستحيل تحدي عائلة أمباني على أرضها.

مع انتخاب ترامب، وقرب ماسك من السلطة في واشنطن، تبدو الترتيبات الجديدة ممكنة.

عقد قادة الأعمال والسياسة في الهند سلسلة من الاجتماعات المغلقة مع الدائرة الداخلية لترامب.

حضر أمباني إحدى حفلات تنصيب ترامب في يناير، وتم تصوير مودي وهو يعقد اجتماعًا وديًا مع السيد ماسك في واشنطن الشهر الماضي.

أمضى وزير التجارة الهندي، بيوش جويال، الأسبوع الماضي في واشنطن، ومن المقرر أن تصل تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، إلى نيودلهي الأسبوع المقبل.

تخوض ستارلينك معركتين في وقت واحد في الهند، ولعل الأولى ضد شعور الهند الراسخ بالأمن القومي، للتأهل للحصول على ترخيص اتصالات، حيث تحتاج الشركات الأجنبية إلى اجتياز مجموعة من الاختبارات التنظيمية.

وتلقت ستارلينك طلبات مسبقة لفترة وجيزة في الهند في عام 2021، مما أثار رد فعل غاضب من وزارة الاتصالات الهندية، التي طلبت منها التوقف عن البيع حتى تحصل على موافقة الحكومة، وهي الآن قيد المراجعة.

ووضعت المعركة الأخرى أغنى شخص في العالم، ماسك، ضد أغنى شخص في آسيا، أمباني، فمن غير الواضح ما إذا كانت ستارلينك STARLINK ستتنافس مباشرة مع عملاقي الاتصالات الهنديين أم ستخدمهما فقط، لكن في كلتا الحالتين، تقف STARLINK على أعتاب احتكار سوق الإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى الهند.

بدأت كل من إيرتيل وجيو الاستثمار في أنظمة بديلة، طُورت بتكاليف باهظة مع شركاء أوروبيين، لكنهما قد تقرران الاعتماد حصريًا على ستارلينك.

ويخشى آخرون من أنواع مختلفة من نقاط الضعف، مثل قدرة ماسك على استخدام ستارلينك كأداة جيوسياسية، حيث قُيّدت خدمات ستارلينك عدة مرات في أوكرانيا خلال الحرب.