سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 15 مارس 1919.. تصاعد ثورة المصريين المطالبة بالاستقلال والمحامون الشرعيون يضربون عن العمل ومظاهرات غضب فى المحلة الكبرى وبنى سويف والفيوم

ثورة 1919
ثورة 1919
سعيد الشحات

تصاعدت ثورة الشعب المصرى فى يوم السبت 15 مارس، مثل هذ اليوم، 1919، وكانت «اليوم السابع» فى فعاليات هذه الثورة الشعبية الكبرى التى اندلعت يوم 9 مارس مطالبة بالاستقلال وخروج الاحتلال الإنجليزى، تميز يوم 15 مارس بوقوع اضرابات، وتنظيم المظاهرات فى القاهرة ومحافظات أخرى، وأمام شعلة الثورة قام الاحتلال بتشكيل محكمة عسكرية تصدر أحكامها على الفور ضد المتظاهرين، حسبما تذكر مجلة المصور فى عددها التذكارى الخاص بمناسبة مرور 50 عاما على الثورة، والصادر يوم 7 مارس 1969.


فى القاهرة، وكما تذكر «المصور»، فإن السلطات البريطانية ضاعفت قواتها فى حى الحسين والأحياء الوطنية عامة، بعد المجزرة الرهيبة التى وقعت ظهر يوم الجمعة 14 مارس، وسقط فيها 12 قتيلا و24 مصابا فى مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة من مسجد الحسين، بالإضافة إلى سقوط 12 قتيلا و20 مصابا فى مظاهرات بحى السيدة زينب، ورابطت دوريات بريطانية فى مدخل الأزهر مثل التبليطة، والغورية، والصناديقية، والكحكيين، كما وقفت دوريات أخرى فى مدخل شوارع الشنوانى، والسكة الجديدة، والموسكى، ومع ذلك وقعت مظاهرات عنيفة فى الحسينية والظاهر وشارع عباس، ونتيجة لذلك ساد قلق وذعر التجار، فلم يفتحوا محلاتهم، فيما عدا بعض أصحاب المحلات الصغيرة.


قام المحامون الشرعيون بتنظيم إضرابهم فى هذا اليوم، وبدأت فعاليات الإضراب أمام المحكمة الشرعية فى توقيت بداية الجلسة، وتذكر «المصور» أنه حدث أخذ ورد بين الشيخ محمد ناجى رئيس المحكمة العليا، ونقيب المحامين الشيخ محمد عز العرب بك، وفى أثناء الحوار بين الاثنين اقتحم المتظاهرون المحكمة وأمروا القضاة والعمال بالخروج، ثم جاءوا بعربة رئيس المحكمة ودعوه إلى ركوبها فركب فيها، كما ركب بعض المتظاهرين وأحاطوه بالرعاية والاحترام، ونشروا علما مصريا على رأسه، وأوصلوه إلى بيته سالما بعد أن علقوا على عربته علما مصريا، وقد وقف العمل بالمحكمة الشرعية منذ ذلك اليوم، وأغلقت أبوابها، وجاء على الأثر رجال البوليس، وكانت الجماهير محتشدة بالقرب من المحكمة، فأطلق عليها البوليس الأعيرة المملوءة بالرش والبارود، فأصاب 12 غلاما فى أرجلهم.


التحمت عواصم المحافظات ومدنها مع ما يحدث فى القاهرة، وفى المحلة الكبرى قامت مظاهرة سلمية ضخمة، جمعت العمال وطلبة المدارس وسراة المدينة وطوائفها كلها، وطافت المظاهرات فى شوارع المدينة وهم يهتفون هتافات مدوية، ولم يتعرض لها البوليس فانتهت بسلام، أما فى الوجه القبلى فهاجم المتظاهرون محطتى الرقة والواسطى، كما هجموا على القطارات بهما، واستطاع المتظاهرون تدمير المحطتين وإحراقهما، وقتل فى هذا اليوم مستر «آرثر سميث» من كبار موظفى مصلحة السكة الحديدية فى البدرشين وبولاق الدكرور والحوامدية بمحافظة الجيزة، كما تعطل كوبرى قشيشة بين الواسطى وبنى سويف، كما قامت مظاهرة فى بنى سويف، وكانت كبيرة وشهدت أحداثا هائلة، حيث أغار أفرادها على مبنى المحكمة هناك، وكانت هيئتها منعقدة فى ذلك الوقت، فعطلوا الجلسة وطردوا الموظفين، وحاولوا اعتقال القائد البريطانى، ولم يستطيعوا ذلك فحطموا المكاتب فى المصالح الحكومية، ثم هجموا على مبنى المديرية واحتلوه، ولكن قوة من الجنود الهنود استطاعت إجلاءهم عنها، ثم تجمع البريطانيون الموجودون فى البلد فى ثلاثة منازل جعلت فى حالة دفاع، وجراء ضراوة هذه الهجمات توقفت الحياة فى البلد توقفا تماما، فِأغلقت المقاهى والمحلات التجارية والمطاعم.


فى الفيوم، بدأت المظاهرات منذ ذلك اليوم، ويذكر عبدالرحمن فهمى فى الجزء الأول من مذكراته «يوميات مصر السياسية»، أن القطار القادم من الأقصر إلى المنيا وقع الهجوم عليه، وسلم بعض ما فيه، وتم العثور على جثث سبع ضباط بريطانيين فى عربة الحارس «الكمسارى».


وبالعودة إلى ما تذكره «المصور»، فإنه فى هذا اليوم «15 مارس» تم إنشاء محكمة عسكرية أخذت تنعقد فى قسم الأزبكية لمحاكمة المقبوض عليهم منذ أن اندلعت المظاهرات يوم 9 مارس، ولما كثرت قضايا المتظاهرين تشكلت محاكم أخرى فى قسم الخليفة بالقاهرة، وفى بنها والقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، وكانت هذه المحاكم تصدر أحكامها بالحبس أو الجلد، أو بهما معا، أو الغرامة، وتورد «المصور» بعض الأحكام التى أصدرتها بحق بعض المواطنين يوم 15 مارس، وكانت:


عقاب محمود أفندى زكى الميكانيكى بالحبس مع الشغل شهرين لأنه كان يحمل العلم فى مظاهرة، وعقاب صالح رياض بالحبس مع الشغل ثلاثة أشهر، لأنه حمل العلم فى مظاهرة أخرى، وعقاب المواطن محمود مدكور من طلبة الأزهر بالسجن ثلاثة أشهر وجلده عشر جلدات، وعقاب حسن الفكهانى التاجر بالغورية بالسجن ثلاثة أشهر لتوزيع منشورات بالفرنسية، وعقاب حسن عبدالباقى التمورجى بجنيه غرامة أو السجن 11 يوما، لتمزيقه تحذيرا أصدرته السلطة العسكرية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ننشر نتيجة التقرير الطبى لقطع يد عامل على يد جيرانه فى كرداسة

ملخص وأهداف مباراة مان سيتي ضد بورنموث فى الدوري الإنجليزي.. صاروخية مرموش

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

هكذا استقبل أحمد زاهر ابنته ليلى من شهر العسل

لقطة اليوم.. جوارديولا يبكى فى وداع دي بروين لجماهير مانشستر سيتي "فيديو"


مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو

نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة

رياح وأتربة وحر شديد.. الأرصاد تُحذر من طقس الأربعاء 21 مايو 2025

مسلم يكشف كواليس إطلالته فى ليلة زفافه: أحب أكون مختلف ويا رب يكتر من أفراحنا

عمر مرموش يسجل هدفا صاروخيا ويفتتح أهداف مان سيتي ضد بورنموث "فيديو"


فرص عمل فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا

النيابة: المرحلة الثانية من الخدمات الإلكترونية خطوة لتعزيز العدالة الرقمية

الأهلى يفوز على الزمالك 110-64 ويصعد لنهائي دورى سوبر السلة

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى

جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 (إنفوجراف)

انتصارات جديدة للجيش السودانى.. القوات تبسط سيطرتها على الصالحة بأم درمان آخر معاقل ميليشيا الدعم السريع في الخرطوم.. تقدم كبير في ولاية غرب كردفان.. والبرهان يصدر مرسوما دستوريا بتعيين رئيس وزراء جديد

عضو مجلس إدارة النادي الاسماعيلي يتقدم باستقالته من منصبه.. صورة

وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع مراكز القيادة التعبوى للمنطقة الغربية العسكرية

رئيس الوزراء: زيارة الرئيس الصيني المُرتقبة لمصر تسهم في تعزيز العلاقات

توقف جميع شبكات الاتصالات فى إسبانيا بعد 4 أسابيع من أزمة انقطاع الكهرباء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى