قيصر ترامب للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة يبيع أصولاً بـ200 مليون دولار

كشف البيت الأبيض في مذكرة خاصة أن ديفيد ساكس، قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في إدارة ترامب، باع استثمارات ذات صلة بالعملات الرقمية تزيد قيمتها على 200 مليون دولار، لافتا إلى أن عمليات بيع أصوله واستثماراته المرتبطة بالعملات الرقمية تمت بشكل شخصي وعبر شركته "كرافت فينتشر"، قبل أن يبدأ مهام منصبه كمستشار للرئيس دونالد ترامب.

وقالت محطة "سي إن بي سي" الأمريكية إن من بين الأصول التي بيعت، كان هناك على الأقل 85 مليون دولار "تعود مباشرة إلى ساكس"، على حد تعبير المذكرة.

ويقول ديفيد وارينجتون من البيت الأبيض، إن شركة "كرافت" لا تزال مستثمراً في بعض الصناديق التي لديها أصول رقمية في محافظها.

وذكرت المحطة أن مذكرة ساكس، المؤرخة في 5 مارس، خرجت في 11 صفحة، مقارنة بوثيقة من صفحتين كشفت عن روبرت إف كينيدي الأصغر، الذي عين أخيراً وزيراً للصحة والخدمات الإنسانية.

وأشارت إلى أن تخارج ساكس من استثماراته يعكس تناقضاً صارخاً مقارنة بسلوك غيره في الإدارة الأمريكية الذين يتتبعون السياق ذاته لإدارة ترامب الأولى، التي شهدت خلالها تعارضاً للمصالح تم تجاهله بصورة روتينية.

تشير المحطة إلى أن الرئيس ترامب، علاوة على أصوله العقارية العديدة التي يمتلكها، فإنه لا يزال يحتفظ بحصة كبرى في مجموعة "ترامب ميديا& تكتولوجي".

وتنتقل المحطة إلى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، رئيس مجلس الإدارة، الذي يدير "سبيس إكس"، وشركة "إكس" للتواصل الاجتماعي، والشركة الناشئة للذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي"، ويحتل منصبه حاليا، باعتباره أحد كبار المستشارين البارزين للرئيس، والذي يصوغ تنظيمات ولوائح على نحو من المحتمل أن تحابي استثماراته.

كان الرئيس الأمريكي ترامب، قبيل تنصيبه في البيت الأبيض بثلاثة أيام، أطلق عملته الرقمية الخاصة به، التي حملت اسم "دولار ترامب" ($ ترامب)، عبر شركته "سي آي سي ديجيتال إل إل سي"، والتي يمتلك 80 في المائة من عملاتها الرقمية المطروحة للتداول، كما أن عائلة ترامب تتلقى أيضا 75 في المائة من عائدات متحصلة من بنك رقمي منفصل، أُطلق العام الماضي تحت اسم "وورلد ليبرتي فينانشيال".

في الوقت ذاته، فإن الملياردير ماسك، الذي يتولى ما يطلق عليه "إدارة الكفاءة الحكومية"، أو "دي أو جي إي"، يعتمد على عقود حكومية، وبالأخص بالنسبة "سبيس إكس"، إذ أبرمت الشركة، على سبيل المثال، عقداً قيمته 1.8 مليار دولار مع "مكتب المراقبة الوطنية" لتشييد شبكة أقمار تجسس صناعية.

بخلاف ترامب وماسك، تشير التقارير إلى أن العديد من أعضاء الحكومة الأمريكية لديهم استثمارات في نوعيات مختلفة من العملات الرقمية. وزير التجارة، هوارد لوتنيك، الذي غادر للتو منصبه في رئاسة شركة "كانتور فيتزجيرالد"، التي قيل عنها أنها حصدت مئات الملايين من الدولارات من علاقتها بالعملات الرقمية.

كان ساكس، الذي أصبح شخصية وطنية شهيرة، ضمن أربعة ضيوف استضافهم برنامج بودكاست شهير "أول إن بودكاست"، قد قال في حلقة الأسبوع الماضي إنه باع عملات رقمية بما يقرب من 200 مليون دولار "لأني لا أود أن يبدو هناك تضارب مصالح."

جاءت تلك الكلمات للرد على انتقادات تصاعدت على لسان عدد كبير من المسؤولين العمومين، ومنهم السيناتور عن ولاية ماساشوسيتس، إليزابيث وارين، الديمقراطية البارزة في "لجنة البنوك" في مجلس الشيوخ. وأرسلت وارين خطاباً لساكس في أول قمة للعملات الرقمية تحت رعاية البيت الأبيض في الأسبوع الماضي، وأثارت فيه مخاوف حدوث تضارب مصالح ، وطالبت ساكس بالكشف عن أية مقتنيات مالية له في عملات البيتكوين، وإيثر، وسولانا وغيرها من الأصول الرقمية التي تضمنها اقتراح ترامب الأولي لتكوين احتياطي استراتيجي من العملات الرقمية.

تشير المحطة إلى أنه عند توقيع الرئيس ترامب للأمر التنفيذي النهائي بخصوص الأمر في السادس من مارس، قال إن الولايات المتحدة ستكون احتياطي استراتيجي من "بيتكوين" والذي سيشمل عملات رقمية أخرى.

وقال ساكس إن الاحتياطي سوف يمول بصفة حصرية عبر العملات الرقمية التي صودرت في قضايا التزوير الإجرامية والمدنية، مؤكداً أن دافع الضرائب لن يتحمل أي أعباء في هذا الصدد. ويقضي الأمر بتكوين احتياطي للولايات المتحدة من الأصول الرقمية، تديره وزارة الخزانة، لحيازة غيرها من العملات الرقمية المصادرة.

حسب الكشف الطوعي والأخلاقي لساكس، فإنه وشركته الرأسمالية باعا مقتنياتهما من سيولة العملات الرقمية، التي تتضمن "بيتكوين"، و"إيثر"، و"سولانا"، إضافة إلى مراكزه المباشرة في "صندوق مؤشر كريبتو"، وأسهمه في "كوينبيس" و"روبين هود".

وبدأ ساكس أيضاً في تسييل حصته في شركات أصول رقمية خاصة، تتضمن شراكته المحدودة في صناديق استثمارات مرتبطة بالعملات الرقمية، مثل شركتي "مالتي كوين كابيتال" و"بلوكشين كابيتال".

واختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند انتخابه، رجل الأعمال ديفيد ساكس، ليشغل منصب قيصر البيت الأبيض لشؤون الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، وهو دور حديث أنشأته الإدارة الجديدة لقيادة سياستها تجاه التكنولوجيتين.