استراتيجية ترامب في البحر الأحمر.. وما يجب الانتباه إليه

في ظل تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر خلال الأيام الماضية، وربط استهدافها للسفن الأمريكية والإسرائيلية بما يجرى في غزة، الأنظار اتجهت - على الفور - إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كيف سيتعامل..؟.. وهل سيواصل اتباع سياسة سلفه جو بايدن تجاه الحوثيين.. أم أن هناك منحى جديد للولايات المتحدة في البحر الأحمر..؟ نقول هذا، لأن هناك من يرى أن سياسات الولايات المتحدة خلال الشهور الماضية قد وصلت إلى طريق مسدود، في ظل العمليات الجوية المحدودة التي تشنها مع حلفائها البريطانيين والتي لم تحقق أهداف حماية السفن التجارية في المنطقة.
لكن توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعملية عسكرية قوية ضد الحوثيين وقراره بضم جماعة الحوثى كمنظمة إرهابية أجنبية، يؤكد أن هناك رغبة لإضعاف الحوثيين كأولوية قصوى للسيطرة والهيمنة، ويؤكد سعى الولايات المتحدة للسيطرة بشكل كبير ومختلف على البحر الأحمر، خاصة لإيقاف الصين ومنعها من امتلاك نفوذ في المنطقة.
وبالتالي الخطر المرتقب، والذى يجب الانتباه إليه، أن الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تتوقع منافسة عسكرية في البحر الأحمر مع الصين، لهذا تتخذ سياسة منحى جديداً يتبنى منظوراً أمنياً أكثر، وترتكز بشكل كبير على السيطرة على التجارة الدولية وهو ما تعززه رغبة ترامب في ضم بنما وجرينلاند، والدخول في صدمات مع حلفائه الأوروبيين.
وأخيرا.. نقول: إن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن العملية العسكرية الجديدة في البحر الأحمر وتوجيه ضربة للحوثيين، يعكس حقيقة أن العقيدة العسكرية ستهيمن على الإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في البحر الأحمر خلال الفترة المقبلة خاصة أنه ما زالت الحرب على غزة يتم توظيفها كفرصة لإعادة تشكيل السياسة الإقليمية والدولية في هذه المنطقة المهمة بحيث تتغير فيها موازين القوى بما يتناسب لتعزيز هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، وبما يخدم حلفاءها ويُعزز نفوذهم السياسي والأمني والعسكري في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وفي منطقة البحر الأحمر بشكل خاص..
Trending Plus