الشيطان في الحضارات القديمة.. من القوى الخفية إلى التجسيد

تماثيل للشيطان على كنيسة نوتردام
تماثيل للشيطان على كنيسة نوتردام
محمد عبد الرحمن

مفهوم الشيطان حاضر في المخيلة البشرية منذ أقدم العصور، لكنه لم يكن دائمًا على نفس الصورة التي نعرفها اليوم، فقد اختلفت تصورات الشعوب القديمة حول الشر وقواه، ما بين تجسيدها كأرواح خبيثة، أو اعتبارها مجرد وهم، أو حتى رفعها إلى مرتبة الإلهية، ونستعرض في هذا المقال كيف تعاملت بعض الحضارات القديمة مع مفهوم الشيطان.

المايا في الهندوسية: الشر بين الوهم والحقيقة

في الديانة الفيدية الهندية، لم يكن الشر كيانًا مستقلًا بل كان مرتبطًا بمفهوم "مايا" (Maya)، وهي كلمة تعني "الوهم" أو "التغيير المدمر". لم تكن المايا مجرد قوة سلبية، بل كانت ذات طبيعة مزدوجة؛ فهناك مايا خيّرة ومايا شريرة. اعتُبرت المايا السيئة عاملًا للفوضى والتخريب، بينما استخدمت المايا الخيّرة في المعارك بين الآلهة والكائنات الشيطانية. ومع تطور الفكر الهندوسي، أصبح يُنظر إلى العالم المادي كله على أنه مايا، أي وهم يجب التحرر منه، واعتُبرت المادة في حد ذاتها شرًا يجب تجاوزه للوصول إلى الحقيقة المطلقة.

أهرمان في الزرادشتية: إله الظلام والشر

في الديانة الزرادشتية التي ظهرت في بلاد فارس، اتخذ الشر طابعًا أكثر وضوحًا، حيث تجسد في شخصية "أهرمان"، وهو نقيض الإله النوراني "أهورامزدا". كان أهرمان يمثل كل ما هو ظلامي وهدام، لكنه لم يكن قوة مطلقة، بل كانت مهمته الأساسية اختبار البشر في صراعهم بين الخير والشر. وكان أتباع الزرادشتية يؤمنون بأنهم مكلفون بمحاربة قوى الشر، عبر العبادة والتقوى والأعمال الصالحة، لضمان انتصار مملكة النور في النهاية.

الشيطان في الميثرائية: بين التحالف والعبادة

امتدت فكرة الشر في الديانات الفارسية إلى "الميثرائية"، وهي ديانة كانت منتشرة بين الجنود الفرس، حيث كان يتم استدعاء الشياطين وتسخيرها لخدمة أتباع الميثرائية. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل ظهر فرع متطرف من الميثرائية تمحور حول عبادة إله الشر نفسه، وممارسة الطقوس السحرية والإباحيات كجزء من الشعائر الدينية. ومع انتشار المسيحية، تراجعت هذه العقائد حتى اندثرت تمامًا في القرن الرابع الميلادي.

الأرواح الشريرة في اليونان: غياب الشيطان التقليدي

على عكس الحضارات الأخرى، لم يظهر مفهوم الشيطان بشكله المعروف في الأساطير اليونانية، لكن كان هناك اعتقاد بوجود أرواح شريرة تُعرف باسم "Alastor"، وهي كائنات كانت تجلب اللعنات والمآسي للبشر. لاحقًا، مع ظهور الأفكار الغنوصية في القرن الأول الميلادي، بدأت بعض الجماعات تؤمن بإمكانية السيطرة على هذه القوى الغامضة من خلال الطقوس والسحر، وهو ما ترك تأثيرًا على التصورات المسيحية المبكرة عن الشيطان.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 معلومات عن مباراة الأهلى وغزل المحلة اليوم الإثنين فى الدوري المصري

من كهربا إلى كوكا وإبراهيم عادل.. دوريات الخليج تستقطب المواهب المصرية

استمرار إتاحة التسجيل لطلاب الشهادات المعادلة بموقع التنسيق الإلكترونى

منتخب الناشئين يؤدى مناسك العمرة اليوم قبل المشاركة فى كأس الخليج

"ليلة المباراة".. موعد مباراة الزمالك وفاركو فى دوري نايل والقناة الناقلة


اليوم.. نظر محاكمة 6 متهمين بقضية "داعش أكتوبر"

شباب الطائرة أمام تركيا فى بطولة العالم

علي الحجار يحيي حفل 100 سنة غنا 4 سبتمبر المقبل

موعد مباراة الأهلى مع غزل المحلة اليوم فى الدوري المصري والقناة الناقلة

نيكولاس كيج يقترب من المشاركة في True Detective بدلاً من ماثيو ماكونهي


خلال ساعات.. نظر محاكمة 11 متهما بخلية داعش الهرم الثانية

وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

الشرطة الأمريكية تطوق جامعة ساوث كارولينا لوجود مسلح بداخل الحرم الجامعي

بلجيكا: تعرُّض شخص للطعن خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في بروكسل

مجاعة غزة تضغط على الكونجرس.. ساندرز يدعو لوقف دفع أموال دافعى الضرائب الأمريكيين لآلة حرب نتنياهو ويناشد ترامب التدخل.. وجمهورية يمينية تطالب بالتعاطف مع الفلسطينيين وتؤكد: لا أريد أن أدفع ثمن إبادة جماعية

نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

حفل أنغام على مسرح ألبرت هول فى لندن مهدد بالإلغاء بسبب مرضها

يوفنتوس ضد بارما.. التعادل السلبى يحسم الشوط الأول فى الدورى الإيطالى

نتنياهو يلتقي المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان توم براك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى