حكايات زمان.. قصة دعاية الشيخ الباقورى لوفد فنى ضم كاريوكا وعبد المطلب

على مر التاريخ كانت مصر حاضرة في البلاد العربية ويتعلق الأشقاء العرب بكل ما هو مصري يرون في أزهر مصر منارة للإسلام ويوقرون ويحترمون مشايخ الأزهر والزى الأزهرى، كما يرتبطون بالفن المصرى ويعشقون النجوم والفنانين المصريين، ويظهر ذلك دائما مع استقبال الوفود المصرية في كل البلاد العربية.

وسجلت الصحف والمجلات في عصور مختلفة حفاوة هذا الاستقبال، ومن بين ذلك ما سجلته مجلة الكواكب في عددها الصادر في يناير عام 1956، حيث كتب المونولوجست أحمد غانم تحت عنوان: "حدث لنا في البلاد التي تحبنا" مشاهداته وتجربته عندما سافر مع وفد فنى ضم تحية كاريوكا ومحمد عبد المطلب وعدد من الفرق الفنية المصرية إلى بلاد شمال أفريقيا والمغرب العربى تونس والجزائر والمغرب.

وأشار غانم إلى أنه اعتاد في هذه السفريات أن يتولى مهمة التهريج والهزار خلال فترة رحلة الطائرة التي كانت تستمر 9 ساعات، ولكنه فوجئ بوجود الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف معهم في نفس الطائرة برفقة بعثة من بعثات الوزارة إلى هذه البلاد، وكان الوزير يجلس في مكان قريب من المكان الذى يجلس فيه غانم، وهو ما جعله لا ينطق ولا يقوم بالمهمة التي كان يقوم بها في كل السفريات من تهريج مع الزملاء، وهو ما لاحظته كاريوكا فنظرت إليه وسألته: "مالك مكتوم ليه؟" فأجابها بالإشارة فضحكت وقالت له في نهاية الرحلة: "لااا انت بقيت دراما أكتر من يوسف وهبى".

وأوضح الفنان أحمد غانم أنهم عندما وصلوا كان أمامهم ثلاثة أيام قبل أن يبدأوا في تقديم الحفلات باسم فرقة النيل المصرية قضوها في البروفات، ويوم الافتتاح فوجئوا بجمهور هائل لا مثيل له وقدم الفرقة الفنان الكبير زكى طليمات ففوجئوا بتصفيق هائل وحرارة استقبال لا مثيل لها من الجمهور، حتى أن أغلب الفنانين بكوا من شدة التأثر ومفاجأة الاستقبال بين الكواليس، منهم كاريوكا، ولم تقل حرارة هذا الاستقبال في الأيام التالية وطوال أيام العروض.

وسأل أعضاء الفرقة والفنانين هل يتم استقبال كل الفرق بهذه الصورة وعرفوا أنه بالفعل، فالجمهور يستقبل الفرق المصرية بحفاوة، ولكنها لم تصل إلى هذه الدرجة التي شهدتها هذه الفرقة، وعندما سأل عن السر قالوا له: أنت شفت إزاى المواطنين استقبلوا الشيخ الباقورى في المطار، وكيف خرج أكثر من نصف أهل المدينة لاستقباله، وكل هؤلاء عرفوا أنكم قدمتم من مصر عندما رأوكم تنزلون من نفس طائرة الشيخ، فكانت هذه أكبر دعاية جذبت الجمهور ليتسابق لمشاهدة العروض الفنية المصرية.