عائشة التيمورية.. أديبة رائدة أحبت "صرير القلم في القرطاس"

حققت عائشة التيمورية السبق في الأدب ولم تمنعها الحياة الرغدة من نعمتى التامل والتفكير فنشأت محبة للأدب والشعر مع كونها ولدت في أحد قصور "درب سعادة" عام 1840 وهو أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرا للطبقة الأرستقراطية ولعائلاتها العريقة، وهي ابنة إسماعيل باشا تيمور رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل.
ولم يكن للنساء في ذلك العصر حظوة الاشتغال بالأدب والشعر غير أنها انشغلت بهما فنشرت عائشة التيمورية مقالات في جريدة الآداب والمؤيد عددا من المقالات منها مقالات عارضت فيها آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور.
ولما أرادت عائشة التيمورية التعلم والفهم وكتابة الشعر والقصص تفهم أبوها طبعها فأحضر لها والدها أستاذين أحدهما لتعليم اللغة الفارسية والآخر للعلوم العربية.
وتحكي عائشة التيمورية عن هذا وتقول: "فلما تهيأ العقل للترقي، وبلغ الفهم درجة التلقي تقدمت إلي ربة الحنان والعفاف، وذخيرة المعرفة والإتحاف، والدتي تغمدها الله بالرحمة والغفران، بأدوات النسج والتطريز، وصارت تجد في تعليمي وتجتهد في تفهيمي وتفطيني، وأنا لا أستطيع التلقي، ولا أقبل في حرف النساء الترقي، وكنت أفر منها فرار الصيد من الشباك، والتهافت على حضور محافل الكتب بدون ارتباك، فأجد لصرير القلم في القرطاس أشهى نغمة، وأتخيل أن اللحاق بهذه الطائفة أوفى نعمة، وكأنت ألتمس - من شوقي - قطع القراطيس وصغار الأقلام، وأعتكف منفردة عن الأنام، وأقلد الكتاب في التحرير لأبتهج بسماع هذا الصرير، فتأتي والدتي، وتعنفني بالتكدير والتهديد فلم أزدد إلا نفورا، وعن هذا التطريز قصورا، فبادر والدي تغمد الله بالغفران ثراه، وقال لها: دعي هذه الطفلة للقرطاس والقلم، واحذري أن تكثري من الكسر في قلب هذه الصغيرة".
لها ديوان باللغة العربية باسم حلية الطراز وآخر بالفارسية طبع بمصر وبالأستانة وبإيران، ولديها رسالة في الأدب بعنوان "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال" طبعت بمصر وتونس ولديها رواية بعنوان "اللقا بعد الشتات" وتركت رواية أخرى غير مكتملة بخط يدها.
نشرت عائشة التيمورية في جريدة الآداب والمؤيد عددا من المقالات عارضت فيها آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور ومن آثارها الأدبية الأخرى "مرآة التأمل في الأمور" وكتاب يضم مجموعة من القصص باسم "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال" وتوفيت في 25 مايو من عام 1902 ميلادية.
Trending Plus