حرف تراثية لا تندثر.. البيت النوبى بالأقصر بوابة دعم السيدات والأسر المنتجة للحفاظ على التراث.. تم تأسيسه عام 2008 على طريق المراسى السياحية ليصبح مركز تدريب وتأهيل.. وتوقف عدة سنوات والتضامن أعادت فتحه فى 2023

دعم كبير يتلقاه البيت النوبى بمحافظة الأقصر، والذي يعتبر أحد مشروعات التنمية الشاملة المستدامة بالأقصر ويستهدف تدريب وتأهيل الأسر المنتجة، بالإضافة لكونه أداة للحفاظ على التراث النوبي خاصة الحرف والصناعات التراثية اليدوية البيئية من الاندثار، ونموذج للحياة المعيشية فى المجتمع النوبي، وتقديم أبرز منتجات الحرف اليدوية النوبية من إنتاج أهل النوبة المقيمين فى محافظة الأقصر ومزار سياحي يعكس أوجه الحياة المعيشية للمجتمع النوبي فى مختلف مجالات الحياة.

وفى هذا الصدد يقول محمد حسين بغدادى وكيل وزارة التضامن بالأقصر، إن البيت النوبى حصل على دعم مميز من الوزارة حيث تمت إعادة فتحه بعد توقف لعدة سنوات في 2023 وذلك بالشراكة مع الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص بمحافظة الأقصر، موضحاً أن إعادة فتحه أعطت فرصة كبيرة للسيدات والأسر المنتجة فى الحفاظ على الصناعات والحرف التراثية.

ويضيف وكيل تضامن الأقصر، لـ"اليوم السابع"، أن البيت النوبي يضم مجموعة كبيرة من الفتيات يعملن فى عدد من  الحرف اليدوية من الخياطة والتطريز والفريكة والخوص وفنون الأعمال اليدوية مثل صناعة الشنط والمشغولات اليدوية منها الخرز وأعمال صناعة السجاد والكليم وصناعات الفخار والملابس الشعبية المشغولة، ويتم الترويج لهذه المنتجات داخل وخارج الأقصر، والتي تتميز بروعة التصميمات وارتباطها الوثيق بالبيئة النوبية المتميزة، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة للشباب من الفتيات، حيث قام البيت بإطلاق مبادرة «عليكى الانتاج وعلينا التسويق»، والتى تهدف إلى توفير أسواق للسيدات اللاتي أنهين تدريبهن بنجاح وبلغوا مرحلة الإنتاج فى منازلهم، حيث يتم عرض منتجاتهم فى المعرض الدائم للبيت وأيضاً فى المعارض الخارجية التى يشارك فيها.

وأكد محمد حسين بغدادى، إنه يشهد البيت النوبى أشكالا وألوانا مختلفة من فتيات المحافظة لتصميم أفكار وطرق مختلفة من الإبداع الفنى والموروثات الثقافية والفولكلور النوبى والصعيدى، والذى تمت زخرفته وتصميمه داخلياً بأشكال مميزة ترصد الطابع الصعيدى مع النوبى وامتزاجهما برسومات فرعونية ترصد عادات وطقوس المصرى القديم، حيث إن المركز يشهد تشغيل وتعليم أكثر من 500 فتاة وسيدة من الأقصر فى مشروعات دعم الأسر المنتجة والقرى بمختلف أنحاء الأقصر بصورة يومية وعلى مدار 18 ساعة يومياً، حيث إنه تم إنشاؤه فى السابق لتوثيق التراث النوبى لما يزيد عن 35 ألف مواطن نوبى يعيشون بمصر.

ومن جانبه يتابع بزيارات دورية المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر، العمل في مقر المركز الحضاري النوبي بالاقصر (البيت النوبي) المسند لجمعية التأهيل الإجتماعي التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي بالأقصر، حيث يضم ورش الخياطة والفركة وورش الكليم والفخار وورش الخوص والإكسسوارات، حيث تقوم ورشة الحياكة بإنتاج نحو 1000 قطعة أسبوعياً، وقد وجه محافظ الأقصر بحجز قاعتين بالمكان لتكون مكان لتدريب وتأهيل الطهاة العاملين بالفنادق.

وأكد محافظ الأقصر على تقديم كل الدعم للبيت النوبى، حيث وجه بتقديم كافة الخامات اللازمة للفتيات وتمويل عمليات التصنيع والإنشاء المختلفة لكافة المعروضات والمنتجات ذات الطابع النوبى والصعيدى بصورة شهرية لإنتاجها ثم البدء فى التسويق، حيث يتم داخله إنتاج السجاد اليدوى والسجاد والحصير والحقائب المصنوعة بصورة يدوية بالكامل، ومنتجات الخرز من أحزمة وإكسسوارات والملابس كالجر جار النوبى الحريمى الذى تشتهر بها سيدات النوبة، وكذلك أعمال المنسوجات كالتريكو والسجاد والكليم، والأشغال الفنية كالأوانى والتحف المصنوعة من الفخار ومشغولات الأرابسك والالباستر والرسم على الرسم على الزجاج واعمال الخوص، أما الطابق الثانى فتوجد فيه صالات عرض مفتوحة للمنتجات التى تم صنعها فى الدور الأول حتى يتمكن السائحون من شراء ما يرغبوا من هذه المنتجات كهدايا تذكارية.

ومن الجدير بالذكر إنه يعود إنشاء البيت النوبي إلى عام 2008، ليعد مركز تدريب وتأهيل الأسر المنتجة، ويعتبر من أبرز بيوت الخبرة فى صعيد مصر فى مجال التدريب على الحرف اليدوية التراثية، وذلك لما يمتاز به من خبرة في هذا المجال خاصة منتجات الحرف التراثية اليدوية النوبية باعتباره أداة لزيادة الخبرات وتعلم الحرف والحفاظ على التراث النوبي من الاندثار، كما أنه من أهم المزارات السياحية بما يحمل من التراث النوبي فى أوجه الحياة المتعددة من أزياء وأطعمة ومشروبات وطقوس خاصة فى الأفراح والمواسم والأعياد والمواليد.