سكرتير البابا شنودة: كان يعيش للقراءة والخدمة ولم يكن لديه وقت فراغ

قال القمص بولس الأنبا بيشوي، سكرتير البابا شنودة الثالث، إن البابا شنوده كان حريصًا على وقته بشكل كبير، فلم يكن لديه وقت فراغ على الإطلاق، مضيفًا: "كان يقضي يومه إما في القراءة أو الكتابة أو الرد على الرسائل أو استقبال الشخصيات الرسمية وأبنائه من الشعب أو اللقاء مع الأساقفة والكهنة أو مناقشة الأمور والمشكلات مع سكرتاريته".
وأوضح القمص بولس، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن البابا شنودة كان يحصل على راحة بسيطة خلال اليوم، وينتهي يومه في الساعة 12:30 أو 1:00 بعد منتصف الليل، ليبدأ مجددًا في الساعة 5:00 صباحًا، مؤكدًا: "كان نومه قليلًا بطبيعته، وهي صفة لازمتُه منذ شبابه، وكانت أولى أولوياته في بداية اليوم قراءة الكتاب المقدس وهو جزء أساسي من حياته، حتى في أيامه الأخيرة، إذا استيقظ خلال الليل، كان يطلب معرفة الوقت ثم يطلب قراءة جزء من الكتاب المقدس".
وأضاف: "إلى جانب الكتاب المقدس، كان يحرص يوميًا على متابعة الصحف الصادرة حديثًا، والتي قد يصل عددها إلى أكثر من 30 صحيفة، كان يقرأ العناوين الرئيسية بنفسه، وإن استدعى انتباهه مقال معين، كان يطلب قراءته بالكامل، إذ كان مهتمًا دائمًا بمعرفة نبض الشارع ومشاكل الناس وأوضاع البلاد".
واستكمل: "أما عن طعامه، فكان بسيطًا وقليلًا جدًا، نظرًا لطبيعته النُسكية، ولم يكن ملتزمًا بشكل دائم بالأدوية العلاجية، ومع تزايد معاناته بسبب مرض الفشل الكلوي، أصبح فقدان الشهية أمرًا طبيعيًا لديه، فكان طعامه طوال اليوم لا يكفي حتى لطفل صغير"، مشيرًا إلى أن بعد استراحة قصيرة، كان يبدأ في استقبال الشخصيات الرسمية وفقًا لمواعيد ثابتة. كما كان لديه جدول ثابت على مدار الأسبوع، يتضمن: محاضرته الأسبوعية يوم الأربعاء، اجتماع لجنة البر صباح الخميس، الإشراف الشخصي على إعداد مجلة الكرازة، محاضرة الكلية الإكليريكية في القاهرة، محاضرة معهد الرعاية، محاضرة الكلية الإكليريكية في الإسكندرية كل أسبوعين، اجتماع نصف شهري في الإسكندرية، اجتماع لجنة البر في الإسكندرية كل أسبوعين.
ولفت أن البابا شنودة كان يوزع وقته بين القاهرة والدير والإسكندرية، حيث كان يقضي ثلاثة أيام في الدير، بينما تتوزع بقية الأيام بين القاهرة والإسكندرية وفقًا للمهام والاجتماعات. أما في المساء، فكان يواصل لقاءاته العديدة، وقبل نهاية اليوم يجتمع مع الآباء الذين يخدمون معه لمناقشة ما جرى خلال اليوم، ومراجعة أي طلبات أو مواعيد أو قضايا تحتاج إلى ترتيب، وكان يفعل ذلك بمحبة كبيرة واهتمام بالغ.

Trending Plus