مصر والفاو 50 عاما من الشراكة فى الأمن الغذائى والتنمية الزراعية والمائية

تلعب الدولة المصرية دورا هاما في المنظمات الدولية من خلال شراكات تعزز استراتيجيات وسياسات التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، ومن أهمها قطاع الأمن الغذائي والتغذية والأنشطة الزراعية والاقتصاد الزراعي المستدام، وتعد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" إحدى المنظمات الدولية الهامة التي تعمل معها مصر في هذا المجال.

افتتح مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في جمهورية مصر العربية في عام 1978 وخلال السنوات الماضية تعاونت الفاو وشاركت في معظم أنشطة التنمية الزراعية والريفية التي تعكس تحديات قطاع الامن الغذائي والزراعة المستدامة في مصر.

ووفق الفاو يشمل الدعم الذي تقدمه الفاو تطبيق عدد من الاستراتيجيات والسياسات والتنمية المؤسسية، فيما تم إنشاء مجلس مشترك بين الوزارات معني بالتشاور حول سياسة الأمن الغذائي لتسهيل الحوار والتدابير التنظيمية والاستراتيجيات، بالإضافة إلى دعم الحكومة لتشجيع الاستثمار الزراعي.

تعاونت مصر مع منظمة الأغذية والزراعة حكومة مصر على مدى السنوات الأربع الماضية في تحديث استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة نحو 2030 والتي تعمل كمرجع لجميع التدخلات الزراعية للأمم المتحدة والوكالات المانحة في مصر وقامت الحكومة بتحديث الاستراتيجية بدعم فني من منظمة الأغذية والزراعة ويرتبط بهذا إطار سياسة الغابات، الذي صاغته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بمساعدة منظمة الأغذية والزراعة والذي أدى إلى تطوير قانون إدارة الأشجار والغابات.

بالإضافة إلي ذلك تعاونت الحكومة المصرية مع الفاو في تعزيز حوكمة الأمن البيولوجي لدعم إنتاج تربية الأحياء المائية المستدام في مصر، ويهدف هذا المشروع إلى دعم التنمية المستدامة لتربية الأحياء المائية من خلال استراتيجية وطنية لصحة الحيوانات المائية، والتي تم تطويرها وفقًا لمسار الإدارة التدريجي لتحسين الأمن البيولوجي لتربية الأحياء المائية ويعزز قدرات السلطات المختصة والمزارعين وأصحاب المصلحة الآخرين لدعم إنتاج تربية الأحياء المائية المسؤول ويساهم في الحد من صدمات ومخاطر الأمن البيولوجي.

وتتعاون مصر مع الفاو في صياغة السياسات وخطة عمل الحد من مخاطر الكوارث الزراعية القطاعية في مصر، مع وضع خطة العمل تحت قيادة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.

كما تتعاون المنظمة الدولية مع مصر في جميع الأهداف الاستراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة لعام 2030 ، من خلال تعزيز الأمن الغذائي والتغذية وتعزيز الزراعة المستدامة والقضاء على الفقر في المناطق الريفية وتحسين الدخل ومستويات المعيشة؛  والتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية وخلق فرص عمل، لا سيما للنساء والشباب، بالإضافة إلى وضع برامج شاملة للإصلاح المؤسسي وإصلاح السياسات الزراعية والبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا والإرشاد الزراعي.

من جانبه، قال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا الدكتور عبد الحكيم الواعر، أن مصر  بالإضافة الي العراق وسوريا والسودان يمتلكون إمكانيات كبيرة لدعم الأمن الغذائي في العالم العربي، داعيا في الوقت ذاته الدول العربية إلى تعزيز التعاون الإقليمي والاستثمار في الموارد الطبيعية المتاحة.

وقال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا الدكتور عبد الحكيم الواعر، إنه تواجه الدول العربية تحديات كبيرة مشددا على أهمية الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة والبنية التحتية المستدامة لضمان وفرة الغذاء واستدامته، وتقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد الخارجية التي تعرضت للاضطرابات خلال جائحة كوفيد-19 وأزمة البحر الأسود نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.

وأكد المسؤول الأممي، أن الحل الأمثل يتمثل في تعزيز الاستثمارات في الأمن الغذائي والزراعي، بما يسهم في تحقيق تكامل إقليمي يضمن استقرار الإمدادات الغذائية وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.