4 سنوات من الجدل دراسة تحسم الخلاف حول المومياء الحامل وتنتصر للعلماء المصريين

بعد 4 سنوات ..أنهت دراسة حديثة الجدل حول إدعاء علماء الآثار في وارسو باكتشاف أول مومياء مصرية حامل عرفها التاريخ، وأكدت صحة الدراسة التي أعدتها الدكتورة سحر سليم، أستاذ علم الأشعة بجامعة القاهرة وخبيرة المومياوات، أن حمل المومياء "كاذب" و وفندت نظرية (التخليل) التي أقرها الباحثون البولنديون.
وبحسب ما نشره موقع" livescience"، توصل باحثون إلى أن امرأة مصرية قديمة كان يُعتقد أنها كانت حاملاً وماتت بسبب السرطان كانت في الواقع محنطة بتقنية تحاكي هذه التشخيصات، مما أدى إلى حسم نقاش علمي استمر أربع سنوات.
تم العثور على المومياء التى يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، والتى أطلق عليها اسم "السيدة الغامضة"، في مدينة الأقصر المصرية (طيبة القديمة)، ولكن تم نقلها إلى جامعة وارسو في بولندا في عام 1826م، لم تتم دراسة المومياء علميًا لمدة تزيد عن قرن من الزمان.
في عام 2021، خلص خبراء مشروع مومياء وارسو إلى أنه على عكس افتراضهم بأن المومياء كانت لكاهن ذكر بناءً على التابوت، فإنها في الواقع كانت بقايا امرأة في العشرينات من عمرها كانت حاملاً لمدة تتراوح بين 6.5 إلى 7.5 شهرًا .
في أول دراسة منشورة عن المومياء، استخدم الباحثون التصوير بالأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب لتحديد عدة حزم من الأعضاء المحنطة في بطنها. كما أشاروا إلى إمكانية رؤية جنين محفوظ بشكل سيئ، عمره حوالي 28 أسبوعًا من الحمل، في صور المسح.
في دراسة ثانية، اقترح فريق البحث أن سبب عدم تحديد عظام الجنين بوضوح هو نقص الأكسجين في رحم الأم، وتحوله إلى حمضي مع مرور الوقت، مما أدى إلى "تخليل" الجنين . وأخيرًا، اقترح الفريق أنهم وجدوا دليلًا على سرطان البلعوم الأنفي المميت في جمجمة المومياء.
مع ذلك، أثارت هذه التفسيرات جدلاً واسعاً، وصرّحت أخصائية الأشعة وخبيرة المومياوات، سحر سليم، لموقع لايف ساينس عام 2022 أن فريق وارسو فشل في "العثور على أي دليل على وجود هياكل تشريحية تُبرر ادعائهم بوجود جنين". بل كانت سليم مقتنعة بأن الهياكل الغامضة في بطن المومياء هي عبوات تحنيط.
ولتسوية هذا النقاش، قام فريق من 14 باحثًا يتمتعون بخبرات متنوعة بقيادة عالمة الآثار كاميلا براولينسكا من جامعة وارسو بدراسة السيدة الغامضة ونشروا نتائجهم في مجلة العلوم الأثرية والأنثروبولوجية الشهر الماضي.
قام أعضاء فريق البحث بفحص أكثر من 1300 شريحة من صور الأشعة المقطعية الخام للمومياء التي تم إنتاجها في عام 2015 لتحديد ما إذا كان هناك أي دليل إشعاعي على الحمل أو الإصابة بالسرطان.
خلص جميع الخبراء الذين أعادوا تحليل صور الأشعة المقطعية إلى عدم وجود جنين، وأن المادة التي يُفترض أنها جنين كانت في الواقع جزءًا من عملية التحنيط. علاوة على ذلك، أشار الباحثون في الدراسة إلى أن الافتراض بأن هيكل الجنين وأنسجته الرخوة لم تظهر في الصور بسبب "تخليله" هو أمر مستحيل، لأن الأحماض في جسم الإنسان غير كافية لإذابة العظام، خاصة بعد تحنيط الجثة.
وبالمثل، لم يتمكن أيٌّ من الخبراء في الدراسة الجديدة من تحديد دليل واضح على وجود سرطان في المومياء، بل اقترح البعض أن الضرر الذي لحق بجمجمة المرأة حدث على الأرجح عند إزالة دماغها أثناء عملية التحنيط .
ونظراً للإجماع التشخيصي للجنة الخبراء الدولية، خلص الباحثون في الدراسة إلى أن "هذا من شأنه أن يحسم مرة واحدة وإلى الأبد المناقشة حول أول حالة مزعومة للحمل تم تحديدها داخل مومياء مصرية قديمة، فضلاً عن النزاع حول وجود سرطان البلعوم الأنفي".

مومياء السيدة الغامضة
Trending Plus