الإفطار في بيت الله الحرام..لحظات من الروحانية والطمأنينة

ما أروع أن تفطر في لحظة غروب الشمس وأنت جالس أمام أعظم بيت في الأرض، بيت الله الحرام، حينما ينادي المؤذن لصلاة المغرب، وأنت في مكان لا يشبهه مكان، في قلب مكة المكرمة، حيث يتلامس صوت الآذان مع نسائم الروحانية، ويغمر قلبك سكينة لا تُضاهى.
اللحظة التي تكون فيها وسط هذا الجمع المبارك، تتناول إفطارك على دقات الأذان، وأنت تحيط بك ألوان من الإيمان، من كل بقعة من الأرض، على يمينك شخص من جنسية تختلف عنك، وعلى يسارك آخر جاء من مكان بعيد، وبينهم وبينك رابط واحد، هو حب الله وطلب مغفرته، هذا الجمع المبارك، الذين جاءوا من شتى بقاع الأرض، يرفعون أكفهم بالدعاء، يطوفون حول الكعبة، يحلمون برحمة الله، ويسيرون في طريقه بقلوب نقية.
الخطوة الأولى في هذا المشهد المهيب تكون بلمسة من النعمة، تأخذ التمرات بيدك، وتتناول من ماء زمزم الذي يشفي الروح والجسد، تشعر وكأنك قد وصلت إلى قطعة من الجنة، وأنت في تلك اللحظة تعيش في سلام نفسي لا مثيل له، والهدوء يطوقك من كل جانب، ماذا يمكن أن يكون أروع من أن تكون أمام الكعبة، وفيما حولك الأنوار تضيء، والقلوب تخشع.
ثم تأتي لحظة الصلاة، لحظة لا تشبهها لحظة، حيث تتناغم الروح مع الخشوع، وتجد نفسك في حالة من الطمأنينة والسكينة، صوت الدكتور عبد الرحمن السديس ينساب في الأجواء، ومعه أصوات كبار الشيوخ مثل الشيخ ياسر الدوسري، الشيخ بندر بليلة، والشيخ ماهر المعيقلي، ما أجمل أن تتنقل بين كلماتهم وتعيش مع كل آية تخرج من أفواههم، فتجد قلبك يتراقص فرحًا وطمانينة.
إن رمضان في مكة هو رمضان آخر، روحانية لا تُقاس ولا تُوصَف، هناك، تشعر أن روحك قد ارتفعت إلى حيث السماء، تتنفس هواء طاهرًا، تشعر أنك في مكان محاط بالصفاء والنقاء، في تلك اللحظات، تجد نفسك بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية، وتغمر قلبك راحة نفسية تملأها الطمأنينة.
كيف لا وهو بيت الله، حيث تتلاقى الأرواح الطاهرة وتغمرنا رحمته، ويصبح رمضان هناك ليس فقط شهرًا للطاعة، بل لحظة تجديد الروح، وإعادة الاتصال بالله في أقدس بقاع الأرض.
Trending Plus