منع الصلاة وبيع الأحذية للسيدات وأكل الملوخية.. قصص من العصر الفاطمى بالقاهرة

عُرفت القاهرة خلال العصر الفاطمي (969-1171م) بأنها مركز للحضارة والثقافة، حيث امتزجت فيها السياسة بالدين والفنون بالسحر، والقصور بالحكايات الشعبية التى لا تزال تُروى حتى اليوم، فى هذا الموضوع سنغوص فى بعض القصص والحكايات المثيرة التى ازدهرت فى ذلك الزمن.
حكاية إنشاء القاهرة.. حلم المعز وذكاء جوهر
يُقال إن المعز لدين الله الفاطمي، الخليفة الذي أسس القاهرة، رأى في المنام مدينة عظيمة تحيط بها الأسوار، تضىء فى الليل كأنها الشمس، فأمر قائده جوهر الصقلي بتأسيسها عام 969م، حين شرع جوهر في البناء، استعان بمنجمين ليختاروا اللحظة المناسبة لوضع حجر الأساس. لكن الأسطورة تروي أن دقات الطبول أُطلقت خطأً قبل الموعد، فانطلقت الطيور حاملة الحبوب، مما جعل العمال يظنون أن الإشارة قد أُعطيت، فبدأوا البناء فورًا، ومن هنا وُلدت القاهرة!
حكاية الجامع الأزهر والمنافسة الدينية
عندما أسس الفاطميون الأزهر ليكون منارة لنشر المذهب الشيعي، لم يكن مجرد مسجد للصلاة، بل جامعة علمية ضخمة استقطبت العلماء من كل مكان، لكن الحكايات الشعبية تروي أن الفاطميين، لكي يضمنوا التفاف الناس حولهم، أطلقوا الوعود بأن كل من يحضر دروس الأزهر سيحصل على الطعام والذهب، وبهذا لم يقتصر الحضور على طلاب العلم فقط، بل حتى البسطاء ممن أرادوا الاستفادة من العطايا، فكان الأزهر مكانًا يعج بالحياة والعلماء والمساكين في آن واحد.
الخليفة المجنون
والحاكم بأمر الله، كما يقول الباحثون، من أغرب الحكام الذين مروا على تاريخ مصر حتى إن المؤرخين سموه "الخليفة المجنون" نظراً لقراراته العجيبة ومنها أنه قام بمنع صلاة التراويح فى مصر لمدة عشر سنوات، كما منع المصريين من أكل الملوخية والجرجير وقصرهما على نفسه وبلاطه ومعاونيه، أى أنها أصبحت أكلة أرستقراطية وذلك كان بلا مبرر واضح أو سبب مقنع، أيضاً أمر بأن يؤذن لصلاة الظهر فى أول الساعة السابعة ويؤذن لصلاة العصر فى أول الساعة التاسعة، ومنع بيع الأحذية للسيدات حتى يجبرهن على التزام منازلهن، كما أمر بألا يباع شىء من السمك بغير قشر، وألا يصطاده أحد من الصيادين وغير ذلك من القرارات التى لا يُعرف لها سبب حتى الآن.
العصر الفاطمي لم يكن مجرد فترة حكم سياسي، بل كان زمنًا مليئًا بالحكايات والأساطير التي تعكس روح القاهرة في ذلك العهد، ورغم مرور مئات السنين، لا تزال هذه القصص تُروى، تضيف إلى المدينة سحرًا يمتد عبر العصور.
Trending Plus