وزارة الصحة تكشف استراتيجيتها لمواجهة مكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات.. مقاومة مضادات الميكروبات تتسبب فى وفاة 10 ملايين شخص سنويًا بحلول عام 2050.. ومتوسط الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى يقدر بـ64.2%

كشفت وزارة الصحة والسكان عن تفاصيل استراتيجيتها لـ مكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات وذلك فى إطار حرص القيادة السياسية واهتمامها بصحة المواطن المصرى، ودعمها الكامل لكافة الجهود الساعية نحو مكافحة العدوى وتقديم خدمات صحية عالية الجودة.
وقالت وزارة الصحة والسكان فى تقرير لها، إن مقاومة مضادات الميكروبات ليست مجرد قضية طبية، بل هى تحدٍ عالمى يتطلب استجابة متكاملة تشمل جميع القطاعات المعنية، مضيفه أن مقاومة مضادات الميكروبات يمثل حجر الأساس لتوفير الحماية الصحية للأجيال الحالية والمستقبلية وتلبية كافة احتياجاتهم الصحية.
وأوضحت وزارة الصحة والسكان جهود قطاع الطب الوقائى التى تهدف إلى الحد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بالإضافة لمكافحة العدوى، مشيرة إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات أحد أخطر التحديات الصحية التى تواجه العالم، لما لها من تداعيات خطيرة على الصحة العامة والنظم الصحية والاقتصاد العالمي.
وأضافت وزارة الصحة والسكان، أن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات تبدأ من الوقاية، ومنع انتشار العدوى داخل المنشآت الصحية وخارجها، ما يبرز أهمية تعزيز ممارسات مكافحة العدوى، من خلال تطبيق معايير السلامة داخل المستشفيات، وتحسين ممارسات استخدام المضادات الحيوية، والتوسع فى برامج التوعية المجتمعية لترشيد استهلاك المضادات الحيوية والحد من إساءة استخدامها.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تُعد تهديدًا صامتًا قد يؤدى إلى وفاة نحو 10 ملايين شخص سنويًا بحلول عام 2050، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحتها
وأضافت وزارة الصحة والسكان، أن ظهور الميكروبات المقاومة للأدوية يعرض الأنظمة الصحية لضغط هائل، مع فشل العلاجات التقليدية، مما يؤدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات وإطالة فترات العلاج داخل المستشفيات، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية على الأفراد والمجتمعات.
ونوهت إلى أن الدولة المصرية كانت من أوائل الدول التى أتخذت خطوات استباقية، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات عام 2018، ورغم التحديات التى واجهت العالم أجمع أثناء جائحة كورونا، إلا أن مصر استطاعت الصمود والعمل الجاد، لإطلاق الخطة القومية لمكافحة مضادات الميكروبات فى مايو 2023، والتى عملت على تطبيق برنامج مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات فى مستشفى واحدة على الأقل بكل محافظة، مع إدراج 80 مستشفى بحلول عام 2025، وتعزيز برامج مكافحة العدوى داخل المستشفيات، حيث تم تقييم جميع مستشفيات وزارة الصحة والهيئات التابعة، وبلغ متوسط الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى 64.2%، مع تحديد المستشفيات الأعلى والأقل تقييمًا لاتخاذ الإجراءات التصحيحية.
وذكر الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة أن أهداف وجهود هذه الاستراتيجية القومية، تضمنت إطلاق مبادرة «رعاية» لتحسين إجراءات مكافحة العدوى فى 217 وحدة رعاية مركزة لحديثى الولادة على مستوى الجمهورية، مما ساهم فى تقليل معدلات العدوى والوفيات بين الأطفال حديثى الولادة، مع تعزيز أنظمة الترصد الإلكترونى للميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية فى جميع المنشآت الصحية، لضمان متابعة دقيقة لحالات المقاومة واتخاذ التدابير المناسبة.
ودعا إلى التكاتف والالتزام بإجراءات مكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات، من أجل إنقاذ الأرواح، وتقليل مدة إقامة المرضى فى المستشفيات، وخفض النفقات الصحية، وذلك تحقيقًا لرؤية «مصر 2030» لمستقبل صحى آمن وأفضل للأجيال القادمة.
وقال الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة، إن مكافحة العدوى تُعد ركيزة أساسية فى تقديم خدمة طبية آمنة عالية الجودة داخل المنشآت الصحية، حيث تعمل مكافحة العدوى على تعزيز سلامة وأمان المرضى ومقدمى الخدمة الطبية، من خلال منع اكتساب العدوى داخل المنشآت الصحية والحد من انتشارها.
وأوضح أن وزارة الصحة نجحت فى إحراز تقدم ملحوظ فى هذا الملف على مدار الـ 20 عامًا الماضية، منوها إلى أن مكافحة العدوى لها دور رئيسى فى منع ومكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات، الذى يشكل تهديدا للصحة العامة، لافتا إلى جهود الوزراة فى نشر وتكثيف الوعى المجتمعى بترشيد استخدام المضادات الحيوية، وكذلك تكثيف إجراءات السلامة ومكافحة العدوى وإلزام المنشآت الطبية بتطبيقها، لضمان رفع الكفاءة الصحية للمواطنين.
ومن جانبة قال الدكتور ياسين رجائى، مساعد رئيس هيئة الدواء، إن ما يشهده القطاع الطبى من تطور يثبت أن مصر تمضى قدمًا فى الإتجاه الصحيح لنمو الخدمات الصحية والارتقاء بها وفق معدلات طموحة، مضيفًا أن السوق الدوائى المصرى يُعد أحد أكبر الأسواق الإقليمية، حيث تبلغ قيمته المالية 308 مليارات جنيه، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائى، بإجمالى مبيعات تصل إلى 3.6 مليار عبوة، وتشكل المضادات الميكروبات 887 مستحضرًا بإجمالى مبيعات 376 مليون عبوة، ما يمثل 10% من إجمالى مبيعات السوق الدوائى، يتضمن ذلك الاستخدام غير الموصوف ويبلغ 55% من إجمالى مبيعات المضادات وفقًا لأخر الاحصائيات.
وأوضح أن هيئة الدواء المصرية تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة لضمان الاستخدام الرشيد لهذه المستحضرات، لافتا إلى أن الهيئة انضمت إلى برنامج الترصد ومراقبة استهلاك مضادات الميكروبات، وتعمل على مراقبة السوق، وتنظيم الحملات التفتيشية، مؤكدا إيمان الهيئة بأهمية التعاون المحلى والدولى لتعزيز الجهود فى مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.
Trending Plus