خارج الملعب.. إدين دجيكو من ويلات الحرب إلى قمة المجد الكروي

في عالم كرة القدم، اعتدنا أن نتابع تألق اللاعبين على المستطيل الأخضر، مهاراتهم الفذة، وأهدافهم الحاسمة، لكن خلف الكواليس، هناك قصص إنسانية وأحداث نادرة لا يعرفها الكثيرون.

في "خارج الملعب"، نسلط الضوء يوميًا خلال شهر رمضان على حكايات غير مألوفة من حياة نجوم الكرة بعيدًا عن الأضواء، حيث نكشف عن مواقف إنسانية ملهمة، تحديات غير متوقعة، أو حتى لحظات صنعت فارقًا فى مسيرتهم، لكنها لم تحدث داخل الملعب. تابعونا لاكتشاف الوجه الآخر لأبطال المستديرة!

لم يكن إدين دجيكو، مهاجم نادي فنربخشة الحالي ومانشستر سيتي السابق، مجرد لاعب كرة قدم موهوب، بل هو شاهد على واحدة من أقسى الفترات التي مرت بها بلاده، فقد عاش دجيكو، طفولته في سراييفو، المدينة التي كانت مسرحًا للحرب، حيث اعتاد اللعب في الشوارع بين القنابل المتساقطة، التي حصدت أرواح العديد من الأطفال.

في حديث سابق مع صحيفة "بيلد" الألمانية، كشف دجيكو عن لحظة غيرت حياته: "في أحد الأيام، منعتني والدتي من الخروج للعب، وبعد دقائق قليلة، سقطت قذيفة في المكان الذي كنا نلعب فيه، لتودي بحياة أصدقائي، لم أكن لأنجو لولا قرارها ذلك اليوم".

بدأ دجيكو مسيرته في أكاديمية نادي جيليينزنيتشار سراييفو، ثم انتقل لاحقًا إلى نادي تبليتسه التشيكي، حيث لفت أنظار المدرب الألماني فيليكس ماجات، الذي ضمه إلى فولفسبورج عام 2007 مقابل 4 ملايين يورو، وهناك، سطع نجمه وقاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الألماني الوحيد في تاريخه عام 2009.

وبعد انتقاله إلى مانشستر سيتي في 2011 بصفقة بلغت 37 مليون يورو، واصل تألقه في الملاعب الأوروبية، ليحط الرحال مؤخرًا في العاصمة الإيطالية مع فريق روما ثم إنتر ميلان، وحاليا مع فنربخشة.

اليوم، يُعد دجيكو رمزًا للصمود والإصرار، حيث لم تمنعه أهوال الحرب من تحقيق حلمه، بل حول معاناته إلى دافع ليصبح أحد أبرز مهاجمي الكرة الأوروبية، وقائدًا لمنتخب البوسنة والهرسك.