كيفية إقامة حفلة فى القرن التاسع عشر.. اعرف الحكاية

فى القرن التاسع عشر، كان تنظيم الحفلات تجربة مفعمة بالتطرف، تتراوح بين البذخ الفاخر لعصر الذهب والتجمعات البسيطة بعد يوم شاق فى الحقول، مع بداية القرن، كان معظم الأمريكيين يعيشون فى مجتمعات زراعية ريفية، حيث تمحورت حياتهم حول الزراعة وإدارة المنزل وتأمين سبل العيش، لكن مع تقدم العقود، أدى التصنيع وتزايد الهجرة إلى تغييرات جوهرية فى المجتمع، مما وسع الفجوات الاجتماعية والاقتصادية ففى حين تمتعت العائلات الثرية فى المدن بمزيد من وقت الفراغ ووسائل الرفاهية، كانت الطبقة العاملة والمهاجرون يعملون لساعات طويلة فى المصانع والورش أو فى الحقول.
وخلال القرن التاسع عشر، كان امتلاك الموارد والوقت لإقامة حفلات فاخرة امتيازًا يقتصر على الطبقات العليا، إلا أن التجمعات الاجتماعية بقيت جزءًا مهمًا من حياة مختلف الفئات، بالنسبة لأثرياء الغرب، كانت الحفلات فى ذلك العصر مناسبات معقدة مصممة لاستعراض المكانة الاجتماعية، وفقا لما ذكره "هيستورى فاكت".
كان "الحفل الكبير" ذروة الترفيه لدى النخبة، وغالبًا ما يقام في قصور فاخرة أو قاعات مستأجرة، خططت هذه الحفلات بدقة شديدة، حيث كان الضيوف يصلون بملابس أنيقة تبهر الحاضرين، خاصة في الرقصات التي كانت تخضع لقواعد صارمة، عادة ما تبدأ الأمسية برقصة البولونيز وهي مسيرة راقية تهدف إلى إبراز جمال أزياء الضيوف ثم تليها رقصة الفالس والرباعية سواء كانت الحفلة حفل رقص، أو عشاء رسميًا، أو لقاء في الحديقة، كان المضيفون يهتمون بأدق التفاصيل.
استغرق الإعداد لهذه المناسبات أسابيع من التحضير، بدءًا من الدعوات المكتوبة بخط اليد أو المنقوشة بعناية، وصولا إلى اختيار قائمة الضيوف بدقة لضمان توافقهم اجتماعيًا وثقافيًا، ووفقا لكتاب "آداب السيدات" لفلورنس هارتلي عام 1872، لم يكن يكفي أن يكون الضيوف من طبقة اجتماعية مرموقة، بل كان يجب أن يتمتعوا بمهارات محادثة راقية.
كما كانت إعدادات الطاولة تخضع لمعايير صارمة، وكذلك قواعد تناول الطعام، حتى السلوك بعد الأكل كان له قواعده الخاصة، فقد حذر دليل آداب السلوك لعام 1869 الضيوف من أخذ "أنفاس عميقة وطويلة" بعد تناول الطعام، خشية أن ينظر إليهم على أنهم مجهدون بشكل غير لائق من التجربة بأكملها.
Trending Plus