المرأة المصرية.. وتحقيق المعادلة الصعبة

لا أحد يختلف على أن عظمة المرأة المصرية الحقيقية وتميزها يرجع لقدرتها على تحقيق المعادلة الصعبة، من خلال وقوفها الدائم لمساندة بلادها، فكانت المدافع الأول عن البيت والوطن، والتمسك الشديد بدورها وواجباتها نحو أسرتها، لذلك تعد خط الإمداد الأول لإنتاج العطاء والوفاء والإخلاص، لذلك لا وطن بلا مرأة، ولا يمكن أن يعيش الرجال بلا نساء، فالحياة تكامل، مهما كانت الدعوات أو تغيرت الثقافات أو كثرت الأقاويل أو اختلطت الحقائق.
لذا، ستبقى المرأة المصرية، رمزا للصبر والصمود، عينها الأولى على تربية الأبناء وتوفير حياة هانئة لهم، مهما كلفها هذا من جهد أو عناء، والعين الأخرى على الوطن، حيث تجدها أيام الأزمات تقف شامخة لحماية الأسرة والوطن، لتستمر الحياة فى تكامل وتناغم حقيقى بين الرجل والمرأة، وتتحقق سنة الله فى كونه..
وما أود الإشارة إليه في هذا الصدد أيضا، ما قاله الإمام الطيب الدكتور احمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنَّ التاريخ لا يعرف نظامًا كرَّمَ الأم مثلما جاءت به شريعة الإسلام الَّتي جعلت برَّ الأمِّ من أصول الفضائل، والإحسانُ إلى الأم ورعايتُها هو من باب بر الوالدين الذي يقتضِي الاهتمامَ بهما والعطفَ عليهما والأدب معهما والإحسان إليهما في القولِ والعمل، قال النبيُّ –صلَّى الله عليه وسلَّم- لمعاوية بن جاهمة عندما أراد الغزو: أَأُمك حيَّة؟" قال: نعم، فقال - صلى الله عليه وسلم: «الزم رجليها فإنَّ الجنة تحت قدميها»، بأن يضع نفسَه تحت أوامرها ونواهيها وكأنه بالنسبة لها عبدٌ تأمره فيطيع.
وأخيرا .. ما أجمل أن نختم حديثنا بما قاله تعالى في سورة الأحقاف: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"، ولا ننسى إن برَّ الوالدين كنزٌ يُورِثُ السعةَ في الرزق ويورث طول الأجلِ .
Trending Plus