من العصور الفرعونية إلى قبضة العدالة.. الداخلية تكشف خيوط تجارة الآثار غير المشروعة وتضرب بيد القانون.. حلم الثروات المفقودة يتحطم على صخرة اليقظة الأمنية وسقوط شبكات التنقيب عن الكنوز.. وتحريز 390 قطعة نادرة

في سعيهم الحثيث وراء الثراء السريع، يتجه بعض الخارجين عن القانون إلى مجال الاتجار في الآثار والتنقيب عنها بطرق غير شرعية، مُعتقدين أن هذا الطريق المظلم سيقودهم إلى ثروات طائلة دون أن يدركوا أن هذه الأحلام سرعان ما تتحطم على صخرة يقظة الأجهزة الأمنية.
وفي إطار الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية، تم تنفيذ سلسلة من الضربات الأمنية القوية ضد شبكات الاتجار في الآثار والتنقيب غير المشروع، لتؤكد الدولة أن التراث القومي لا يُمكن المساس به مهما كانت المغريات.
آخر هذه الضربات الأمنية كانت في محافظة أسيوط، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 390 قطعة أثرية بحوزة مندوب مبيعات، كان قد تعمد التنقيب عن الآثار في منزله بهدف المتاجرة بها.
وعقب التحقيقات، اعترف المتهم بأن القطع الأثرية المضبوطة كانت ناتجة عن عمليات تنقيب غير قانونية، مؤكداً أنه كان ينوي بيعها لتحقيق ربح سريع.
وبحسب الخبراء، فإن القطع المضبوطة تشمل تماثيل حجرية وأدوات فرعونية تعود إلى عصور مختلفة، بما في ذلك العصور الفرعونية المتأخرة والقديمة، فضلاً عن القطع اليونانية والرومانية والإسلامية.
وفي خطوة أخرى، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على عامل ونجله في القاهرة أثناء قيامهما بالتنقيب غير المشروع عن الآثار داخل عقار في منطقة المرج، حيث عُثر في المكان على حفرة عمقها خمسة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار، كما تم ضبط أدوات الحفر والتنقيب، وقد اعترف المتهمان بالتورط في هذه الجريمة، مؤكدين أنهما كانا يسعيان لاكتشاف كنوز أثرية في المكان.
ولم يتوقف النشاط الإجرامي عند هذا الحد، فقد تمكنت وزارة الداخلية أيضاً من ضبط مجموعة أخرى من الأشخاص أثناء قيامهم بأعمال التنقيب غير المشروع عن الآثار في منطقة الجمالية بالقاهرة، حيث عُثر لديهم على حفرة بعمق 15 مترًا، بالإضافة إلى أدوات الحفر التي استخدموها في عمليات الحفر غير القانونية، اعترف المتهمون بأنهم كانوا يسعون لاستخراج الآثار بغية بيعها لتحقيق مكاسب مالية.
وفي إطار جهود أخرى، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط أربعة أشخاص أثناء قيامهم بالتنقيب في أحد العقارات في منطقة المعادي، حيث تم العثور على حفرة بعمق خمسة أمتار وعرض مترين، بالإضافة إلى أدوات الحفر التي استخدموها. اعترف المتهمون بقيامهم بالتنقيب عن الآثار بمساعدة تلك الأدوات.
هذا الجهد المتواصل من قبل وزارة الداخلية يعد بمثابة تحذير لكل من يحاول العبث بمقدرات البلد التاريخية والتراثية، فالقانون لا يرحم ولا يسامح في المساس بهذا التراث الذي هو جزء من هوية الأمة، ففي ظل تزايد عمليات التنقيب غير المشروع، يظل دور الأجهزة الأمنية حاسمًا في حماية ثروات البلاد من أن تسقط بين يدي من لا يقدرون قيمتها، ويقفون على حافة الطمع.
Trending Plus