الدايت زمان.. تعرف على أنظمة الحمية الغذائية بالحضارات القديمة

كان الأطباء في اليونان القديمة وروما يدركون أهمية الحميات الغذائية بل كانت النصائح الغذائية ركيزة أساسية في الممارسة الطبية والروتين الصحي ودارت نقاشات مستفيضة ومعقدة حول كيفية تنظيم الطعام والشراب للحفاظ على الصحة.

بعض أفكارهم مثل تناول الأسماك والخضراوات كطريقة صحية لإنقاص الوزن لا تزال منطقية اليوم لكن بعضها الآخر قد يثير الدهشة، مثل نظام التين الغذائي للرياضيين الأولمبيين.

إذن، كيف كان شكل النظام الغذائي والتغذية في العصور القديمة؟ وهل هناك ما يمكننا تعلمه اليوم؟

نظام غذائي شامل

في العصر الحديث، يشير مصطلح "النظام الغذائي" إلى الطعام والشراب أما في العصور القديمة، فكان مفهوم النظام الغذائي أكثر شمولية وفقا لموقع conversation.

كلمة "حمية" مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة "diaita" وتشير هذه الكلمة إلى ما نأكله ونشربه، ولكنها قد تشير أيضًا إلى نمط حياتنا ككل بما في ذلك التمارين الرياضية والنوم والجنس وغيرها من الأنشطة.

عند وصف "دييتا"، أو الدايت بمفهوم عصرنا الحالي لم يكتفِ الأطباء القدماء بتوجيه المرضى إلى ما يجب عليهم تناوله من طعام وشراب، بل نصحوهم أيضًا بأنواع الأنشطة الأخرى التي ينبغي عليهم ممارستها، مثل ممارسة الرياضة أو حتى الذهاب إلى المسرح.

على سبيل المثال، في الكتاب السادس من كتاب "الأوبئة"، وهو نص طبي كُتب في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد، يدعو المؤلف إلى الاعتدال ليس فقط في ما نأكله ونشربه، بل أيضًا في ممارسة الرياضة والنوم.

كان الأطباء القدماء يؤمنون بأهمية التوازن للصحة، ومع ذلك، لا تنصح جميع النصوص القديمة بالاعتدال فهناك بعض الحالات المتطرفة لاتباع حميات غذائية.

وفي القرن السابع قبل الميلاد، ركز المدربون الرياضيون أيضًا على النظام الغذائي كوسيلة لتحسين اللياقة البدنية لرياضييهم حيث قدّم مدربون مثل إيكوس التارانتومي أنظمة غذائية صارمة لرياضييهم سعيًا لتحقيق أفضلية تنافسية.

ومع ذلك، غالبًا ما كانت أساليبهم موضع تساؤل، وفقًا لمعايير اليوم ومعرفتنا بالتغذية.

على سبيل المثال، يبدو أن العداء الأولمبي خيونيس من لاكونيا اتبع نظامًا غذائيًا صارمًا من التين أثناء تدريبه لمسابقاته وقد فاز في منافساته في الألعاب الأولمبية في أعوام 668 و664 و660 و656 قبل الميلاد، وهو سجلٌّ رائع أما رياضيون آخرون، مثل يوريمينيس الساموسي (القرن السادس قبل الميلاد)، فقد اختاروا نظامًا غذائيًا يتكون بالكامل من اللحوم.