البكتيريا تهاجم الأعمال الفنية وتهدد الموروث الثقافي.. أجبرت متحفا فرنسيا على الغلق لمدة 4 سنوات.. 8 متاحف بالدنمارك تأثرت بالظاهرة..الغزاة الصغار يتغذون على أصباغ طلاء اللوحات.. ومسئولون:الاحتباس الحرارى السبب

البكتيريا تهدد اللوحات وتجبر متحف بريست الفرنسى
البكتيريا تهدد اللوحات وتجبر متحف بريست الفرنسى
كتبت ميرفت رشاد

تعد الأعمال الفنية جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والإنساني، فهي تحمل بين طياتها تاريخًا غنيًا وإبداعًا فنيًا مذهلاً، ولكن تواجه هذه الكنوز تهديدًا غير متوقع من أعداء ميكروسكوبين "البكتيريا" هذه الكائنات الدقيقة، التي غالبًا ما تعتبر مصدرًا للأمراض أو التلوث، أثبتت قدرتها على التسبب في تلف لا يمكن إصلاحه في اللوحات والتماثيل وحتى المخطوطات القديمة، وفى هذا التقرير سنستكشف كيف تسهم البكتيريا في تدهور الأعمال الفنية، ونتناول الجهود المبذولة لحمايتها من هذا التهديد غير المرئي.

أعلنت صوفي ليسارد، مديرة متحف بريست للفنون الجميلة الفرنسى، عن غلق المتحف لمدة تزيد عن أربع سنوات، بعد اكتشاف العفن الذي يهدد 18 من أعماله، ما يشير إلى أن هذه الظاهرة قد تكون بسبب الاحتباس الحراري، ووفقا لما نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

وتم اكتشاف هذا العفن أثناء إغلاق الشتاء، وكان قد منع بالفعل متحف بريست من إعادة افتتاحه، والذي كان من المقرر أن يتم في الأول من فبراير، من بين 190 لوحة معروضة، هناك ثمانية عشر لوحة متأثرة، بما في ذلك لوحة تعود للقرن الثامن عشر للرسامة النمساوية أنجليكا كوفمان.

وأضافت أن "العفن، إذا سُمح له بالانتشار، فإنه يتغذى على البروتينات الموجودة في الدهانات، ويمكنها بعد ذلك أن تسبب تغييرات لا رجعة فيها في الطبقة التصويرية، تم تركيب أجهزة إزالة الرطوبة والمراوح في المعارض الدائمة لتحقيق استقرار البيئة ويتم إجراء فحوصات يومية.

وأكدت صوفي ليسارد أن "هناك ثمانية متاحف في الدنمارك تأثرت بهذه الظواهر نفسها، ومن الواضح أن تغير المناخ هو الذي أصبح موضع تساؤل اليوم، مضيفة أنها تلقت مكالمات من متاحف فرنسية أخرى تواجه مشاكل مماثلة.

في عام 2019، كان على المتحف أن يغلق أبوابه لمدة أسبوعين أثناء تطبيق علاج مبيد للفطريات للقضاء على نوع من الفطريات كان يتكاثر في احتياطيات المتحف منذ عام 2014، وقد تم الاتفاق على إجراء عملية ترميم وتجديد شاملة لهذه المناطق التخزينية شديدة الرطوبة.

في 2018 الكائنات الدقيقة تهدد الفن فى إيطاليا

تمكن علماء إيطاليون من تحديد نوع هذه الكائنات الدقيقة التي تلتهم الأعمال الفنية التاريخية من خلال تحليل مفصل للوحة عمرها 400 عام.

وتجد الميكروبات بيئة مناسبة للعيش في اللوحات، إذ يشجعها التنوع في المواد العضوية وغير العضوية في اللوحات كالقماش والزيت والأصباغ، على الاستيطان والحصول على تغذية مثالية من هذه المنسوجات.

وأظهرت الدراسة الإيطالية أن أن ما "يغذي" العين البشرية قد يكون حرفيا وليمة للكائنات الحية الدقيقة التي تستعمر اللوحات الفنية القديمة.

وبنفس الوقت وجد الباحثون أن بعض الميكروبات قد تستخدم لحماية هذه الأعمال الفنية، إذ تفرز مركبات خاصة تغطي اللوحات وتعزلها عن العوامل الخارجية كالرطوبة والماء والهواء.

التنوع في المواد العضوية وغير العضوية في اللوحات كالقماش والزيت والأصباغ، يشجع البكتيريا على الاستيطان والحصول على تغذية مثالية
واختار الباحثون من جامعة فيرارا الايطالية، لوحة "تتويج فيرجن" للرسام الايطالي كارلو بونوني من القرن السابع عشر، للعثور على هذه الكائنات الحية الدقيقة.

وأزال الباحثون قسما متضررا من اللوحة لدراسته، فوجدوا سلالات متعددة من البكتيريا إضافة إلى أكثر من نوع من الفطريات الخيطية تسكن في اللوحة، والتي تتغذى على أصباغ الطلاء خاصة القرمزي والأحمر والأصفر الترابي.

ووجد الباحثون أنه يمكن مقاربة مركبات بيولوجية تفرزها هذه الكائنات التي تغزو اللوحات القديمة للحفاظ على الأعمال الفنية من التآكل والتحلل.

البكتيريا تهدد اللوحات وتجبر متحف بريست الفرنسى
البكتيريا تهدد اللوحات وتجبر متحف بريست الفرنسى


 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى