الذبح العظيم.. من الذي افتداه الله؟.. وما حقيقة الكبش؟

يقدم "تليفزيون اليوم السابع" خلال الموسم الرمضاني 2025 برنامج "جاء في الأثر"، الذي تقدمه الزميلة روان يحيى، بمراجعة علمية من الدكتور أحمد المالكي من علماء الأزهر الشريف.
ويسلط البرنامج الضوء على الروايات المتناقلة عن أهل الكتاب، المعروفة بـ"الإسرائيليات"، ويقدم تحليلًا دقيقًا لها في ضوء القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
تناولت الحلقة الرابعة من برنامج "جاء في الأثر" قصة "الذبح العظيم"، حين رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه، فاستجاب لأمر الله، إلا أن الله فداه بذبح عظيم، وهي الحادثة التي وثّقها القرآن الكريم دون ذكر نوع الذبيح.
ورغم أن الرواية المتداولة أن الفداء كان كبشًا، إلا أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة لم تذكر ذلك صراحةً، بل جاءت هذه الرواية من التفاسير الإسلامية المتأثرة بالإسرائيليات، حيث ورد في العهد القديم (التوراة) أن الفداء كان كبشًا عالقًا في شجرة.
أما أقدم ذكر للكبش في الروايات الإسلامية، فقد جاء في مرويات بعض الصحابة مثل ابن عباس، كما نقلها مفسرون كبار مثل ابن كثير، الطبري، والقرطبي، وورد حديث ضعيف منسوب إلى النبي ﷺ يفيد بأن الكبش هو نفس الكبش الذي تقرب به هابيل إلى الله.
أما من حيث هوية الابن المفدى، فهناك اختلافات:
الرأي الأشهر عند جمهور العلماء والمفسرين، مثل ابن كثير والطبري والقرطبي، هو أن الذبيح كان إسماعيل عليه السلام، مستدلين بترتيب الأحداث في سورة الصافات، حيث جاءت البشارة بإسحاق بعد الفداء، مما يعني أن الذبيح كان إسماعيل.
في العهد القديم، ورد أن الذبيح كان إسحاق، وهو ما اعتبره كثير من العلماء من الإسرائيليات التي تهدف إلى إبعاد النبوة عن نسل إسماعيل.
الحلقة شددت على ضرورة التحقق من المصادر وعدم التسليم التام بروايات متوارثة دون دليل قاطع، إذ إن الثابت من القرآن أن الله فدى ابن إبراهيم بذبح عظيم، أما تحديد نوع الذبيح أو اسمه فتبقى اجتهادات بشرية وتأويلات تاريخية.
Trending Plus