تغير المناخ يهدد العالم.. المكسيك فى حالة تأهب قصوى بسبب الجفاف.. فيضانات عارمة فى إسبانيا.. الأنهار الجليدية فى خطر والذوبان المتسارع يهدد حياة ملايين البشر.. وارتفاع سعر القهوة والكاكاو

‎تواجه عدد من الدول فى العالم تغيرات مناخية مفاجئة للغاية، وتسببت الأمطار فى حدوث فيضانات عارمة فى إسبانيا، وجفاف فى المكسيك، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة سعر القهوة والكاكاو.

وفى إسبانيا، وأدت العاصفة مارتينو إلى إعلان حالة التأهب القصوى فى معظم أنحاء إسبانيا ، وذلك بعد فيضانات عارمة أدت لحالة من الفوضى فى البلاد، ولذلك فإن السلطات توجه تحذيرات وتستمر فى إغلاق الطرق الرئيسية تجنبا للحوادث.

وأشارت صحيفة إيه بى سى الإسبانية إلى أن هيئة حوض نهر دويرو (DHD) أبقت على التحذير الأحمر لنهر أداجا فى فالديستيلاس، بلد الوليد، ونهر إيريسم فى سيجوفيا، وفقا للبيانات المنشورة على موقع هيئة حوض النهر.

وتسبب فيضان نهر تاجوس فى انهيار قسمين من الجسر القديم فى تالافيرا دى لا رينا فى وقت مبكر من صباح اليوم، وفقا لرئيس بلدية توليدو، خوسيه جوليان جريجوريو، على حسابه X.

وفى أعقاب الانهيار الأرضى، أنشأت الشرطة البلدية محيطا أمنيا ثانيا ونصحت المواطنين بعدم الاقتراب من المنطقة لأسباب تتعلق بالسلامة، وفقا لمنشور المجلس على وسائل التواصل الاجتماعى.

وأدى تساقط الثلوج فى جبال مدريد فى الساعات الأخيرة إلى ضرورة استخدام السلاسل للسفر عبر ممرات جبال كوتوس ونافاسيراذا، فى حين استمرت عمليات إغلاق الطرق بسبب الفيضانات على الطريق السريع M-206، توريخون دى أردوز، والطريق السريع M-215 أمبيتى، والطريق السريع M-611، راسكافريا.

كما تسبب تغير المناخ فى حالة من القلق حول الأسعار، هناك توقعات بإنخفاض محصول الكاكاو فى العالم، الذى يبدأ فى أبريل المقبل، ومن المتوقع أن تشهد ساحل العاج، أكبر منتج للكاكاو فى العالم، حصادا أصغر هذا العام بسبب سوء الأحوال الجوية، مما يهدد بالحد من التعافى من النقص العالمى الهائل.

ومن المتوقع أن يصل الحصاد الثانى والأصغر للموسم، والذى يبدأ عادة فى أبريل، إلى نحو 400 ألف طن، بحسب التقدير المتوسط لستة تجار ومحللين فى البلاد استطلعت بلومبرج آراءهم، ويقارن هذا بنحو 440 ألف طن فى العام الماضى، بحسب مصادر مطلعة على بيانات الحكومة.

وحذر باحثون من أن تغير المناخ تسبب فى ذبول المحاصيل لأسابيع خلال العام الماضى فى دول غرب أفريقيا التى تدعم إمدادات الشوكولاتة فى العالم، مما أثر على الحصاد ومن المرجح أن يؤدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، حيث عانى المزارعون فى المنطقة، التى تمثل نحو 70 % من إنتاج الكاكاو العالمى، من الحرارة والأمراض والأمطار غير العادية فى السنوات الأخيرة، مما ساهم فى انخفاض الإنتاج، حسبما قالت صحيفة لا سيكستا الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى.

شهدت أسعار القهوة ارتفاعًا بنسبة 40%، حيث تجاوز سعر العقود الآجلة لحبوب أرابيكا 4 دولارات للرطل، وهو مستوى لم نشهده منذ أكثر من 50 عاما، وتؤثر هذه الزيادة بشكل مباشر على الصناعة العالمية، من المنتجين إلى المستهلكين، وتثير تساؤلات حول مستقبل السوق.

وعلى النقيض، فى المكسيك، يتم استخدام أكثر من 70% من المياه المتاحة للزراعة، ولكن يتم فقدان جزء كبير منها بسبب استخدام تقنيات غير فعالة، مثل الرى بالغمر، الذى يستخدم 50% فقط من الموارد.

ستكون أشهر مارس وأبريل ومايو أشهرا صعبة على البلاد بسبب الجفاف المطول، ودرجات الحرارة فوق المتوسط، وهطول الأمطار القليلة أو المعدومة، وهو الوضع الذى يؤثر بالفعل على القطاع الزراعى فى البلاد.
وقال كريستيان دومينجيز سارمينتو، الباحث فى معهد علوم الغلاف الجوى وتغير المناخ فى الجامعة الوطنية المستقلة فى المكسيك، أن الوضع يشكل علامة حمراء.

وأشار الباحث إلى أن ولايات سونورا وتشيواوا وسينالوا ودورانجو هى مناطق تعانى من الجفاف الشديد والجفاف الاستثنائى، وهذا يعنى أنهم وصلوا إلى حد لم يعد لديهم فيه ماء على الإطلاق.

ويُشار إلى أن الجفاف الاستثنائى هو الفئة الأكثر خطورة، بحسب الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية. وتتسم هذه الظاهرة بخسائر واسعة النطاق فى المحاصيل أو المراعى، وارتفاع خطر الحرائق، ونقص كامل فى المياه فى الآبار والجداول والخزانات والسدود، واحتمال حدوث حالة طوارئ مائية، مما يعرض حياة الناس للخطر ويسبب خسائر اقتصادية.

وتوقع دومينجيز أن "تهطل الأمطار أقل من المعتاد، خاصة فى شمال البلاد، لذا فإن هذا قد يعنى أن الشمال الغربى لن يتأثر بالجفاف فحسب، بل قد يتطور الأمر أيضا ويؤثر على ولايات أخرى لا تعانى حاليًا من قدر كبير من الجفاف، مثل نويفو ليون، وتاماوليباس، وجزء من كواهويلا".

وحذر خبراء المناخ الأمميون إلى أن الأنهار الجليدية تواجه خطرا وجوديا، فإذا استمرت فى الذوبان بالوتيرة الحالية، فلن تتمكن من الصمود خلال القرن الحادى والعشرين، مما يهدد حياة مئات الملايين من البشر الذين يعتمدون على هذه الأنهار كمصدر رئيسى للمياه.

وإلى جانب الصفائح الجليدية فى جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، تحتجز الأنهار الجليدية حوالى 70 بالمائة من احتياطيات المياه العذبة فى العالم. وهى مؤشرات صارخة لتغير المناخ لأنها عادة ما تحتفظ بالحجم نفسه فى المناخ المستقر.

لكن مع ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحرارى الناجم عن تغير المناخ الذى يسببه الإنسان، فإنها تذوب بسرعة غير مسبوقة، وفقا للسيدة سولاجنا ميشرا، المسؤولة فى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

فى العام الماضى، شهدت الأنهار الجليدية فى الدول الاسكندنافية وأرخبيل سفالبارد النرويجى وشمال آسيا أكبر خسارة سنوية فى الكتلة الإجمالية للجليد على الإطلاق، يحدد علماء الجليد حالة النهر الجليدى عن طريق قياس كمية الثلج التى تسقط عليه وكمية الذوبان التى تحدث سنويا.

ونبهت سولاجنا ميشرا إلى الخطر المحدق بسبل عيش أكثر من 120 مليون مزارع بسبب فقدان الأنهار الجليدية فى سلسلة جبال هندو كوش التى يبلغ طولها 500 ميل، والواقعة فى جبال الهيمالايا الغربية وتمتد من أفغانستان إلى باكستان.