حكايات نون النسوة.. أمينة السعيد رائد الأدب النسوي في مصر

في مصر العديد من النساء اللواتي حققن مكانة مميزة في مجال الرواية بثراء مذهل وتنوع وإبداع في أعمال الكتابة، وفي أعمالهن تناولن موضوعات مختلفة، فالكاتبة تنغمس أحيانا في تصوير نفسها وأحيانًا تكون تعبيراتها من أجل الفردية وأحيانا تصور القضايا التي تتعلق بالرجل والمجتمع أيضا.
وبين هؤلاء الأديبات، الأديبة أمينة السعيد التي هي تشتهر بكونها رائدة الحركة النسائية مع هدى شعراوي في مصر في أوائل القرن العشرين، وكانت أمينة من تلاميذ هدى شعراوي وأثبتت ذلك بخلع الحجاب وكذلك النهوض بقضية الرياضة النسائية من خلال الجرأة على لعب التنس في حرم الجامعة. فإنها نجحت في تأليف الروايات والسيرة الذاتية وأدب الرحلات.
وتعد "السعيد" رائدة في مجال الأدب ومن أعمالها "أوراق الخريف" وهي مجموعة قصص قصيرة التي تم نشرها في القاهرة في عام 1943م ورواية "الجامحة" نشرت في القاهرة في عام 1950م ورواية "وجوه في الظلام" التي نشرت في القاهرة في عام 1963م ومجموعة القصص القصيرة "الهدف الكبير" تم نشرها في القاهرة في عام 1985م. والآن نناقش روايتها "الجامحة" والتي هي أول رواية نسوية عربية وفيها اختارت أن تنظر إلى مجتمعها.
رواية “الجامحة” التي كتبتها أمينة السعيد هي روايتها الأولى التي تعتبر أيضًا أول رواية نسوية. ركزت هذه الرواية على النمو العاطفي وتحقيق الذات لأميرة الفنانة. ولهذه الرواية عنصر جديد آخر وذلك أن القصة كاملة تُروى من وجهة نظر شخصية أنثوية تعبر عن هويتها وتعيها.
هذه الرواية تصور بطلة اسمها أميرة. هي امرأة فقدت والدتها عندما ولدت فقام والدها بتربيتها ورعايتها. وهو يريد أن تكون قوية وأن تسترشد بالعقل وحده ولا تدع "العاطفة الضعيفة" تلعب أي دور في حياتها. عندما كانت لا تزال صغيرة، يشرح والدها فلسفته بالكلمات: "العالم لا يعترف بالضعيف، والبقاء فيه هو للقوي. إذا كنت لا تستطيعين أن تكوني قوية ، فعلى الأقل تظاهري بأنك قوية. لا تقبلي إهانة من أحد حتى ولو كان هو أقرب شخص لك. إذا ضربتك فتاة، ردّي عليها؛ وإذا لعنتك، العنيها مائة ضعف ما كنت تعانين من هذا فسوف تُرضين كبريائك"
أمينة السعيد
Trending Plus