مبادرات الخير فى شهر رمضان.. توفير آلاف الوجبات يوميا للأسر بقرى ومدن شمال سيناء.. امتدت لتصل لمرافقى المصابين الفلسطينيين بالمستشفيات.. ومعايير صارمة لمراقبة الجودة.. ويشارك فيها متطوعون من كل الأعمار

شهدت محافظة شمال سيناء، تدفقًا مستمرًا لمبادرات الخير خلال شهر رمضان المبارك، حيث تتضافر جهود مئات المتطوعين من مختلف الفئات العمرية لإعداد وتوزيع آلاف وجبات الإفطار يوميًا، هذه المبادرات لم تقتصر على دعم الأسر المحتاجة فحسب، بل امتدت لتشمل مرافقي المرضى الفلسطينيين في المستشفيات والعالقين ممن لم يتمكنوا من العودة إلى غزة، ما يعكس الروح الإنسانية العميقة للمجتمع السيناوي.

داخل أحد المطابخ الخيرية في مدينة العريش، يجتمع عشرات الشباب بروح الفريق الواحد، في إطار مشروع تابع لإحدى المؤسسات الخيرية، يهدف إلى إعداد وتوزيع ألف وجبة يوميًا.

وأكد رضا بكير، المشرف على المشروع، أن العمل يمتد ليشمل محافظات أخرى من خلال شبكة من المطابخ الخيرية المنتشرة في عدة مناطق، مضيفا أن وجبات الإفطار يتم إعدادها وفق معايير غذائية متكاملة، تضم الأرز، البروتين، المياه، والحلويات، لضمان توفير تغذية متوازنة للصائمين، كما أشار إلى أن الالتزام بمعايير النظافة والسلامة يظل من أولويات الفريق، حيث لم يتم تلقي أي شكاوى بخصوص جودة الطعام، والعمل يتم بسلاسة، مؤكدًا أن الهدف ليس فقط توفير الطعام، بل تعزيز روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.

وفي مشهد ملهم، يجتمع أكثر من 80 متطوعًا من المكفوفين وأفراد المجتمع المحلي ضمن مبادرة "الجسد الواحد"، لإعداد وجبات ساخنة لمرافقي المرضى الفلسطينيين في مستشفى العريش العام، وصف أحمد علي، المشرف على المبادرة وأحد فاقدي البصر، التجربة بأنها "نور يضيء درب العطاء"، مؤكدًا أن الفريق يعمل في منازل المتطوعين حيث تتحول جدرانها إلى مساحات حب وتضامن.

وأكد أحد المرافقين القادمين من غزة، أن هذه المبادرة تشعرهم بالانتماء لعائلة كبيرة تحتضنهم، مشيدًا بالجهود الإنسانية التي تعكس أصالة الشعب المصري.

وأضافت نجاح سليمان، إحدى المتطوعات، أن هذه المبادرة ليست مجرد تقديم وجبة، بل رسالة تضامن تعبر عن الحب والمساندة، وتسعى المبادرة إلى توسيع نطاق عملها ليشمل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمرافقي المرضى، خاصة الأطفال وكبار السن الذين يعانون من صعوبات نفسية جراء الظروف الصعبة التي يواجهونها.

وفي قرية 30 يونيو بمركز بئر العبد، يستمر "مطبخ الخير" في تقديم وجبات الإفطار للأسر المحتاجة والمناطق الصحراوية المحيطة، هذه المبادرة التي تشرف عليها إحدى الجمعيات الخيرية، تعتمد على جهود أكثر من 100 متطوع، يعملون كفريق واحد لضمان توزيع 200 وجبة يوميًا على التجمعات البدوية.

وأكد أحمد مقبل، مسؤول الفريق، أن "مطبخ الخير" لا يقتصر على تقديم الطعام فقط، بل يعزز الروابط الاجتماعية، حيث يجتمع المتطوعون يوميًا على مائدة الإفطار بعد إتمام التوزيع، مما يجسد قيم التعاون والتراحم التي يتميز بها المجتمع السيناوي.

وأشار إلى أن المبادرة تسعى إلى توسيع نشاطها خلال الأشهر القادمة لتشمل توزيع سلال غذائية للأسر الأكثر احتياجًا، بالإضافة إلى تقديم دعم صحي من خلال تنظيم قوافل طبية للكشف على المرضى في المناطق النائية.

وفي مدينة العريش، انطلقت مبادرة أخرى تحت مظلة جمعية خيرية تستهدف توصيل 200 وجبة يوميًا إلى القرى الصحراوية البعيدة، حيث يعمل المتطوعون على إعداد الوجبات وفق معايير صحية تضمن تقديم طعام متكامل.

وأوضح الشيخ موسى رويشد، المسؤول عن المبادرة، أن الهدف منها تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الأسر المحتاجة، مضيفا أن المبادرة تعتمد على تبرعات أهل الخير، ويتم إيصال الوجبات إلى الأسر التي تعاني من صعوبة الوصول إلى الأسواق أو توافر الغذاء.

وبرعاية المجلس القومي للمرأة، ومؤسسة حياة كريمة، يواصل "مطبخ المصرية" تقديم 230 وجبة يوميًا للأسر الأكثر احتياجًا، مع التركيز على تمكين السيدات من دخول سوق العمل في مجال الطهي.

وأكدت إحسان الغالي، مقررة المجلس في شمال سيناء، أن هذه المبادرة ليست مجرد عمل خيري، بل مشروع تنموي مستدام يوفر فرص عمل للنساء، مضيفة أن المبادرة تسهم في تحسين الظروف الاقتصادية للأسر من خلال تمكين المرأة، حيث تحصل المتدربات على دورات في فنون الطهي وإدارة المشاريع الصغيرة، مما يعزز قدرتهن على تحقيق الاستقلال المالي.

لم تتوقف الجهود عند دعم الأسر المصرية المحتاجة، بل امتدت إلى المصابين الفلسطينيين ومرافقيهم العالقين في العريش، وحرصت المطابخ الخيرية بالعريش القائمة تحت مظلة التحالف الوطني على توفير وجبات الإفطار والسحور لهم، بالإضافة إلى دعم فرق الإسعاف والفرق الطبية التي تبذل جهودًا كبيرة في رعاية الجرحى القادمين من غزة.

وأشارت صابرين رمضان المشرف على هذه المطابخ، إلى أن العمل  يوميا يتم في هذه المطابخ لتوفير كافة الوجبات من افطار وسحور لتصل للاشقاء في موعد مناسب.

تعكس هذه المبادرات الإنسانية روح التكافل العميقة التي يتميز بها المجتمع السيناوي، حيث تتضافر الجهود بين الأفراد والجمعيات لتوفير الطعام والدعم للفئات الأكثر احتياجًا، ومع استمرار هذه الجهود خلال شهر رمضان، تتجلى أسمى معاني العطاء والإيثار، في مشاهد تؤكد أن الخير لا حدود له، بل هو نهر متدفق يروي العطشى و يضيء دروب المحتاجين.

اعداد الوجبات

الشباب يعملون بلا كلل

توصيل الوجبات لمناطق صحراوية

توفير وجبات لمرافقي مرضي فلسطيين

جانب من اعمال الخير

خلال تجهيز الوجبات

خلال يوميات العمل

فريق المتطوعين بقرية ٣٠ يونيو

نقل الوجبات للمستحقين