‌الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر بسبب "السل".. تفشى أكثر الأمراض المعدية فتكا بعد توقف المساعدات.. يصيب 10 ملايين بالعالم سنويا.. يتسبب في وفاة 3425 يوميا.. المرض قابل للشفاء.. وجهود المكافحة أنقذت 79 مليونا

تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمى للسل يوم 24 مارس من كل عام، وحقق العالم إنجازا كبيرا في مجال مكافحة السل، من خلال توفير طرق التشخيص الحديثة، والعلاج الآمن حتى للحالات المقاومة للأدوية، ويعتبر السل اكثر الامراض المعدية فتكا، لأنها يمكن ان تنقل عدوى السل من الشخص المصاب بسهولة من خلال الرزاز بالكحة.

الدرن

أعراض مرض السل 

السعال المستمر، ألم الصدر، الضعف أو التعب،  فقدان الوزن، الحمى، التعرق الليلي، وفي كثير من الأحيان، تظل هذه الأعراض خفيفة لعدة أشهر، مما يؤدي إلى تأخير طلب الرعاية وزيادة خطر انتشار العدوى إلى الآخرين.

في حالة الاشتباه في الإصابة بمرض السل الرئوي، يطلب من المرضى تقديم عينة من البلغم لفحصها بحثًا عن بكتيريا السل، أما بالنسبة لمرض السل غير الرئوي، فيمكن فحص عينات من سوائل الجسم والأنسجة المصابة، توصي منظمة الصحة العالمية بإجراء اختبارات التشخيص الجزيئي السريع كاختبارات أولية للأشخاص الذين تظهر عليهم علامات وأعراض السل.

عند الإصابة بعدوى السل، يُصاب الشخص ببكتيريا السل غير النشطة في الجسم، يمكن أن تتطور هذه العدوى إلى مرض السل إذا ضعف جهاز المناعة، لا تظهر على المصابين بعدوى السل أي علامات أو أعراض، لتحديد الإصابة بالسل، يقوم مقدمو الرعاية الصحية بفحص المرضى المعرضين للخطر لاستبعاد السل النشط، وقد يستخدمون فحصًا جلديًا أو دمًا للكشف عن الإصابة بالسل.

من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية، السل قابل للشفاء، يُعالَج بجرعة قياسية لمدة 6 أشهر من 4 مضادات حيوية، تشمل الأدوية الشائعة ريفامبيسين وإيزونيازيد، في بعض الحالات، لا تستجيب بكتيريا السل للأدوية القياسية، ما يُؤدي إلى إصابة المريض بالسل المقاوم للأدوية، علاج السل المقاوم للأدوية أطول وأكثر تعقيدًا.

في حالة الإصابة بالسل (حيث يكون المريض مصابًا ببكتيريا السل ولكنه غير مريض)، يمكن إعطاء علاج وقائي للسل لوقف ظهور المرض، يستخدم هذا العلاج نفس الأدوية لفترة أقصر، وقد أدت خيارات العلاج الحديثة إلى تقصير مدة العلاج إلى شهر أو 3 أشهر فقط، مقارنةً بـ 6 أشهر في الماضي.

وشعار حملة هذا العام هو "نعم، نستطيع القضاء على السل - الالتزام، الاستثمار، التنفيذ"، وتُحيي منظمة الصحة العالمية هذه المناسبة بدعوات متجددة للعمل من أجل القضاء على السل.

وأضافت المنظمة، إنه لا يزال السل يشكل مصدر قلق كبير للصحة العامة في إقليم شرق المتوسط،  ووفقًا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، تُمثل بلدان الإقليم الـ 22 و أقاليمها 8.7% من حالات السل العالمية، وفي عام 2023، قُدِّر عدد حالات السل الجديدة بنحو 936,000 حالة، وحوالي 86,000 حالة وفاة.

وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "يُصاب شخصٌ بالسل كل 34 ثانية، وتُفقد حياةٌ أخرى كل 6 دقائق، مضيفة إن هذا أمر غير مقبول، هذه الوفيات يمكن تجنّبها، فالسل مرضٌ قابلٌ للشفاء".

وأضافت أنه في منطقتنا، تتمتع برامج العلاج بمعدل نجاح يزيد عن 90%، لكن 3 من كل 10 حالات لا تُكتشف ولا تُعالج، أحث الدول الأعضاء على اتخاذ إجراءات حاسمة.

وأوضحت، إنه على الرغم من التقدم المحرز في خفض معدلات الإصابة بالسل ومعدلات الوفيات، تواجه المنطقة تحديات كبيرة في السيطرة على المرض،  وتشمل هذه التحديات انخفاض معدلات اكتشاف الحالات، لا سيما بين الفئات السكانية الضعيفة كاللاجئين والمهاجرين، وارتفاع معدلات التخلف عن العلاج، مما قد يؤدي إلى ظهور سلالات مقاومة للأدوية من السل، ومحدودية الوصول إلى خدمات مكافحة السل، لاسيما في المناطق الريفية والمناطق التي يصعب الوصول إليها.

وتعمل منظمة الصحة العالمية بشكل وثيق مع البلدان في المنطقة لتعزيز برامج مكافحة السل، وتحسين فرص الحصول على خدمات مكافحة السل، وتوسيع نطاق الكشف عن السل وعلاجه، وتعزيز الوقاية من السل ومكافحته.

وأشارت الدكتورة حنان بلخى، إلى إنه يمكن تجنب الوفيات الناتجة عن السل، لأنه مرض قابل للشفاء، مضيفة، إن برامج العلاج حققت في إقليمنا معدل نجاح يزيد على 90%، ولكن لا تزال 3 من كل 10 حالات دون اكتشاف أو علاج، وأقل من نصف المرضى الجدد يستخدمون الاختبارات الجزيئية السريعة التي يمكن أن تكشف عن مقاومة المضادات الحيوية، ولا يزال العلاج الوقائي نادرًا، وكل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم سريان المرض ويعرقل مكافحته‎.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، إن 79 مليون شخص أُنقذت أرواحهم منذ عام 2000 بفضل الجهود العالمية للقضاء على السل، مضيفة، إن 10.8 مليون شخص أصيبوا بالسل في عام 2023، كما إن 1.25 مليون شخص لقوا حتفهم بسبب السل في عام 2023.

اليوم العالمى للسل

يهدف اليوم العالمي لمكافحة السل، الذي يحتفل به سنويا في 24 مارس، إلى تسليط الضوء على الحاجة الملحّة للقضاء على السل - وهو أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، ولا يزال السل يدمر حياة الملايين على مستوى العالم، ويسفر عن عواقب صحية واجتماعية واقتصادية وخيمة، ويشكّل موضوع هذا العام: نعم نستطيع القضاء على السل: بالالتزام والاستثمار والتنفيذ، دعوةً جريئة للأمل والإلحاح والمسائلة.

قالت منظمة الصحة العالمية، إنه لا يزال السل أحد أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم، و في كل يوم يفقد ما يقرب من 3425 شخصا حياتهم بسبب السل، ويصاب ما يقرب من 30,000 ألف شخص بهذا المرض الذي يمكن الوقاية والشفاء منه.

وأضافت المنظمة، أن الجهود العالمية لمكافحة السل أنقذت حياة ما يقدر بنحو 79 مليون شخص منذ عام 2000، وتحقق تعافٍ كبير في توسيع نطاق خدمات تشخيص السل وعلاجه في جميع أنحاء العالم في عام 2022، ويُظهر ذلك اتجاها مشجعا بدأ في عكس الآثار الضارة للاضطرابات التي سببتها جائحة كوفيد-19 في خدمات مكافحة السل.

سلطت المنظمة الضوء في تقريرها العالمي الأخير عن السل، على حصول أكثر من 8.2 مليون شخص مصاب بالسل على التشخيص والعلاج في عام 2023، أي أعلى من مستوى 7.5 مليون شخص في عام 2022، وأعلى بكثير من مستوى 5.8 مليون في عام 2020 و6.4 مليون في عام 2021، ولا تزال هناك فجوة عالمية كبيرة بين العدد التقديري للأشخاص الذين أصيبوا بالسل وعدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثا.

واتفق الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة على غايات جديدة للقضاء على السل، وأطلقنا مجلس تسريع إتاحة لقاحات السل، لتسهيل تطوير لقاحات السل الجديدة وترخيصها واستخدامها بشكل عادل، و مع ذلك، لم يكن التقدم كافياً لتحقيق الغايات العالمية المتعلقة بالسل التي حددت في عام 2018، حيث كانت الاضطرابات الناجمة عن الجائحة والنزاعات المستمرة من العوامل الرئيسية المساهمة في ذلك.

وأضافت منظمة الصحة العالمية، إن مرض السل يسبب بكتيريا (المتفطرة السلية)، وغالبًا ما يصيب الرئتين، و ينتشر السل عبر الهواء عندما يسعل المصابون به أو يعطسون أو يبصقون، ويحتاج الشخص إلى استنشاق عدد قليل من الجراثيم ليصاب بالعدوى.

وأوضحت المنظمة، إنه يصاب 10 ملايين شخص سنويًا بمرض السل، ورغم أنه مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه، إلا أن 1.5 مليون شخص يموتون سنويًا بسببه، مما يجعله أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم، يعد السل السبب الرئيسي للوفاة بين الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، كما أنه يساهم بشكل كبير في مقاومة مضادات الميكروبات.

وأوضحت، يعيش معظم المصابين بالسل في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، إلا أن السل منتشر في جميع أنحاء العالم، ويوجد حوالي نصف المصابين بالسل في 8 دول: بنجلاديش، والصين، والهند، وإندونيسيا، ونيجيريا، وباكستان، والفلبين، وجنوب أفريقيا.
يُقدَّر أن حوالي ربع سكان العالم قد أُصيبوا ببكتيريا السل، لكن معظمهم لن يصابوا بمرض السل، وسيشفى بعضهم من العدوى، أما المصابون بالمرض ولكنهم لم يُصابوا به بعد فلا يمكنهم نقله.
يتعرض المصابون ببكتيريا السل لخطر الإصابة بمرض السل طوال حياتهم بنسبة تتراوح بين 5% و10%، أما الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية" الإيدز" أو سوء التغذية أو داء السكري، أو متعاطي التبغ، فهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

من جانبه أضاف الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، إنه لا يمكن هزيمة السل بدون التمويل المناسب، نحن بحاجة إلى نهج جريء ومتنوع لتمويل الابتكار، ولسد الفجوات في الوصول إلى الوقاية من السل وعلاجه ورعاية المصابين به، فضلا عن النهوض بالبحث والابتكار، مضيفا، إن تحويل الالتزامات إلى أفعال يعني توسيع نطاق التدخلات التي أثبتت جدواها والتي توصي بها المنظمة، أي: الكشف المبكر عن السل وتشخيصه وعلاجه الوقائي والرعاية العالية الجودة، ولاسيما بالنسبة للسل المقاوم للأدوية، ويعتمد النجاح على القيادة المجتمعية وعمل المجتمع المدني والتعاون بين القطاعات.