أحمد مراد: الكاتب الحقيقى يكتب من منطلق شغفه وليس من أجل استحسان الآخرين

قال الروائى أحمد مراد إن أبرز التحديات التى واجهتنى أثناء كتابة هذه رواية "أبو الهول" التى وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، كانت تتمثل في محاولة السرد من منظور شخص يعاني الفصام البارانويدي، وهي حالة عقلية مضطربة تتناقض تمامًا مع المنطق التقليدي، كان عليّ أن أتقمص تلك الحالة بشكلٍ يجعل القارئ يصدق ويتوحد تمامًا مع شخصية الراوي، ويقتنع بأنه يقرأ مذكرات حقيقية، رغم تشكيكه المستمر في صحتها، كما أن إيجاد لغة سردية تجمع بين التشويق والواقعية وتُشعر القارئ بأنه يقرأ مذكرات شخصية فعلاً كان تحديًا كبيرًا، بالإضافة إلى ضرورة دراسة تفاصيل القرن التاسع عشر بعناية، وفهم القوانين الاجتماعية والبيئية لتلك الحقبة الزمنية، بهدف خلق عالم روائي مقنع ومتجانس ومتماسك أمام القارئ.

وحول ما إذا كانت الجوائز الأدبية تؤثر على توجه الكاتب أم تظل الكتابة خاضعة لرؤيته الخاصة فقط، أوضح الروائي أحمد مراد، خلال حواره مع "اليوم السابع"، من وجهة نظري، تظل الكتابة دائمًا خاضعة لرؤية الكاتب الخاصة، وليست الجوائز  إلا تقديرًا خارجيًا قد يأتي أو لا يأتي، لكنه لا يمكن أن يكون المحرك الأول لما يكتبه الأديب، فالكاتب الحقيقي يكتب من منطلق شغفه الخاص ورغبته الصادقة في التعبير، لا من أجل الحصول على جائزة أو استحسان الآخرين، وأستحضر هنا قول الأديب الأرجنتيني العظيم خورخي لويس بورخيس:  "ليست الكتابة سوى حلمٍ موجّه" فهذا الحلم الشخصي هو جوهر الكتابة، وهو ما يجعلها حقيقية وصادقة وقادرة على لمس وجدان القارئ، بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية أو حسابات الفوز أو الخسارة.

وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت القائمة القصيرة لفرع "الآداب" والتي تضمنت ثلاثة أعمال؛ هي "أبو الهول" لأحمد مراد من مصر، الصادر عن دار الشروق عام 2023، و"ثلاثية أسفار مدينة الطين" لسعود السنعوسي من الكويت، الصادر عن دار كلمات للنشر والتوزيع - مولاف عام 2023، و"هند أو أجمل امرأة في العالم" لهدى بركات من لبنان/فرنسا، الصادر عن الآداب عام 2024.

ورواية "أبو الهول"، هى "اليوميات الممنوعة من النشر" للمصور الفوتوغرافي والخبير الجنائي "سليمان أفندي السيوفي"؛ والذي دون فيها تفاصيل قضية جنائية غامضة، دارت أحداثها خلال فترة تفشي وباء الطاعون في القرن التاسع عشر بالقاهرة، بعد ظهور جثة عائمة في مياه النيل، تحمل الكثير من الأسرار.