أسطورة رياضية.. الأسد الكاميروني صامويل إيتو مهاجم ريال مدريد وبرشلونة

في عالم كرة القدم، هناك لاعبون لم يكونوا مجرد نجوم، بل تحولوا إلى أيقونات خالدة بفضل إنجازاتهم الاستثنائية ومسيرتهم المليئة باللحظات التاريخية. وصامويل إيتو، الملقب بـ"الأسد الكاميروني"، كان أحد هؤلاء الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الكرة العالمية، سواء مع الأندية التي لعب لها أو مع منتخب بلاده الكاميرون.

وُلد صامويل إيتو في 10 مارس 1981 في مدينة دوالا بالكاميرون، ومنذ صغره كان واضحًا أنه يملك موهبة فريدة ستأخذه إلى القمة. بدأ مشواره الاحترافي في أوروبا مع نادي ريال مدريد الإسباني عام 1997، لكنه لم يحصل على الفرصة الكافية، فانتقل إلى ريال مايوركا، حيث انفجرت موهبته وأصبح أحد أفضل المهاجمين في الدوري الإسباني، مما لفت أنظار كبار الأندية إليه.

في عام 2004، انضم إيتو إلى برشلونة، وهناك كتب فصولًا ذهبية في مسيرته. أصبح عنصرًا أساسيًا في هجوم الفريق إلى جانب رونالدينيو، ونجح في قيادة النادي إلى تحقيق دوري أبطال أوروبا عام 2006، حيث سجل هدفًا في النهائي أمام أرسنال. لكنه لم يكتفِ بذلك، بل كان جزءًا من الجيل الذهبي تحت قيادة بيب جوارديولا، وساهم بشكل كبير في تحقيق الثلاثية التاريخية عام 2009، مسجلًا هدفًا في نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد.

بعد ثلاثيته مع برشلونة، انتقل إيتو إلى إنتر ميلان في صفقة تبادلية مع زلاتان إبراهيموفيتش، وهناك واصل حصد الألقاب. تحت قيادة جوزيه مورينيو، كان أحد الأعمدة الأساسية في تحقيق ثلاثية تاريخية جديدة عام 2010، ليصبح اللاعب الوحيد في التاريخ الذي يحقق الثلاثية مرتين متتاليتين مع ناديين مختلفين.

على الصعيد الدولي، كان إيتو قائدًا للكاميرون وأحد أعظم لاعبيها على الإطلاق. قاد المنتخب للفوز بكأس الأمم الإفريقية مرتين (2000 و2002)، كما ساهم في تحقيق الميدالية الذهبية الأولمبية عام 2000. ويعد الهداف التاريخي لكأس الأمم الإفريقية برصيد 18 هدفًا، مما يجعله أحد أعظم اللاعبين في تاريخ القارة السمراء.

اعتزل إيتو اللعب في 2019 بعد مسيرة امتدت لأكثر من عقدين، لكنه لم يبتعد عن كرة القدم، حيث أصبح رئيسًا للاتحاد الكاميروني لكرة القدم، ساعيًا لتطوير اللعبة في بلاده. بفضل مهاراته الاستثنائية، وإنجازاته التي يصعب تكرارها، سيظل "الأسد الكاميروني" واحدًا من أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم العالمية.