غضب وصدمة بعد الكشف عن مناقشة خطط ضرب الحوثيين على مجموعة دردشة على تطبيق سيجنال.. وزير الدفاع ومستشار الأمن القومى فى قلب العاصفة.. الكونجرس يطالب بالتحقيق وإقالة المتورطين..مسئولون: انتهاك لقانون التجسس

حالة من الصدمة والغضب أثارها الكشف الذى فجره رئيس تحرير مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية بضمه، عن طريق الخطأ، إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيجنال من قبل فريق الأمن القومى بإدارة الرئيس دونالد ترامب، والذى تمت مناقشة خطط عسكرية أمريكية عليه قبل ضرب الحوثيين فى اليمن.
حيث أعرب العديد من أعضاء الكونجرس من الديمقراطيين والجمهوريين عن ضرورة التحقيق فى الواقعة ومحاسبة المسئولين عنها، بينما تركز الغضب على مستشار الأمن القومى مايك والتز، الذى أضاف صحفى ذي أتلانتيك إلى المجموعة، ووزير الدفاع بيت هيجسيث.
وقال موقع أكسيوس إن بعض الديمقراطيين يطالبون بإجراء تحقيق وربما تداعيات ضد مسئولي الأمن القومى المتورطين فى تلك السقطة.
وقال النائب كريس دبلوزيو، عضو لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس النواب لأكسيوس، إن هذا انتهاك صارخ للأمن القومى، وينبغى أن يستقيل بعض المسئولين. وأضاف النائب أن هناك حاجة لتحقيق كامل وجلسة حول الامر من قبل لجنة الخدمات المسلحة.
فيما قالت النائبة سارة جاكوبس، الديمقراطية وعضو اللجنة إنهم لا يمكن التعامل مع الأمر على أنه خطأ بسيط، وينبغى إقالة أشخاص على خلفية هذا الأمر.
وكان وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث ونائب الرئيس جيه دى فانس من بين 18 شخصا على مجموعة الدردشة على تطبيق سيجنال، والتي تم إضافة رئيس تحرير ذي أتلانتيك جيفرى جولدبيرج إليها عن طريق الخطأ دون أن يلحظ أحد وجوده بها، فى الوقت الذى ناقشوا فيه خطط ضرب الحوثيين قبل تنفيذها.
فيما قال النائب الجمهورى دون باكون، عضو لجنة الخدمات المسلحة والجنرال السابق بالقوات الجوية، إن إرسال رسالة للشخص الخطأ أمر يحدث لنا جميعا، إلا أن العمل غير الواعى هو إرسال هذه المعلومات عبر شبكات غير مؤمنة. ولم يكن ينبغى أن يتم إرسال هذا على أنظمة غير آمنة. وبالتأكيد تراقب الصين وروسيا هاتفه غير السرى.
كما دعا النائب الجمهوري ديريك فان أوردن إلى ضرورة وجود قدر من المحاسبة الإدارية فى حال ما إذا الاختراق خطأ. ولو كان متعمدا، ينبغي أن يكون هناك محاسبة قانونية. وأكد أن مثل هذه الإجراءات كانت غائبة خلال سنوات بايدن الأربع المهزلة فى الحكم.
من ناحية أخرى، أثارت الأزمة نقاشا صاخبا داخل البيت الأبيض حول احتمال إقالة مستشار الأمن القومى مايك والتز، بحسب ما ذكرت مجلة بولتيكو.
وأوضحت الصحيفة أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد، وحذر مسئولو البيت الأبيض من أن ترامب سيتخذ القرار فى النهاية خلال اليومين القادمين وهو يشاهد تغطية هذا الأمر المحرج.
ونقلت بولتيكو عن مسئول رفيع بالإدارة الأمريكية قوله إنهم مشاركون فى العديد من الرسائل مع عاملين آخرين بالإدارة حول ما ينبغي فعله مع والتز، بعد تقرير ذي أتلانتيك الفاضح الذى كشف عن إدراك رئيس تحرير المجلة جيفرى جولدبرج عن طريق الخطأ فى مجموعة دردشة خاصة تضم كبار مسئولي الإدارة لمناقشة ضربة عسكرية على الحوثيين فى اليمن.
وقال المسئول الذى رفض الكشف عن هويته، إن نصف هؤلاء المشاركين فى النقاش يقولون إن والتز لن ينجو أبدا، ولا ينبغي أن ينجو، وطرح مساعدان رفيعا المستوى بالبيت الأبيض فكرة ضرورة استقالة والتز لمنع وضع الرئيس فى موقف سئ.
وأعرب العديد من مسئولي وزارة الدفاع الأمريكي عن صدمتهم من أن وزير الدفاع بيت هيجسيث قد وضع خطط الحرب الأمريكية على مجموعة دردشة "تجارية". وقالوا إن إجراء هذا النوع من المحادثات على مجموعة دردشة على تطبيق سيجنال للرسائل المشفرة فى حد ذاته يمكن أن يكون انتهاكا لقانون التجسس، وهو القانون الذى يحكم التعامل مع المعلومات الحساسة.
وقال المسئولون إن الكشف عن خطط الحرب العملياتية قبل الضربات المقررة يمكن أيضا أن تضع القوات الأمريكية فى طريق الأذى بشكل مباشر. ووصف مسئولون سابقون بالإف بى أي ممن عملوا على حالات تسريب، إن هذا خرق مدير للأمن القومى. ورفض المسئولون الكشف عن هوياتهم لمناقشة مسألة حساسة تتعلق بالأمن القومى.
كما قال مسئولون سابقون بالأمن القومى إنه لو تم استخدام الهواتف الشخصية فى مجموعة الدردشة، فإن هذا السلوك سيكون أكثر فظاعة بسبب ما قالت الصحيفة أنه جهود قرصنة صينية مستمرة.
وقال السيناتور تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ إن هذا واحد من أكثر التسريبات العسكرية المذهلة التي يقرأ عنها منذ وقت طويل للغاية. ولو تبين صحتها، فإن تمثل الفشل الأسوأ فى الأمن العملياتى التي يشهدها فى حياته.
وفى أول تعليق له على الأمر، هاجم هيجسيث رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك، وقال عنه "ما يسمى بالصحفى". ونفى وزير الدفاع أن يكون قد كتب رسائل عن خطط الحرب، وقال إن هذا كل ما يمكنه أن يقوله فى هذا الشأن.
من جانبه رد رئيس تحرير ذي أتلانتك ، جولدبيرج على تصريحات هيجسيث، وقال إن الأخير يمكنه أن يقول إنها لن تكن خطة حرب، لكنها كانت شهادة دقيقة بدقيقة لما كان على وشك أن يحدث بتنظيم من القيادة المركزية الأمريكية.
Trending Plus