اسطورة رياضية .. الحاج ضيوف الأسد السنغالي الذي قاد جيلًا تاريخيًا

في تاريخ كرة القدم الإفريقية، هناك لاعبون صنعوا المجد بأقدامهم، وتركوا بصمة لا تُنسى في ذاكرة الجماهير. والحاج ضيوف واحد من هؤلاء النجوم الذين خطفوا الأضواء، خاصة مع منتخب السنغال في كأس العالم 2002، حيث قاد فريقه لتحقيق إنجاز غير مسبوق، وكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة الإفريقية.

وُلد الحاجي ضيوف في 15 يناير 1981 في مدينة سانت لويس بالسنغال، وبدأ مسيرته الكروية في الدوري الفرنسي، حيث لعب لنادي سوشو ثم رين، قبل أن ينتقل إلى لانس، حيث تألق بشكل لافت، مما جعله محط أنظار كبار الأندية الأوروبية.

جاءت اللحظة التي صنعت أسطورة الحاج ضيوف عندما قاد منتخب السنغال في كأس العالم 2002، وقدم أداءً تاريخيًا جعل منه أحد أبرز نجوم البطولة. كان ضيوف العقل المدبر لهجوم السنغال، ولعب دورًا رئيسيًا في الفوز المفاجئ على فرنسا، حاملة اللقب، في المباراة الافتتاحية، بتمريرة حاسمة صنعت هدف الفوز لزميله بابا بوبا ديوب. واصل تألقه ليقود السنغال إلى ربع النهائي في إنجاز غير مسبوق، ليصبح ثاني منتخب إفريقي يصل إلى هذا الدور بعد الكاميرون عام 1990.

بفضل هذا الأداء المذهل، حصد الحاج ضيوف جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2002، وأصبح حديث العالم، مما دفع نادي ليفربول الإنجليزي للتعاقد معه في صفقة كبيرة، على أمل أن يصبح نجم الفريق الجديد.

انضم ضيوف إلى ليفربول عام 2002، لكنه لم ينجح في تقديم الأداء المتوقع، رغم بعض اللحظات المميزة. واجه صعوبات بسبب أسلوبه الحاد داخل وخارج الملعب، ورغم موهبته الكبيرة، إلا أن مسيرته في "الريدز" لم تدم طويلًا، لينتقل بعدها إلى بولتون واندررز، حيث استعاد جزءًا من مستواه، قبل أن يلعب لأندية مثل بلاكبيرن روفرز، سندرلاند، وليدز يونايتد.

ظل الحاج ضيوف جزءًا أساسيًا من منتخب السنغال لسنوات، وشارك في عدة بطولات لكأس الأمم الإفريقية، لكنه لم يكرر إنجاز 2002. رغم الجدل الذي أحاط بمسيرته، إلا أنه سيظل أحد أعظم لاعبي السنغال عبر التاريخ، خاصة بعدما أصبح أول سنغالي يفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا مرتين متتاليتين (2001 و2002).

الحاج ضيوف لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان شخصية مثيرة للجدل، سواء بتصريحاته الجريئة أو مواقفه المثيرة داخل الملعب. لكنه، رغم ذلك، سيبقى رمزًا للجيل الذهبي للسنغال، وأحد أبرز اللاعبين الذين رفعوا اسم الكرة الإفريقية في المحافل العالمية.