سقوط مدينة قرطبة الأندلسية.. على يد من؟

سقوط قرطبة
سقوط قرطبة
محمد عبد الرحمن

شهدت الأندلس في القرن السابع الهجري اضطرابات سياسية كبيرة، كان أبرزها انهيار حكم الموحدين وصعود قوى جديدة تحاول ملء الفراغ السياسي الذي تركوه، وفي خضم هذه الفوضى، برز محمد بن يوسف بن هود، أحد أحفاد بني هود حكام سرقسطة خلال عصر ملوك الطوائف، والذى قاد ثورة ضد حكم الموحدين في الأندلس، وتمكن من السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، لكنه لم ينجح في التصدي للمد المسيحي المتصاعد، ما أدى إلى سقوط قرطبة في يد القشتاليين عام 633 هـ / 1236 م.

 

صعوده إلى الحكم

بدأ محمد بن يوسف بن هود حركته السياسية عام 625 هـ عندما ثار في منطقة الصخيرات قرب مرسية، مستغلًا ضعف الموحدين وانقسامهم الداخلي بعد وفاة السلطان يوسف المستنصر، وسرعان ما وجد ابن هود نفسه في مواجهة مع أمراء الموحدين في الأندلس، فخاض معارك ضدهم وتمكن من دخول مرسية، حيث خلع حكم الموحدين وخطب باسم الخليفة العباسي المستنصر بالله في بغداد، في محاولة منه لكسب الشرعية.

بعد ذلك، واصل توسعاته، فاستولى على شاطبة وبلنسية بمساندة بني مردنيش، ثم بسط نفوذه على جيان وقرطبة وإشبيلية، معلنًا نفسه "أمير المسلمين"، لكن حكمه لم يكن مستقرًا، حيث واجه معارضة من بعض أمراء الأندلس، خاصة زيان بن مدافع الذي خاض ضده عدة معارك.

تحالفاته وصراعاته

لم تكن قوة محمد بن هود كافية لمواجهة المد القشتالي المتزايد بقيادة فرناندو الثالث، ملك قشتالة، الذي استغل انقسامات المسلمين في الأندلس ليحقق انتصارات متتالية، وفي محاولة منه للحفاظ على حكمه، اضطر ابن هود إلى إبرام اتفاقية مع فرناندو الثالث، تقضي بدفعه جزية يومية مقدارها ألف دينار، وهو ما اعتبره الكثيرون خضوعًا للعدو.

فى الوقت نفسه، كان عليه مواجهة منافسين من داخل الأندلس، أبرزهم محمد بن يوسف بن نصر (ابن الأحمر)، الذى بايعه أهل أرجونة ثم استولى على غرناطة لاحقًا، مما زاد من الضغوط على ابن هود، كما نشبت خلافات داخل معسكره أدت إلى خروج بعض القادة عن طاعته، مما أضعف موقفه العسكري والسياسي.

سقوط قرطبة

في عام 633 هـ / 1236 م، حاصر فرناندو الثالث مدينة قرطبة، واستغل ضعف المقاومة الإسلامية نتيجة الانقسامات بين قادتها، وعلى الرغم من أن محمد بن يوسف بن هود كان قادرًا على نجدتها، إلا أنه لم يتحرك لإنقاذ المدينة، مما أدى إلى سقوطها بعد حصار طويل، وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة لحكمه وللمسلمين في الأندلس عمومًا.

نهايته ومقتله

بعد تزايد الضغوط عليه، توجه محمد بن يوسف بن هود إلى وزيره أبو محمد بن عبد الله بن محمد الأموي الرميمي في المرية، حيث استقر لفترة قصيرة. لكن سرعان ما توترت علاقته بالوزير، ويُقال إن الرميمي قتله في الحمام عام 635 هـ، لينتهي بذلك حكمه وتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الأندلس تحت قيادة بني نصر، الذين أسسوا مملكة غرناطة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك أمام مهلة لنهاية شهر أغسطس لحسم مصير محمد السيد من العرض السويسرى

يانيك فيريرا للاعبي الزمالك: لا أحد يضمن مركزه في التشكيل الأساسي

تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة

أموريم يكشف طموحات مانشستر يونايتد هذا الموسم

سقوط مسيرة إسرائيلية على سطح مستشفى في بنت جبيل جنوب لبنان


محمد صلاح بعلم مصر في فيديو الإعلان عن عودة الدوري الإنجليزي

انكسار الموجة شديدة الحرارة غدا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 36 درجة

إعلان نتيجة الالتحاق برياض الأطفال فى القاهرة على هذا الرابط

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة


قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

تعليق مهين من متحدثة الخارجية الروسية ضد الرئيس الأوكرانى.. فيديو

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

رامى ربيعة وإبراهيم عادل ضمن أفضل 10 صفقات فى ميركاتو الإمارات

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية

شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى