دراسة جديدة تكشف عن طقوس منسية فى مقبرة الملك توت عنخ آمون

بعد أكثر من قرن من الزمان منذ أن اكتشف عالم الآثار هوارد كارتر قبر الملك توت عنخ آمون، تشير دراسة جديدة إلى أن مجموعة من الأشياء التي تم التغاضي عنها في موقع الدفن ربما لعبت دورا رئيسيا في طقوس مصرية قديمة منسية.
تم اكتشاف مقبرة الفرعون الصبي في عام 1922 في وادي الملوك في مصر، وسرعان ما أصبحت واحدة من أشهر الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، وخلف باب مغلق يحمل رموزًا قديمة، اكتشف كارتر وفريقه أكثر من 5000 قطعة، بما في ذلك التماثيل والمجوهرات والعربات وقناع توت عنخ آمون الجنائزي الذهبي الشهير.
ففي فبراير 1923، دخل الفريق حجرة الدفن، حيث عثروا على تابوت حجري يحتوي على بقايا مومياء الحاكم الشاب، الذى توفى عن عمر يناهز 18 أو 19 عاماً، ومن بين الكنوز الباذخة كانت هناك عدة أشياء بسيطة - صوانى طينية وعصى خشبية - والتي لم تحظ باهتمام كبير في ذلك الوقت، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت.
والآن، تشير أبحاث جديدة أجراها الدكتور نيكولاس براون من جامعة ييل إلى أن هذه الأشياء البسيطة ربما لعبت دورًا رئيسيًا في ممارسة احتفالية تُعرف باسم "إيقاظ أوزوريس"، وفي دراسته المنشورة في مجلة الآثار المصرية، يقترح براون أن الصواني الطينية المصنوعة من طين النيل كانت تستخدم في تقديم القرابين الطقسية التي تتضمن سكب الماء لتكريم أوزوريس، إله العالم السفلي في مصر القديمة.
يُعتقد أن الماء نقي وواهب للحياة، وربما كان يرمز إلى ولادة الملك المتوفى من جديد، وربما استخدمت العصي الخشبية، الموضوعة قرب رأس التابوت، لترمز إلى صحوة رمزية، تذكر بأساطير إحياء أوزوريس وعصيه خلفه.
وقال براون "أنا مقتنع تمامًا أن ما نراه داخل حجرة دفن توت عنخ آمون هو على الأرجح أقدم تكرار لهذه الطقوس التي يمكننا رؤيتها في السجل الأثري، مشيرًا إلى أن الاحتفال لا يرى إلا في الأعمال الفنية من الأسرة التاسعة عشرة، والتي جاءت بعد عهد توت عنخ آمون في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت.
تولى توت عنخ آمون العرش عندما كان طفلاً بعد حكم أخناتون، الفرعون الذي قلب الدين المصري رأساً على عقب من خلال التركيز على العبادة لإله الشمس أتون، يعتقد براون أن توت عنخ آمون ومستشاريه ربما عمدًا إلى إحياء معتقدات قديمة تدور حول أوزوريس، في إطار العودة إلى الممارسات التقليدية. إلا أن هذا الرأي لا يقنع جميع العلماء.
ويتفق جاكوبس فان ديك، عالم المصريات بجامعة جرونينجن، على أن صواني الطين في مقبرة توت عنخ آمون كانت لها استخدامات طقسية، لكنه يقدم تفسيرا مختلفا، ويربطهم بـ"تعويذة المشاعل الأربعة"، وهي طقوس يحيط فيها حاملو المشاعل بالتابوت، ويرشدون الروح عبر العالم السفلي قبل إطفاء ألسنة اللهب في الصواني.
رغم اختلاف الآراء، تُسلّط دراسة براون الضوء على أن حتى أبسط القطع في مقبرة توت عنخ آمون قد تحمل في طياتها قصصًا لم تُروَ بعد، بعد أكثر من مئة عام، لا يزال موقع دفن الملك الشاب يكشف أسرارًا عن الحياة والموت والمعتقدات في مصر القديمة.
Trending Plus