صندوق مكافحة الإدمان.. طوق النجاة للعودة إلى حياة أفضل

من جديد أعاود الحديث عن هذا الشبح الذى يهدد مستقبل بلادنا المتمثل فى شبابنا، ففى غفلة من الزمن وأحداث تلاحقها أحداث أخرى من كل اتجاه، إذ بنا نُفاجأ بواقع مؤلم قد تسلل بخبث ليستشرى فى قلب المجتمع المصرى ذى العادات والتقاليد والقيم الأصيلة التى لم يقو على تبديلها يوماً الاستعمار ولا العولمة والانفتاح والإنترنت الذى جعل من العالم كله قرية صغيرة، تؤثر وتتأثر ببعضها البعض بشكل مباشر وسريع.
ولكن ..
يبدو أن الغفلة قد طالت حتى أفقنا على مأساة ليس كمثلها مأساة وهى محاولة ضرب عصب المجتمع ومستقبله المتمثل فى شبابنا فى مقتل!
فقد تم إدخال عشرات الأنواع من المخدرات المصنعة كيميائيا، المتعددة الأسماء، والتى تم تتويجها بأنواع خطيرة تحت مسمى (الاستروكس، الشابو، الشادو، الكرستال، الايس، الكيتامين) وغيرها من مستجدات الإدمان الحديثة.
لتكتمل حلقات الدمار وتغييب عقول الشباب وتدميرها، فيتحول عدد كبير منه إلى مجرد مسخ لا حول له ولا قوة ولا فائدة منه ولا رجاء!
كما تحولت إلى موضة يتباهى بعض الشباب باقتنائها وتناولها، وخاصة فى الأوساط الراقية، نظراً لارتفاع سعرها، أى أنها أصبحت كيف الأثرياء من الشباب، لكن هناك أيضاً العشرات من الأنواع الرخيصة لتناسب قطاعات وطبقات مختلفة، حتى تتم تغطية المجتمع كله بمختلف طبقاته الاجتماعية بجميع أنواع المخدرات لنجد الأجهزة المعنية ومؤسسات الدولة تتصدى لمثل هذه المحاولات الخبيثة.
ولكن..
وجب علينا الإشادة بالدور الكبير الذى يقوم به صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى وقيادة الرائع المتميز الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق.
فقد بذل الصندوق مجهودات كبيرة وجاب أنحاء مصر من مشارقها لمغاربها لرفع وعى الشباب بخطورة التعاطى وعلاج المرضى من الإدمان، وباتت تجربته الرائدة مصدر إلهام ومنهج لكثيرين، وهو ما شهدته على أرض الواقع من دعوات الصديق العزيز الكاتب الصحفى مدحت وهبة مدير تحرير اليوم السابع والمستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى للصندوق للمشاركة فى فعاليات الصندوق، والذى أحدث نقلة نوعية فى الترويج الإعلامى لأنشطة الصندوق على مستوى الوطن العربى والعالمى، وآخرها المشاركة فى اجتماعات الدورة 68 للجنة الدولية للرقابة على المخدرات التى انعقدت بمقر الأمم المتحدة بفيينا فى الفترة من 10 حتى 14 مارس 2025، وتم اختيار جمهورية مصر العربية كأول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال حتى 18 عاما CHAMPS، وهو ما يعكس الدور المحورى لمصر فى هذا المجال، ويمثل استمرارًا وتأكيدًا لوفاء الدولة المصرية بتعهداتها الدولية ومسئولياتها الوطنية لمكافحة المخدرات والاتجار بها وذلك بعد النجاح الكبير الذى حققه الصندوق على مدار السنوات الماضية بدعم من القيادة السياسية.
حياتك الجديدة محتاجة عزيمة
ومؤخراً قد أطلق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى حملة جديدة تحت عنوان "لو هتفضل تبرر عمرك ما هاتقرر .. لأن حياتك الجديدة محتاجة عزيمة"، تستهدف تسليط الضوء على المراكز العلاجية التابعة للصندوق، حيث توفر كافة الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية من خلال الخط الساخن للصندوق 16023.
حيث إن الصندوق لديه العديد من المراكز العلاجية بالمحافظات المختلفة، تم إنشاؤها وفقا للمعايير الدولية وتتضمن المراكز أقسام متعددة "حجز داخلى للمرضى، وعيادات خارجية، وصالات ألعاب رياضية وملعب كرة قدم "خماسى" وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال ومجمع فنون وقاعات موسيقى وقاعات حاسب آلى ومسرح ومكتبة ومطاعم ومغسلة وورش تدريب مهنى لتدريب المتعافين على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج "العلاج بالعمل"، حتى أصبحت تجربة الصندوق من التجارب الرائدة على مستوى المنطقة، وبدأت العديد من الدول تطلب مساعدة الصندوق لإنشاء مراكز علاجية على غرار المراكز التابعة للصندوق.
وبعد 5 أيام من نشر الفيديو الخاص بالحملة الجديدة قد تلقى الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان رقم "16023" ما يقرب من 5 آلاف اتصالا من مرضى الإدمان طالبين العلاج، إذ يتم تحويل المرضى إلى المراكز التابعة للصندوق والقريبة من محل إقامتهم لتوفير كافة الخدمات العلاجية مجاناً، وفى سرية تامة، ووفقا للمعايير الدولية ليصبح الصندوق بمثابة طوق النجاة للعودة إلى حياة افضل للمرضى.
ووفقا للمتصلين بالخط الساخن لعلاج الإدمان بعد إطلاق حملة "حياتك الجديدة محتاجة عزيمة"، تبين أن أكثر المواد المخدرة انتشاراً بين المتصلين لتلقى العلاج هو مخدر الحشيش بنسبة 51%، يليه الترامادول والهيروين والمخدرات التخليقية مثل "الاستروكس والفودو والبودر والشابو"، وأن مصادر الاتصالات كانت من المريض نفسه بنسبة 37% يليه الأم والأب والأشقاء والزوجة والأصدقاء، مما يدل على تزايد الثقة فى المراكز العلاجية التابعة للصندوق من قبل المرضى وأسرهم خاصة بعد اطلاق الحملة.
ولاقت الحملة إشادة كبيرة من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أعرب الكثير عن سعادتهم بوجود مراكز تابعة لصندوق مكافحة الإدمان تضاهى المراكز العالمية وتوفر جميع خدمات العلاج والتأهيل لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة، كما وصف البعض مراكز العزيمة التابعة للصندوق بمثابة طوق نجاة لمرضى الإدمان بعد تجربتهم مع هذه المراكز وعلاج مرضاهم دون أى تكلفة مالية .
نهاية:
أرسل نداء عاجل إلى أولى الأمر:
لا تتركوا الأمور تتفاقم وأنتم منشغلون فى أمور أخرى لا تزيد أهمية على تلك التى ترونها هامشية وهى كارثة بكل المقاييس، كارثة ضرب عقول وأجساد نواة المستقبل وعصب المجتمع الذى إن مرض لن نرى إلا مستقبلا باهتا خاليا من التطلعات والآمال.
فلابد من وضع خطة عاجلة محكمة للسيطرة على هذه الموبقات ومحاصرتها وفرض العقوبات القصوى على مروجيها ومستهلكيها والتوعية المكثفة بمخاطرها الصحية وتحريمها دينيا بأساليب بسيطة مقنعة تستطيع الوصول والتأثير فى عقول الشباب من سن المراهقة وحتى نهاية العشرينيات، هذا بجانب دور البيت من الداخل الذى يتحمل المسئولية الأكبر فى المتابعة والمراقبة والتقويم.
لعلنا ننقذ أجيالاً من الشباب إن تهاوت سيتهاوى المجتمع بأسره.
Trending Plus