قهوة المحطة وفخ الغلابة

هيثم الحاج على
هيثم الحاج على
هيثم الحاج على

ربما تبدو الحبكة الأساسية فى مسلسل قهوة المحطة مألوفة، جريمة قتل فى مكان عام فى ظرف غامض ويقود التحقيق إلى تعدد الخطوط الدرامية بتعدد الشخصيات الموجودة، لنكتشف مع التقدم فى التحقيق علاقات إنسانية وجرائم أخرى متنوعة وشخصيات يكشف التحقيق عن خفايا حيواتها، وهى الطريقة التى تمت معالجتها من قبل فى أفلام مثل المذنبون والفرح وكباريه وغيرها، حيث تشابك الخطوط المتعددة هو ما يصنع ثراء العمل ورؤيته الأساسية.

لكن الأمر هذه المرة يبدو على درجة من الصعوبة والدقة فى الربط بين الخطوط المتعددة لصناعة مجموعة من الرسائل التى تتسرب داخل العمل بنعومة شديدة، ساعد فى بنائها السيناريو المكتوب بحرفية، والذى على الرغم من زحام الشخصيات فهو لا يضع أى حشو فى إطار عرض الأحداث، ساعده فى ذلك بناء كل شخصية الذى حدد أطرها المحركة لأحداث كل منها في تركيب شديد النعومة يهدف للكشف أولا وأخيرا.

وربما تبدو تلك اللحظة العادية التي تتحول إلى جحيم أو كارثة كما أشار (مؤمن) بطل العمل هي تلك اللحظة التي تتكشف فيها الخبايا لتسقط أقنعة الشخصيات واحدة تلو الأخرى، ونرى خلف العلاقات الإنسانية شبكة معقدة جدا من الحوافز تجعل من الحقيقة الغائبة بطلا لكل الأحداث فتنقلب الصور، التي لا يبدو فيها ثابتا سوى ذلك الشاب الصعيدي الآتي إلى القاهرة باحثا عن فرصة للدخول إلى عالم التمثيل، وهي الفرصة التي يفقدها قبل أن يبدأ، لكنه يبقى على أمل تكرارها، فيبدأ بشخصيته الشفافة النبيلة التي تقوم بفعل الصواب دون مراعاة لأي من حسابات المدينة الكبيرة، لينتهي الأمر بمقتله وسط زحام المقهى في لحظة ساد فيها الظلام، لتبدو رمزية اللحظة القاتلة للشباب الحقيقي وظلامها وزحامها وضغطها، قتلا ماديا وقتلا لأحلامهم ومستقبلهم عندما تغيب الرؤية.

لم يكن الأمر إذن مجرد مسلسل بوليسي لكنه صرخة جريئة أطلقها عبد الرحيم كمال كاتب السيناريو، ونقلها بحرفية إسلام خيري مخرج العمل، الذي استطاع تحريك كل عناصر العمل بدقة بداية من الممثلين الشباب الذين برزوا نجوما مبشرين، وباقي العناصر التي تضافرت ليكون العمل على هذا القدر من النعومة والشفافية والإنسانية على الرغم من بنائه على جريمة قتل.

لكن الأهم في هذه الصرخة أنها تكشف عن مكونات لحظة تاريخية يحتاج فيها هذا المجتمع إلى إعادة ترتيب أولوياته حتى يصبح للشباب الذين يمثلهم مؤمن دور حقيقي وطريق واضح يتعدى مجرد لقطات دعم الشباب إلى خلق مستقبل حقيقي لهم أو على الأقل عدم وضع العراقيل أمامهم، فتحية لكل صناع هذا المسلسل المتميز الذي خرج من عمق الأزمة وحاول التعبير عنها فصور مجتمعه صورة حقيقية انحازت إلى (الغلابة) لتكشف عن فخهم وفخنا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟


قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

دموع وتصفيق وأرقام قياسية فى ليلة عودة محمد صلاح التاريخية.. فيديو وصور

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

متى تنتهى انتخابات مجلس النواب 2025 بشكل نهائى؟.. اعرف آخر موعد

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى