"الأب" عمود البيت ووتده

محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي

في زحام الحياة، وفي ظل تسارع الأيام وتوالي الأيام، هناك شخص دائمًا ما يتوارى خلف الأضواء، رغم أنه هو النور الذي يضيء دروبنا، إنه الأب، الذي لطالما كان العمود الفقري لبيته، جسر الأمان الذي يمر عليه الجميع ليصلوا إلى أحلامهم، ومنارة الأمل التي تضيء في وجه العواصف، هو الذي حمل على عاتقه عبء العائلة دون أن يشتكي أو يصرخ، هو ووتد البيت الذي لا يتزعزع، وعندما يغيب، يترك فراغًا يستعصي على الزمن ملؤه.

الأب هو الشخص الذي كافح طوال سنوات عمره، وجهد ليكون الدرع الواقي لنا من قسوة الحياة، حينما كان الشارع قاسيًا، كان هو الحائط الذي يحمينا من برده، وحين كانت الحياة تجلب لنا الهموم، كان هو الساتر الذي يخفف عنا الألم، لقد نهشت الأيام في جسده، أرهقته أعباء الحياة، لكنه بقي صامدًا، لأنه كان يعرف جيدًا أن مسؤولياته لا تنتهي عند حدود توفير قوت اليوم، بل تمتد إلى رسم مستقبل مشرق لأولاده.

"لو كانوا أحياء"، كلمات نرددها بين الحين والأخر، كمن يندم على ما فات، لكن لو كان الأب ما زال بيننا، لكان أول من يطلب منا أن نتراحم، أول من يوجهنا إلى أن نكون جزءًا من سعادته، حتى في غيابه، فلو كان الأب حيًا، لو كانت يداه الممتدة تحمل لنا الجهد والتضحية، لكان طلبنا أن نرده الجميل في لحظاته الأخيرة وأن نؤثر فيه، حتى ولو كان لا يحتاج منا شيئًا، لأن الأب لا يطلب منك سوى شيء واحد: أن تبره، أن تعترف بتضحياته وأن تملأ حياته بالحب الذي طالما قدمه.

أما إذا كان قد رحل عنا، فلا يسعنا سوى أن ندعو له بالرحمة والمغفرة، أن نتراحم عليه كما كان يفعل هو معنا، أن نذكره في صلواتنا وأعمالنا، وأن نبره في دعواتنا وكلماتنا، قد تكون الجسور قد انهدمت بيننا وبينه، لكن أعماله لا تزال تضيء سماء حياتنا، وصوته لا يزال يرن في آذاننا، وأملنا فيه لا ينقض.

إن الأب هو الصخرة التي لا تتفتت، ولو كانت الحياة قد أخذت منه كل شيء، فإنه يبقى قويًا بما يكفي ليكون شاهدًا على صبره، ورمزًا لقوة الإرادة، ولذا، فإن بر الأب هو شيء يتجاوز مجرد الواجب، هو رسالة حب مستمرة، يجب أن نؤمن بها ونعيها في حياتنا اليومية.

قد يكون الأب قد مر بأوقات صعبة، مرّ بتضحيات لا تعد ولا تحصى، ولكنه لم يتراجع يومًا عن القيام بدوره في توفير حياة كريمة لأسرته، ولم يتوان عن إعلاء راية التضحية والعطاء. لذلك، دعونا نرد الجميل الآن، بينما هو فينا وبيننا، ولنكن مصدر فخر له كما كان هو مصدر فخر لنا.

ولا ننسى أن الأيام التي مضت أخذت من أجسادهم، وسنوات الحياة نهشت من صحتهم، لكنهم استمروا في العطاء بلا كلل، فلنكن في المقابل جديرين بكل لحظة من تلك التضحيات، ولنبرهم بالحب والاحترام الذي يستحقونه، فالأب، سواء كان حيًا أو ميتًا، يبقى هو السند، هو العمود الذي يستحق أن نقف له طويلاً، ونقدم له أسمى درجات الوفاء والتقدير.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل تكريم عبد الحميد بسيونى من الفيفا بسبب هاتريك تاريخى فى عيد ميلاده

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مشاهد صادمة لفيضانات إقليم آسفى بالمغرب وارتفاع القتلى إلى 21.. فيديو وصور

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

سيدة مُسنة تحاصرها مياه الفيضانات فى أسفى بالمغرب.. فيديو


العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

سندرلاند ضد نيوكاسل.. نقل لاعب المكبايس إلى المستشفى بعد إصابة قوية

بدء مؤتمر الهيئة الوطنية لإطلاع الرأي العام على أحداث أول أيام إعادة المرحلة الثانية بانتخابات النواب

محمد سيحا مطلوب لتدعيم حراسة مرمى المصرى فى يناير


عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى