بدلة أنيقة وفساتين خيامية (فطرنا وسحرنا يارب مع الأحزاب)

تابعت عن كثب فعاليات كثير من الأحزاب السياسية والنتائج المترتبة على تحركاتها طوال شهر رمضان.. وكانت تجربة الكثير منهم "صفر كبير" فى الشارع.. بل زادت لتصبح صفرين، فلم تقنع المواطن أنها معه فى قلب الحدث وهذا صفر.. والصفر الأكبر أن كل حزب فشل فى التحرك نحو الآخر فى ملف الانتخابات البرلمانية والذى هو على بعد خطوات وشيكة..
فكيف ستكون هناك لعبة دون أن يحدد فيها اللاعبون؟.. وكيف سيخوض اللاعبون المنافسة دون أن يكون هناك لوائح تنظم اللعبة؟. فلا أحد يعرف حتى الآن الوقت المحدد لظهور تعديلات القوانين المنظمة للانتخابات، بل زاد الشطحات للتفلسف السياسى من البعض وفق هواه ومصالحه، فقال حزب على مائدة إفطار إن الانتخابات ستكون بنظام القائمة المطلقة، فيما تحدث آخر على مائدة سحور عن القائمة النسبية، وذهب ثالث حضر كل تجمعات الإفطار والسحور ليقر جازما بتقسيم الدوائر الانتخابية، أما الأخير فكان رأيه أنه ليس هناك تعديلات من الأساس وستجرى الانتخابات بشكلها القديم.
وامتلأت صفحات السوشيال ميديا بصور حفلات الإفطار والسحور المتبادلة بين الأحزاب والشخصيات السياسية، فظهرت البدل الأنيقة والفساتين الزاهية التى تشبه الخيامية.. أما الناخب فلا مكان له على مائدة المتأنقين، إنها حقا ظاهرة تدعوه للامتعاض.
كنا نعانى فى السابق من ضعف المشاركة ودعت القيادة السياسية الأحزاب فى أكثر من مناسبة للانفتاح أكثر على الشارع والمواطن، فيما تعاملت الأحزاب والكيانات السياسية مع المواطن بمنطق اسم المسلسل الرمضانى (نص الشعب اسمه محمد).. فلا محمد مدعو لموائد هؤلاء.. ولا هؤلاء لديهم رغبة فى وجود محمد، واكتفوا بتبادل ولائم الشهر الكريم فيما بينهم.
Trending Plus