مع الصحابة فى رمضان (3).. معاوية كاتب الوحى المُفْترَى عليه

ما زلنا مع فضل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخطر سبهم أو الانتقاص منهم بحسب وصية الرسول عليه السلام (الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا بعدى فمن أحبهم فبحبى أحبهم ومن أبغصهم فببغضى أبغصهم ومن آذاهم فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه).
وسنقف اليوم على شخصية حاول الكثيرون بجهلٍ التعرض لها بسوء وهى شخصية معاوية ابن أبى سفيان كاتب وحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنكتفى بأن نورد أقولا موثقة فى فضل معاوية، لنترك للقارئ الحكم فقد أورد ابن كثير فى البداية والنهاية قول إبراهيم بن ميسرة (ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط إلا رجلا شتم معاوية فضربه أسواطا).
وقال عبد الله بن المبارك (معاوية عندنا محنة فمن رأيناه ينظر إليه شزرا اتهمناه على القوم.. يعنى الصحابة.
وسئل ابن المبارك عن معاوية فقال (ما أقول فى رجلٍ قال رسول الله سمع الله لمن حمد) فقال خلفه: ربنا ولك الحمد.
وسئل أيهما أفضل عمر أم معاوية فقال: لترابٌ فى منخرى معاوية مع رسول الله خيرٌ وأفضل من عمر بن عبد العزيز.
وسئل المعانى بن عمران الموصلى عن أيهما أفضل معاوية أم عمر بن عبد العزيز فغضب وقال للسائل: تجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين معاوية صاحب رسول الله وصهره وكاتبه وأمينه على وحى الله.
وسئل أحمد بن حنبل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضى؟ فقال إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء وما انتقص أحدٌ واحدا من الصحابة إلا وله داخلة سوء.
وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبى: معاوية سترُ لأصحاب محمد فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه.
وسئل الإمام أبو عبد الرحمن النسائى عن معاوية فقال: إنما الإسلام كدار لها باب فباب الإسلام الصحابة ومن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار فمن أراد معاوية فقد أراد الصحابة.
وقال ابن قدامه المقدسى فى كتابه لمعة الاعتقاد: ومعاوية خال المؤمنين وكاتب وحى الله وأحد خلفاء المسلمين رضى الله عنه.
وقال عنه الإمام الحافظ الذهبى فى كتابه سير أعلام النبلاء: معاوية أمير المؤمنين وملك الإسلام.
وقال الشيخ ابن أبى العز الحنفى فى كتابه شرح العقيدة الطحاوية: وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين ولمعاوية رضى الله عنه فى الكتب الستة مائة وثلاثون حديثا اتفق البخارى ومسلم على أربعة وانفرد البخارى بأربعة ومسلم بخمسة.
وقد جاء رجل إلى الإمام أبى زرعة فقال له: أنا أبغض معاوية فقال له: لم؟ قال لأنه قاتل عليا فقال أبو زرعة: إن رب معاوية ربٌ رحيم وخصم معاوية كريم فما دخلك أنت بينهما.
وإلى لقاء قريب إن شاء الله مع صحابى جليل آخر..
Trending Plus