صوت من ذهب.. الشيخ صالح يوسف ابن الصالحية القديمة بالشرقية مسن قارب على الـ 90 عاما.. يقرأ القرآن وكأنه شاب فى العشرينات.. ومثله الأعلى شيخه ومعلمه أسد القراء أحمد عامر.. أمنيته رحلة عمرة مع زوجته

الشيخ صالح

الشرقية- فتحية الديب

الإثنين، 03 مارس 2025 09:30 م

على خطى أسد القراء الراحل الشيخ أحمد عامر، يسير على نهجه ومدرسته في التلاوة باتقان شديد وطول النفس وجمال التنقل بين المقامات الصوتية، تلميذه الشيخ صالح يوسف ابن محافظة الشرقية، الذى أبهر الجميع من قوة حنجرته فى التلاوة وهو على مشارف الـ 90 عاما من العمر.

ولد الشيخ صالح يوسف محمود جبر بقرية الصالحية القديمة التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، ونشأ فى أسرة محبة للقرآن الكريم ووهبه والده حفظ القرآن الكريم، وأتم حفظه فى الثالثة عشر داخل كتاب القرية، وأصبح قارئ فى المأتم فى طفولته، وفى مرحلة الشباب درس على يد قدوته ومعلمه الشيخ أحمد عامر علوم التجويد والأحكام والوقوف والمدود، وأصبح يسير على نهجه فى تلاوة القرآن بإتقان شديد ويبهر كل من يسمع تلاوته آيات من الذكر الحكيم، ولا يزال يقرأ فى المأتم والمناسبات الدينية فى بلدته وأنحاء المحافظة.

وأرجع الشيخ صالح يوسف صاحب الـ 88 عاما إتقان حفظ القرآن الكريم فى طفولته إلى كتاب القرية، فهو يرى أن الكتاب هو الأصل لكل من أراد حفظ القرآن، وتعلم أصول القراءة والكتابة وأن الكتاتيب تخرج منها عمالقة التلاوة فى مصر، وأصبحوا سفراء للقرآن فى العالم العربى والإسلامى.

"الفضل لله أولا ثم لمعلمى وشيخى رحمه الله أسد القراء الشيخ أحمد عامر"، وأوضح الشيخ "يوسف"، أن الراحل أحمد عامر هو من وضعه على الطريق الصحيح فى تلاوة القرآن فى المآتم والحفلات والمناسبات الدينية، حيث تعلم على يديه أصول التجويد والأحكام، وكان الراحل لا يسمح لأحد بالتلاوة، إلا بعد اتقانها وتفهم معنى الآيات، فسار على نهجه وزهده فى الحياة.

ويحاكى الشيخ "صالح يوسف" كبار قراء القرآن الكريم فى الوطن العربى فى مقدمتهم شيخه وقدوته الشيخ أحمد عامر والشيخ سيد متولى والشيخ محمود على البنا، إلى جانب رحلته فى رسالته فى تلاوة وتعليم القرآن للنشئ داخل مكاتب التحفيظ، وكان للشيخ رحلة كفاح من نوع آخر مع زوجته الحاجة "حفيظة" صاحبة 84 عاما الحافظة لكتاب الله، فى تربية اأنائهم العشرة وتعليمهم بعضهم تعليم جامعى، وطوال رحلته لم يتقاضى الشيخ "صالح" ، إلا أجر رمزى نظير تلاوته فى المأتم والمناسبات ينفق منه على أسرته، فهو يقرأ حبا فى القرآن الكريم.

ويحرص الشيخ "صالح" على تحفيظ أحفاده القرآن الكريم، كما يواظب على تلاوة ورد يومي له من القرآن الكريم هو وزوجته التى تختم القرآن قراءة كاملة مرة كل أسبوع، وأمنيته الوحيدة أن ينهى حياته هو وزوجته برحلة عمرة لزيارة الأراضي المقدسة فى تلك الأيام المباركة.