30 يوم فى الشارع.. حكاية إفطار أهالى النوبة على مدار شهر رمضان.. لمة حلوة وأكلات مميزة وزينة وبالونات.. النوبيون يتنافسون على العزومات بالشهر الكريم.. "الكابد والإتر والأبريه" أشهى الموائد.. صور وفيديو

مع نهاية الشهر الكريم وحلول عيد الفطر المبارك، لم تخلو بلاد النوبة فى أسوان على مدار شهر رمضان من التجمع على مائدة واحدة والإفطار سوياً والتنافس على جمع أكبر عدد من الناس فى مكان واحد مميز، يطل على النيل مباشرة.
"اليوم السابع" عايش أبناء النوبة الإفطار الجماعى ويحرصون عليه على مدار 30 يوما هى مدة الشهر الكريم المنقضى، من أول يوم حتى نهايته، وما يحويه هذا الإفطار من أجواء رمضانية يغمرها الألفة والترابط بين نسيج الوطن الواحد.
ففى قرية غرب أسوان، يمثل إفطار أهالى النوبة عادة سنوية يستضيفها أهالى نجع "الحجاب" لتجمع أبناء النوبة من نجوع قرية غرب أسوان بكاملها، بهدف لم الشمل وزيادة الألفة بين أطياف المجتمع النوبى.
قال سامى برهان، من أهالى غرب أسوان، لـ"اليوم السابع"، إن إفطار أهالى النوبة هو عادة سنوية يستضيفها أهالى نجع "الحجاب" لزيادة الألفة والمحبة ولم الشمل وإحياء التراث القديم لأهل النوبة الذين كانوا يحرصون قديما على التجمع على مائدة واحدة طوال شهر رمضان، ولذلك فإن هذا الإفطار إعادة إحياء لهذه العادة الجميلة.
وأضاف سامى برهان، أن إفطار هذا العام حضره ما يزيد عن 500 شخص من أهالى النوبة وضيوفهم والمسئولين بأسوان، لافتاً إلى أن البيوت النوبية تجهز العصائر المميزة، ثم يخرج الشباب ليشاركون فى تجهيز الأكل من خلال التجمع بمكان واحد وتحضير أشهى الأكلات النوبية بجانب الأكلات العادية المعروفة.
وفى مشهد مهيب، تجمع أبناء 44 قرية نوبية بمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، على مائدة إفطار واحدة بقرية أبو سمبل التهجير، تحت شعار "يوم فى حب النوبة".
قال الكابتن علاء مجاهد، من أبناء قرية أبوسمبل، لـ"اليوم السابع"، إن الإفطار يأتى تحت شعار "يوم فى حب النوبة" بهدف لم الشمل وجمع أبناء 44 قرية نوبية، تم توجيه الدعوة لهم للحضور، بجانب تواجد مسئولين من الشباب والرياضة والثقافة والتعليم والوحدات المحلية والقيادات الدينية.
وأضاف الكابتن علاء مجاهد، أن الغرض من التجمع فى آخر رمضان، هو إحياء للتراث النوبى القديم من خلال التجمع فى يوم إفطار للقرى النوبية، حتى يتم لم الشمل وإعادة التقاليد والتراث القديم قبل التهجير وما يحرص عليه الأجداد للتجمع والإفطار فى يوم واحد لكل قرى النوبة القديمة.
وتابع محمد حسين العمدة، الشهير بـ"بيسمبيس" النوبى، أن أهل النوبة يحبون ربط الفن بالمناسبات المختلفة، حتى فى رمضان يحيون ليالى رمضان بالفن النوبى، وينظم الشباب زفة نوبية تجوب شوارع قرى النوبة خاصة فى أبوسمبل والتى يحرص عليها أهل النوبة سنوياً، ويتقدمهم الفنان النوبى "بيبو أدم وبلال كديس وأشرف سمبو وصلاح عبدالحليم ورمضان كركبشى"، وآخرين من براعم مركز شباب أبوسمبل.
وأوضح عبد الله هارون، من أبناء النوبة، أن فاعليات التجمع النوبى يضم فاعليات مختلفة بجانب الإفطار منها نهائيات الدورة الرمضانية لكرة القدم بمركز شباب أبوسمبل وسيتم تسليم جوائز وملتقى ثقافى، بجانب جلسة يعقدها الأهالى لبحث بعض الشئون التى تهم أهل النوبة.
وفى منطقة ساحرة مطلة على النيل مباشرة، اعتاد أهل الطيباب النوبيين الإفطار كل عام فى رمضان بين أحضان الطبيعة الساحرة بمنطقة الكرور بمدينة أسوان، وسط الاحتفاظ بالعادات والتقاليد النوبية التى تربوا عليها منذ زمن.
وفى مكان الإفطار، تكتسى جدران "الطيباب" بالرسومات والجداريات المعبرة عن أهل النوبة وتحكى هذه الجداريات من الفن النوبى، تراث جيل قديم من أجداد النوبة الذين كانوا يعيشون فى تآلف وترابط بين العائلات بعضهم البعض وتجمع الأبناء الصغار حول آبائهم فى جو أسرى تملؤه المحبة والسعادة، وتظهر البيوت النوبية بشكلها القديم فى الرسومات أيضاً، بجانب وجوه الأطفال التى تظهر فى الرسومات وتعكس ملامح البشرة السمراء النوبية الجميلة.
قال وليد تاج، رئيس جمعية تنمية المجتمع بالطيباب، لـ"اليوم السابع"، إن الطيباب تنظم إفطاراً جماعياً فى شهر رمضان كل عام، يتم فيه دعوة العشرات من أبناء النوبة والسودان والقيادات التنفيذية والشعبية كنوع من الألفة والتجمع السنوى فى الشهر الكريم.
وأضاف وليد تاج، أن التجهيز للإفطار يكون قبلها بفترة ويشارك فيه أهالى المنطقة سيدات ورجال وأطفال وكبار، ويقومون بتجهيز التمور والعصائر المختلفة، ويقومون أيضاً بتجهيز صوانى كبيرة عليها فواكهة متقطعة بشكل منسق وجمالى توضع على موائد الإفطار كمقدمة وقت آذان المغرب قبل الأكل.
وأوضح، أن السيدات تجهز أصناف الأكل المختلفة، منه الأطعمة المعتادة من المشويات والفراخ واللحوم والفتة، بالإضافة إلى الأكلات المميزة التى يشتهر بها أهل النوبة والسودان والصعايدة فى منطقة الكرور، مثل: "السناسن والخمريت والكابد" وغيرها من الأطعمة المميزة، التى تقدم للضيوف الوافدين.
ويتجمع أبناء النوبة كعادتهم سنوياً للإفطار فى مكان واحد على أرض جزيرة هيسا النوبية جنوب مصر، واحدة من الجزر السياحية التى تتمتع بطبيعة خلابة وسط النيل، ويحضر الإفطار الجماعى أهل النوبة والقيادات الشعبية والمسئولين فى محافظة أسوان، ويحضر أيضاً سائحون أجانب يتصادف وجودهم على الجزيرة للسياحة.
وتحكى النساء أثناء تجهيز وجبات الإفطار - باللغة النوبية - عن الحياة فى النوبة القديمة وكيف كانت الجدات يجلسن سوياً لإعداد الموائد وتجهيز العصائر لتناول الإفطار سوياً فى رمضان، وكن يقلن أن الإفطار الجماعى قديماً كان يتم بشكل يومى وليس قاصراً على يوم واحد فى الشهر الكريم وتتجمع عائلات النوبة كبارها وصغارها فى مكان واحد لمشاركة الإفطار مع بعضهم البعض، ورغم بساطة الحياة إلا أنها كانت جميلة لأنها مبنية على التكاتف والوحدة بين أبناء النوبة.
ووقفت سائحة بلغارية تدعى "بليانا" وزوجها "كوستا"، وسط حضور أهالى الجزيرة لمشاركة أهل النوبة والمسلمين إفطار رمضان، وهما يرددان للناس: "رمضان كريم" باللغة العربية التى يجيدان نطق بعض الكلمات منها، وسط ترحيب كبير وشعبى من أهالى الجزيرة بضيوفهم السائحون الأجانب من شتى دول العالم.
قال عادل روسى، من أهالى جزيرة هيسا النوبية، لـ"اليوم السابع"، إن إفطار جزيرة هيسا النوبية يتميز بالتجمع الكبير لأهل النوبة والذين يأتون من كل مكان للمشاركة فى ذلك اليوم، بجانب مشاركة القيادات الشعبية والمسئولين الحكوميين، وهى عادة سنوية يتجمع فيها أهل النوبة فى مكان واحد لمنازل "آل مُركب"، لإظهار مدى الحب والترابط بين أبناء النوبة ونشر السماحة وروح التآلف والإخاء بين بعضهم البعض، ويتميز الإفطار أيضا بقيام سيدات النوبة بطهى أشهى الأكلات وأبرز العصائر فى إفطار الشهر الكريم.
وتابع سمير حمدى، من أهالى جزيرة هيسا، أن التجهيز لهذا اليوم يبدأ مبكراً ويتم فتح المضايف وتجهيز المكان المخصص للإفطار الجماعى ويكون فى مكان مرتفع مطل على النيل مباشرة، ويتم فرش الأرضيات وتهيئة الديوان وفتح المضايف فى البيوت الملونة الشهيرة لدى أبناء النوبة، ويتم إعداد الأكلات والمشروبات لهذا اليوم، خاصة مما يشتهر به أهل النوبة من مشروبات كـ"الأبريه" و"الفتة" ويتم إعداد الأكلات الشعبية المعروفة أيضاً مثل البامية وصوانى اللحم ومشويات الفراخ وغير ذلك.
وأشار، إلى أنه بعد الانتهاء من الإفطار وأداء صلاة العشاء والتراويح فى جماعة، يتوجه أهل النوبة على الجزيرة لإحياء ليالى رمضان من خلال تلاوة القرآن لأبرز مشاهير القراء فى أسوان والاستماع للتواشيح والابتهالات الدينية والمدائح للطرق الصوفية المختلفة وأكثرها بين أبناء النوبة الميرغنية.


أثناء تجهيز الإفطار

أثناء صلاة المغرب

أداء الصلاة فى جماعة

أطباق الفاكهة

إفطار الطيباب بالنوبة

إفطار أهل النوبة فى قرية أبوسمبل

أكلات نوبى

الإفطار الجماعى

الإفطار النوبى

الإفطار على التمر والفاكهة والعصائر

الترحيب بالضيوف

الحضور

إفطار رمضان

الطيباب_1

العصائر_2

الفواكه

أهل-النوبة

أهل-النوبة-أثناء-الإفطار

أهل-النوبة-يجهزون-للإفطار-الجماعى

تجهيز-الإفطار_2

تجهيز-الإفطار-فى-النوبة

تجهيز-السلطات_5

تجهيز-الطماطم-والسلطات

تجهيز-موائد-الإفطار-فى-النوبة

تقديم-الضيافة

تقديم-العصائر_4

توزيع-المشروبات-النوبية

توزيع-المشروبات-على-الموائد

جانب-من-الإفطار

جانب-من-التجهيزات

رجل-يشارك-زوجته-تجهيز-الإفطار-فى-رمضان

شباب-الطيباب-المشاركون-فى-الإفطار

صلاة-المغرب-فى-جماعة_1

صوانى-الإفطار_2

عصائر-الإفطار-الجماعى_1

عصائر-النوبة-أثناء-التجهيز

فواكه-للضيوف

لحطظة-الإفطار_3

لقاء-أهل-النوبة-فى-رمضان

لقاء-محبة

مشروبات-الإفطار

مشروب-الإبربه_1

مشروب-الأبريه

مكان-الإفطار
Trending Plus