هل تغتال صحافة السيو الفكر لإرضاء الجماهير؟

كامل كامل
كامل كامل
بقلم كامل كامل

نشأنا ونحن نؤمن بأن الصحافة تمثل سلطة رابعة حقيقية، أو بمصطلح آخر سلطة معلوماتية ومعرفية تقود الأفراد وتوجه المجتمعات وتطرح القضايا المصيرية بجرأة وموضوعية، وتقدم الحلول العملية المدروسة، كما أن الصحافة لا تقتصر مهمتها على تشكيل الرأي العام، بل تتعداه إلى صياغة الوجدان الجمعي وبناء العقل الجمعي، وهى دون مبالغة تدون التاريخ يوميا.

الصحافة الجادة تساهم في الارتقاء بفكر المواطن، ورفع المستوى المعرفي للمجتمع بكل مكوناته، من صناع القرار في الأنظمة السياسية مرورا بالحكومات ووصولا إلي السادة حضرات المواطنين.. هكذا وجدنا الصحافة في عهد آباءنا وما قبلهم من عهود وأزمنة.

الصحافة هي ضمير الأمة ومرآتها الناقدة، تخوض دائما معارك من أجل مجابهة الظلام وتنوير العقول، والصحافة هي السلطة الوحيدة التي لا تحتاج إلى دستور لتحديد صلاحياتها، كما قال عنها الرئيس الفرنسي شارل ديجول، وهي أيضا حجر الزاوية في أي مجتمع ديمقراطي، كما وصف الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الصحافة الحرة.. وجميع من يعمل في هذه المهنة يدرك أنها حقا مهنة البحث عن المتاعب ويدرك قيمة الكلمة ويعرف تأثيرها الكبير على الناس.
كل ما سبق يختلف تماما مع ما يسمي بصحافة الـ"سيو" وصحافة السيو لمن لا يعرف، هي الكتابة المتوافقة مع محركات البحث، أو بمعني آخر هي الصحافة التي تقدم ما يريده الجمهور على حساب المهنة، وفي أوقات كثيرة تكون علي الجودة الفكرية.. وبالتالي نحن أمام نوعين من الصحافة، الأولي تقود الرأي العام ويكتبها الصحفيون والكتاب والمفكرين والفلاسفة، والثانية تلبي طلبات الجماهير في جميع القضايا من أجل إشباع شهوة المشاهدات.

صحافة السيو، تبدد أركان المهنة، لأنها لا توجه المجتمع بل تستجيب طوعية للمجتمع في كل القضايا صحيحة كانت أم خاطئة، وبالتالي تم إفراغ مضمون مهنة الصحافة من فكرتها الأساسية، وبدلا من أن ترتقي الصحافة بالجماهير حدث العكس، وتتدني بينا جميعا محرك البحث، بالصحافة والمجتمع لأسفل السافلين.
نحن أمام واقع فُرض علينا، وأعلم جيدًا أن مساحات الحرية تمنح كل من يعمل بمهنة الصحافة قيادة الرأي العام إلى الأمام، فالصحافة مهنة تقوم على الحرية، لكن مع استمرار "صحافة السيو" والوضع الراهن بوصفه الشامل، علينا جميعًا أن لا ننسى أننا أصحاب رسالة، وأن نلتزم بمبادئ المهنة والدقة والموضوعية والتوازن بدلًا من السعي وراء الزيارات والمشاهدات التي تأتي بالتضليل والتلاعب، لا بالجودة والمضمون القوي.. نحن حقًا في مفترق طرق، لذا كان سؤالي: هل تغتال صحافة السيو الفكر لإرضاء الجماهير؟ والأيام حبلى بإجابات كثيرة، ويجب أن يكون أبناء المهنة أو أصحاب الرسالة جزءًا من الإجابة، وأتمنى أن نكون الإجابة كاملة.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الموساد الإسرائيلي يشارك أستراليا في تحقيقات هجوم عيد حانوكا اليهودي

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب


تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر


رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى