انتصارات الجيش السودانى تتوالى.. تحرير أكبر سوق فى الخرطوم وبدء تطويق ميليشيا الدعم السريع بأم درمان.. البرهان يتعهد بفك الحصار عن دارفور وكردفان.. تقرير حقوقى يوثق اختفاء أكثر من 50 ألف سودانى منذ اندلاع الحرب

واصل الجيش السوداني، تحقيق تقدم كبير، وانتصارات هامة، باستعادة السيطرة على أماكن حيوية واستراتيجية، في العاصمة الخرطوم، بدأها بالقصر الرئاسي، وبسط السيطرة على مقار الوزارات والمقار الحكومية السيادية، وجهاز المخابرات في العاصمة، وفرض حصارا مشددا على ما تبقى من عناصر الدعم السريع.
واستمرارا للتحركات العسكرية، تمكن الجيش من استعادة السيطرة على سوق ليبيا، وهو أكبر أسواق السودان، وأخر معاقل ميليشيا الدعم السريع في غرب أم درمان.
وبالسيطرة على سوق ليبيا، بدأت القوات المسلحة السودانية، تطويق ميليشيا الدعم السريع في أحياء أمبدة وقرى غرب أم درمان، وصالحة ودار السلام في جنوب المدينة.
وقال العميد نبيل عبد الله المتحدث باسم الجيش، في تصريح صحفي مقتضب، إن "قواتنا بسطت سيطرتها على سوق ليبيا في أم درمان".
وأشار إلى أن الجيش استولى على أسلحة ومعدات تركتها الدعم السريع أثناء فرار عناصرها من السوق.
وفرض الجيش سيطرته على سوق ليبيا والمواقع القريبة منه، بما في ذلك رئاسة شرطة محلية أمبدة.
ونتيجة لتقدم الجيش، انسحبت قوة كبيرة من الدعم السريع من الخرطوم والخرطوم بحري عبر جسر خزان جبل أولياء، جنوبي العاصمة، إلى قرى غرب أم درمان التي يقطنها أغلبية من الجموعية، مرتكبة بحقهم انتهاكات بشعة راح ضحيتها 20 قتيلًا مدنيًا على الأقل.
ونشر ناشطون دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي لتقدم الجيش إلى قرى غرب أم درمان لتخليص الأهالي من بطش الدعم السريع.
وأرسلت وزارتا الخارجية والمعادن فرقًا فنية إلى مرافق الدولة في وسط الخرطوم لتقييم الأضرار التي لحقت بالمباني، تمهيدًا لصيانتها وعودة العاملين، بعد إعلان الجيش السيطرة على الخرطوم والقضاء على آخر جيوب الدعم السريع.
وخلال كلمته بمناسبة عيد الفطر المبارك، تعهد الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وقائد الجيش، بفك الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مناطق في كردفان وشمال دارفور، بعد تحرير العاصمة.
وقدّم البرهان، في كلمة إلى الشعب بمناسبة عيد الفطر، التحية والشكر إلى "المجموعات التي قاتلت مع القوات النظامية بمختلف كياناتهم ومناطقهم، وأخص هنا المقاتلين في شمال دارفور وكردفان على صبرهم وتحملهم الحصار، فإننا قادمون".
وتفرض الدعم السريع، حصار مشددا على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور وبابنوسة بغرب كردفان، وحصارًا جزئيًا على الأبيض بشمال كردفان والدلنج بجنوب كردفان.
وقال إن الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق الشعب تجعل خيارات التعامل معها ومع داعميها صفرية، حيث إننا “لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض ولن ننكص عن عهدنا مع الشهداء.
وأفاد البرهان بأن طريق السلام وإنهاء الحرب لا يزال مشروعًا، حيث إن معاناة المواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع وحصارهم وتدميرهم وقتلهم، خاصة في الفاشر، وإشاعة الطمأنينة، أمر ممكن، وذلك بوضع الدعم السريع السلاح أو على الباغي ستدور الدوائر، وفقا لقوله.
وأشار إلى أن عهد الجيش مع الشعب يتمثل في عدم التراجع عن هزيمة وسحق الدعم السريع، كما أن العفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري لا يزال ممكنًا ومتاحًا لكل الذين يحملون السلاح ويتوبون إلى الحق.
وقال البرهان إن الجيش يقف من جميع المواطنين المساندين له والمدافعين عن السودان وعن الحق على مسافة واحدة، قائلا :"لا تفضيل ولا انحياز لأي جهة على حساب الآخرين، فحرب الكرامة ميزت الخبيث عن الطيب، والوطني عن المأجور".
وشكر البرهان من وصفهم بإخوة وأصدقاء السودان من الدول والمنظمات الذين عملوا مع الحكومة والشعب وساندوهم ودعموهم في تثبيت وحدة وأمن واستقرار الدولة، مشددًا على أن إعادة إعمار الدولة وبنيتها التحتية تحتاج إلى جهود إضافية.
وفى سياق آخر، كشفت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، عن توثيق، فقدان 50 ألف شخص منذ اندلاع الحرب في السودان، والتي أوشكت على إكمال عامها الثاني.
وفي الأيام السابقة، تمكن الجيش السوداني من تحرير قرابة 4 آلاف من العسكريين والمدنيين الذين جمعتهم قوات الدعم السريع في جبل أولياء جنوبي الخرطوم، من مراكز اعتقالها في أحياء العاصمة.
وقال رئيس الكيان الحقوقي، الصادق علي حسن، إن عدد المفقودين بلغ أكثر من 50 ألف شخص، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 حتى مارس الحالي، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأشار إلى أن أغلب المفقودين من الولايات المتأثرة بالنزاع، مثل الخرطوم وسنار والنيل الأبيض وإقليم دارفور، الذي يضم خمس ولايات.
وتشكلت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات من منظمات وشبكات وحملات مناصرة تعمل في مجالات حقوق الإنسان ورصد وتوثيق الانتهاكات.
يشار إلى أن ميليشيا الدعم السريع اختطفت آلاف الأشخاص، بعضهم أُطلق سراحهم بعد دفع فدية مالية، وآخرون قضوا نحبهم جراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية في مراكز الاحتجاز، فيما لا يزال مصير أكثرهم مجهولًا.
وتوقع الصادق اكتشاف حقائق صادمة وغير متوقعة بعد توقف الحرب حول الانتهاكات التي ارتُكبت بحق النساء والأطفال، بما في ذلك جرائم الاغتصاب.
Trending Plus