عبد الرحمن الأبنودي وقصيدة تروى حكاية سواق القطار في العيد

لعبد الرحمن الأبنودي قصائد كثيرة تروى حكايات الشقيانين في بلادنا فشعره المكتوب عبر عن الطبقات الشعبية وناس القرى والنجوع فوضع حكاياتهم اليومية في القلب من الشعر، وجعل العامية تنطق بهمومهم في مشروع شعرى واضح التوجه مترع بالتفاصيل فماذا قال عن سواق القطار في العيد.
يقول الأبنودي:
لاُقْصُر.. خُزَام.. قوص.. البراهمه
ابنود.. قنا.. دشنا...
ويجرى القطر وِتْعَدِّى اليُفَطْ.
يجرى.. وعَربِيّاتُه -أولادُه الصّغار-
وراه.. بِيِتْعَتَّر عجلهم فى الشرايط والعُفار.
لا تْعِدِّى يا عينى بلاد.
ولا تِقْرِى يافطة
ولا تِتْرِمِى يا قلبى فى بْواب الدِّيار
إدِّى «الإشارة» راية حمرا ونور
وِطَاوِع «السَّنَافور..»
وغادر المحطّة
لحدّ ما تشوف من بعيد «سنافور» جَديد
قرّب إيدين الناس لِبَعْض.
دوِّب قلوب الناس فى بعض
إحزم صدور الناس بِبَعض
وإزْرع الفرحة فْ لُقا الأشواق
أصل النهارده العيد!!
مكتوب على السّواق يكون سوَّاق
ويزرع الفرحة فْ لُقَا الأشواق
يطاوع «السَّنَافُور»
لحدّ ما يشوف من بعيد..
«سنافور» جديد..
حتى في يوم العيد!!
يا وابوُر يا وابُورى
يا دوْشتى.. يا سرير أولادى
يا ضِلِّتى ونُورى.
يا قَطْر.. يا قطرى
يا اللّى مِقضِّى فيك سنين عمرى
يا هِدمتى.. يا غُربتى.. ومصرى!
آدي بلدنا أهِه على الرصيف
وانا فى شِبَّاكَك يا قَطْر..
بحّار فى بحر العيد بِلا مجاديف
مع إنى سايق قَطْر!!
آدى البلد
والبلكونات شَغْيَانَه بالعياييل
وبيتنا اهُه.. باين من البعيد
عادى.. فى يوم العيد.
إتعوِّدوا الأولاد مايستنُّوش
أنا ما ليش مواعيد.
مُنى وعماد
وأمّ الولاد
مسْتَنِّيِين
مع إنى دايماً فى العِياد ماباجيش.
العيد لأهل العيد.
مُنى وعماد مِسْتَنِّيِين
وانا ما ليش مواعيد
ولا يعرفوش انى على المحطة!!
إطوى إشارتك ماتشاورش يا ناظر..
خلِّينى اعيِّد عَ الولاد بِالْعين
ولو انّى مِش ناظر
ولا شايف الولدين.
ما شايِفْش غير البيت أبو الشبَّاك
أهو دا المِسَهِّمْ فى الحوارى هناك
الأوضة فيها عيد غريب قلقان
قَلَقِ العيون اللى على الرُّصْفَان..
مِسْتعجلة.. وهيّه..
مسافرة لأهلها فى العيد!!
بيتْنا أهُه
يا حضرة الناظِر..!!
عارف شعور والد فى يوم يِشْبه لِدَا..
وعازر
يا حضرة الناظر!!
أربع خطاوى واكون هناك عَ الباب
فى الأوضة.. فى التراسِينة.. فى الصَّالة
باجرّب الزمامير
باراقب أم عماد بِتْلبِّسُه البدلة
وتحطّ لُه المنديل.
وباطرْقَع البالونات
وباجيب لهم غيرها
وفؤادى يتدجْلَجْ مع المراجيح
لحد ما يِقَفُوا
وينزلوا مِ البلكونات للحُضن!!
وانت يا ناظر عندك الأولاد
وضرورى عارف يعنى إيه الأب
بيحِسّ بِلْيُونْة الحياة فى حُضْن إبن..
خاصّة..
إذا كان دا فى يوم العيد!!
تسألنى إيه الحل..؟
إيه الحل يعنى يا حضرة الناظر..؟
لو قلت لك حتقولوا بيخرَّف
حتقولوا عَنّى مشغَّلين سواق عجوز
مجنون.. هِنا عَ الخَطّ..!
لكِنُّه إحساسى الحقيقى يا ناظر.
لو سِبْت جُوّايا يِمشِّى القطْر
لَمشِيتْ بُه فى الشارع
فى نُصّ العيد
وانا هنا فى مكانى جنْب الفُرن
بالزيت على الأفرول وعَلَى وِشِّى
أبصّ م الشِّبَّاك
وبِألْف عيد وبْسِتَّلافْ فرحة..
أهنِّى كلّ الخلق فى الحارة
وأدخُلْ بُه بيتى.
بالقطر أدخل بيتى.
واطْلع بعرَبِيَّاتْه عَ السِّلم
لا انْطَق ولا اتكلِّم
أنزل على الأولاد حُضَان ودموع!!
مجنون انا.. مش صَحّ يا ناظر
مجنون.. كما قطرى الحديد مجنون.
ياما ألف عيد بييجُوا وِيْعَدُّوا
لكن باقول يا حضرة الناظر:
العيد.. هوّه انّك تعيش العيد
تحسّ العيد
وإزاى يحسُّه اللّى..
مِقَضِّى عمرُه بعيد؟
ييجى من بعيد
ويروُح بعيد
ويعود بلا مواعيد
ويشتغل فى العيد
يسلّم الناس للبلاد
يشوف فرَح ويشوف دموع
ويشوف لُقَا ويشوف رجوع
وبيته قُدَّامُه..
وِمِشْ طايلُه..!!
Trending Plus