محمد دياب يكتب: أهلا بكل شىء جميل فى عيد الفطر المبارك

محمد دياب
محمد دياب

مضي الشهر الكريم واليوم نحتفل بعيد الفطر المبارك  سريعا، كما تمضي كل الأشياء الجميلة، وكما تهرب الأيام من بين أيدينا دون أن نشعر، ويتركنا رمضان محمّلين بالشوق إليه، وكأننا لم نرتوِ بعد من نوره وروحانياته، ولم نكتفِ من تلك اللحظات النقية التي تُعيد ترتيب أرواحنا. نودّعه كما يودّع العاشق محبوبه، بقلب مُثقل بالحزن وأمل خافت في لقاء جديد

في مثل هذه الأيام، كانت البيوت المصرية تعيش حالة استثنائية من الدفء والبهجة، استعداداً لطقوس العيد التي لم تكن مجرد احتفال، بل كانت إعلاناً عن انتصار الفرح رغم مشقة الأيام. كان المنزل يتحول إلى ورشة عمل عامرة بالحياة، حيث يجتمع الجميع حول "طاولة الكعك" وكأنهم يؤسسون لذكرى جديدة تضاف إلى أرشيف الذكريات التي لا تموت

أتذكر والدتي، وهي تستعد لهذه الأيام وكأنها على موعد مع معركة لا تقبل الهزيمة. تبدأ بالتجهيز قبلها بأيام، تشتري الدقيق والسمن والسكر، وتستعير ماكينة البسكويت من الجيران، تلك الأداة التي كانت تمرّ على أكثر من بيت في شارعنا، كأنها جزء من طقس جماعي يوحّد الجميع في بهجة واحدة. لم تكن مجرد صناعة حلوى، بل كان طقساً يحمل في طياته معاني العطاء والانتماء والمشاركة

أما والدي، فكان يسلم والدتي المال لتشتري لنا ملابس العيد، ذلك الطقس الذي كنا ننتظره بلهفة لا توصف. لم يكن الأمر متعلقاً بجودة الملابس أو ثمنها، بل بتلك اللحظة التي نرتدي فيها الجديد، ونشعر وكأننا دخلنا عاماً جديداً لا يوماً جديداً فقط. كان الأمر أشبه بسحر خفي، يمنحنا إحساساً بالبهجة لا يعوضه شيء

لكن، كما تتغير الفصول، تغيّرت التفاصيل. لم تعد البيوت تضج بالحياة في ليالي تجهيز الكعك، ولم تعد الشوارع تحمل تلك الرائحة التي كانت بمثابة إعلان غير رسمي عن قدوم العيد. أصبح كل شيء سريعاً، بلا روح، بلا دفء، كأن الزمن يصرّ على أن ينتزع منّا كل ما كان يمنحنا السعادة الحقيقية

مهما تغيرت العادات، ومهما اختفت بعض التفاصيل التي شكلت طفولتنا، يظل العيد موعداً متجدداً مع الفرح. نتمسك به كما يتمسك الغريق بقشة، ليس فقط لأنه عيد، بل لأنه نافذتنا الصغيرة نحو البهجة التي نحتاجها وسط ضغوط الحياة

قد لا تعود رائحة الكعك تملأ الشوارع، وقد لا نشعر بنفس اللهفة لملابس العيد كما كنا صغاراً، لكن العيد ليس مجرد طقوس، بل إحساس نخلقه بداخلنا. إحساس بالفرحة، بالتفاؤل، بالأمل في غدٍ أجمل، بغض النظر عن كل ما تغيّر من حولنا

كل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم بفرحة لا يشوبها نقصان، وسعادة لا تعرف طريقاً للرحيل

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مصرع 3 فتيات وشاب فى انقلاب مركب صغير داخل نهر النيل بالمنيا

كيف كشفت النيابة العامة تفاصيل حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية؟

الأهلى يرفض مناقشة أى عروض لرحيل زيزو بعد اهتمام قطبى تركيا بضمه

تحذير عاجل من هيئة الأرصاد الجوية لسكان هذه المحافظات


مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

كريم نيدفيد يقترب من الرحيل عن الأهلى والانضمام للاتحاد السكندرى

فات الميعاد الحلقة 11.. أسماء أبو اليزيد تنجب طفلة وأحمد مجدي يزورها

كل ما تريد معرفته عن أسد الحملاوي المُرشح لخلافة وسام أبو علي في الأهلي

آخر تطورات مستقبل عبد الله السعيد فى الزمالك بعد نهاية عقده


كل ما تريد معرفته عن تطورات ميركاتو الزمالك والمدير الفنى الجديد

قائمة الأجانب تهدد مصير مفاوضات الأهلي مع مدافع الأفريقي التونسي

تأجيل محاكمة متهم بالانضمام لداعش لجلسة 13 يوليو

باستثمارات تصل 55 مليون يورو.. رئيس الوزراء يفتتح أول مصنع لشركة "BSH" المالكة للعلامة التجارية "بوش" للأجهزة المنزلية في مصر وأفريقيا: الحكومة اتخذت إجراءات وتيسيرات كبيرة أسهمت فى جذب كبريات الشركات العالمية

سيريس السويدى يترقب الحصول على 10% من إجمالى صفقة بيع وسام أبو علي

موعد مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في ثمن نهائي مونديال الأندية والقنوات الناقلة

أخبار مصر.. طلاب الثانوية العامة يؤدون غدا امتحان اللغة الأجنبية الأولى

هدى تطرح أحدث أغانيها "كف ورا كف" بتوقيع خالد سلطان ونوار البحيرى

زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب قبالة سواحل جنوب الفلبين

اعترافات من قلب الإخوان.. قيادى إخوانى يرصد خطايا الجماعة الـ10 قبل ثورة 30 يونيو.. جمال حشمت: تعاملنا بطريقة التنظيم السرى.. اعتبرنا الوصول للحكم مرحلة التمكين..والاعتصامات خطيئتنا الكبرى.. واستهدفنا أخونة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى