أكبر مقامرة فى رئاسته الثانية.. أسوشيتدبرس: قرار ترامب بفرض تعريفة جمركية يهدد بحرب تجارية مدمرة ومجازفة بشعبيته.. CNN: صدمة جديدة للاقتصاد الأمريكى..ودونالد يتحدى: التعريفة سلاح قوى لا يستخدمه الأغبياء

مجددا، أثارت قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حالة من القلق والاضطراب، هذه المرة من التداعيات الاقتصادية المحتملة بعد أن فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الأمريكية من الصين والمكسيك وكندا.
وقالت وكالة "أسوشيتدبرس" إن الخطوات التى قام بها ترامب بـ فرض رسوم جمركية على كل من الصين وكندا والمكسيك، والتى دخلت حيز التنفيذ بدءا من اليوم الثلاثاء، أثارت مخاوف من رفع التضخم واحتمال اندلاع حرب تجارية مدمرة على الرغم من وعوده للشعب الأمريكى أن الضرائب المفروضة على الواردات هى أسهل طريق لتحقيق الرخاء الوطنى.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الخطوة أظهرت أيضا استعداداً لتحدى تحذيرات أغلب خبراء الاقتصاد ووضع شعبية ترامب نفسه على المحك، معتقدا أن التعريفة يمكنها إصلاح ما يؤرق الولايات المتحدة.
وكان ترامب قد قال، الاثنين، إن التعريفة سلاح قوى لم يستخدمه السياسيون إما لأنهم يفتقدون النزاهة وأغبياء أو يتلقون أموالا بطرق أخرى. والآن، نحن نسخدمها.
وبدأ سريان رفع الرسوم الجمركية التى طالما هدد به ترامب جارتيه كندا والمكسيك، الثلاثاء، مما يضع الأسواق العالمية على الحافة ويمهد لانتقام مكلف من قبل حلفاء واشنطن فى أمريكا الشمالية، بحسب أسوشيتدبرس.
وبدأ التنفيذ مع حلول منتصف ليل الثلاثاء، ليتم فرض ضرائب على الواردات من كندا والمكسيك بنسبة 25%، وعلى منتجات الطاقة الكندية بنسبة 10%.
وتم رفع الرسوم التى فرضها ترامب على الواردات الصينية من 10% إلى 20%، مما دفع بكين للرد بالتهديد بفرض رسوم تصل إلى 15% على مجموعة متنوعة من الصادرات الزراعية الأمريكية. وقامت بكين أيضا بتوسيع عدد الشركات الأمريكية التى ستخضع لضوابط التصدير وقيود أخرى لتصل إلى نحو 24 شركة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو إن بلاده سترفع الرسوم على البضائع الأمريكية التى تقدر بأكثر من 100 مليار دولار على مدار 21 يوما. فى حين لم تقدم المكسيك أى تفاصيل بشأن إجراءات الرد.
وكان من المفترض أن تطبق التعريفة على الواردات من كندا والمكسيك بدءا من فبراير، لكن ترامب وافق على تعليقها لمدة 30 يوما للتفاوض مع أكبر شريكتين تجاريتين للولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، علقت شبكة "سى إن إن" الأمريكية على قرار ترامب بفرض تعريفة جمركية على الصين وكندا والمكسيك، وقالت إنه قام لتوه بأكبر مقامرة فى رئاسته الثانية التى لا تزال فى بدايتها.
وأشارت الشبكة إلى أن الرسوم الجمركية التى فرضها على الواردات القادمة من المكسيك وكندا بنسبة 25%، والتى دخلت حيز التنفيذ بدءا من اليوم، قد سببت صدمة جديدة للاقتصاد الأمريكى الذى أظهر علامات مقلقة على تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، وهو ما يعد مزيجا خطيرا لأى رئيس.
كما قام ترامب بمضاعفة الرسوم على الورادات الصينية لتصبح 20% فى ثلاث قرارات أدت إلى تهاوى الأسهم، وهو المقياس الذى يفضله لترامب لأدائه.
وكذلك، كان التوقيت غير موايتا أيضا، حيث جاءت القرارات قبل خطاب ترامب المقرر الليلة أمام الكونجرس، خطاب حالة الاتحاد، والذى ستشاهده أمة متوترة فى ظل أرتفاع أسعار الإسكان والبقالة.
لكن بالنسبة للجمهور الأقل من مؤيدى ترامب الأكثر إخلاصا، الذى لا يظهرون أى علامة على الاستياء، فمن المرجح أن يروج الرئيس الأمريكى لحروبه التجارية كدليل على العزم والالتزام بوعوده الشعبوية.
ورأت الشبكة أن قرار ترامب بالمضى قدما فى تطبيق الرسوم الجمركية بعد تأجيل سابق لمدة شهر، يعكس صراعا بين "قلبه السياسى" وعقله. فطالما رأى ترامب، المتقلب فى كثير من الأحيان الرسوم الجمركية كأداة اقتصادية خارقة وذلك منذ صفقاته التجارية كقطب فى مجال العقارات فى ثمانينيات القرن الماضى. ويرى ترامب أن فكرة الترويج لأن الدول الأجنبية تسرق أمريكا، إلى جانب الهجرة، هما الأساس لاستمرار مسيرته السياسية.
وقال ترامب فى تعليقه على قرار التعريفة: "سيكون الأمر مكلفًا للغاية بالنسبة للناس للاستفادة من هذا البلد. لا يمكنهم المجيء وسرقة أموالنا وسرقة وظائفنا والاستيلاء على مصانعنا وأعمالنا التجارية ويتوقعون ألا يعاقبوا".
واعتبرت "سى إن إن" أن قرار ترامب بشن حروب تجارية شاملة مع جيران أمريكا يمثل لحظة تاريخية فى ولايته الثانية، وهى المناسبة الأحدث التى يلتزم فيها بوعوده الانتخابية، على الرغم من الاضطرابات الهائلة التي يفرضها الوفاء بوعده.
Trending Plus